بعد بدء موسم quot;الهجرة العكسيةquot; من العراق
إستنفار الإستخبارات العربية والأوروبية لرصد مقاتلي القاعدة
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الإستخباراتية المغربية والإسبانية والفرنسية تتبادل، بتنسيق مع الأجهزة الأميركية، المعلومات مع الإستخبارات العراقية حول مقاتلي القاعدة الذين تأكد أن عددًا منهم غادروا بلاد الرافدين، إلى أوروبا في انتظار العودة إلى بلدانهم الأصلية.

وأفادت مصادر متطابقة أن من بين العائدين ذوي أصول مغربية، ويحملون جنسيات أوروبية، مبرزة أن هناك تخوفات من محاولة تسللهم إلى المغرب.
وتشير تقارير أمنية إلى أن مغاربة العراق أشد خطورة من المغاربة الأفغان،حيث يوجد بعضهم في السجن لتورطهم في التخطيط لاعتداءات إرهابية في المغرب، لكونهم تدربوا جيدًا على حرب العصابات، كما أنهم يجيدون تصنيع المتفجرات واستعمال الأسلحة.

وتعتبر سلطات مدريد منع وصول الإرهابيين مسألة حاسمة، خاصة أن أغلب هؤلاء المقاتلين في صفوف القاعدة التحقوا بالعراق انطلاقًا من إسبانيا، وأنهم في حال جرى إخراجهم من هناك سيعودون إليها للإختفاء.
وأفادت المصادر أن أجهزة الاستخبارات المغربية تسلمت من نظيرتها العراقية لائحة بأسماء مغاربة، يوجدون في سجون العراق، حيث اعتقلوا في حملات تمشيطية ضد التنظيمات التابعة للقاعدة.
وأكدت أن اللائحة تضم أسماء أزيد من 20 معتقلاً، أغلبهم توجهوا إلى العراق بهدف quot;الاستشهادquot;.

وكان تقرير للمديرية العامة للدراسات وحفظ المستندات quot;لادجيدquot; كشف أن 16 مغربيًا تمكنوا، أخيرًا، من التسلل إلى بغداد، بينهم عبد المنعم أمشقار ومنصف بن مسعود والمهدي الحسكي شقيق حسن الحسكي، المعتقل في إسبانيا، في إطار تفجيرات مدريد، ومحمد أفلاح المبحوث عنه من طرف المصالح الأمنية الإسبانية المغربية، ويعتبر الشخص الوحيد الذي تمكن من الفرار من شقة quot;ليغانيسquot; في مدريدquot;، التي تم تفجيرها من طرف المغربي جمال احميدان، ومحسن خيبر الثري المغربي، الذي كان يقيم في سوريا، ويمتلك محلات تجارية وشققا يكريها للطلبة المغاربة، وطارق أونيس المغربي المقيم في فرنسا.

تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية، منذ سنة 2003 إلى نهاية 2008، من تفكيك حوالى 40 شبكة لتجنيد مقاتلين مغاربة بهدف إرسالهم إلى العراق لمواجهة القوات الأميركية وتنفيذ عمليات انتحارية بوساطة سيارات مفخخة.
وساهمت هذه الحملة الاستباقية في قطع الطريق على المجندين، الذي حوكم مجموعة منهم ضمن خلايا تنشط في هذا المجال وترتبط بتنظيمات متطرفة، منها القاعدة.
وأشرفت 16 شبكة تجنيد، من أصل الـ 40، على إرسال أكثر من 130 متطوعًا في ظرف ثلاث سنوات.

ومن أبرز شبكات التجنيد المفككة في المغرب،خلية تطوان، وضمنها متهم سويدي الجنسية، وخلية محمد رحا، وضمنها مواطن بلجيكي من أصل مغربي.
وتوبع أعضاء هذه الخلية، والبالغ عددهم 21 متهما، ومن بينهم خال المتهم الرئيسي المدعو أحمد الزموري، وهو الآخر بلجيكي من أصل مغربي، بالإضافة إلى (م مزوز) و (إ. بنشقرون)، وهما من بين المعتقلين السابقين بقاعدة غوانتانامو، بتهم quot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في ارتكاب أعمال إرهابيةquot;.
وتفيد محاضر التحقيق أن quot;الشرطة القضائية تمكنت في نونبر 2006 من تفكيك خلية إرهابية قيد التشكيل، تتكون من21 عنصرا يشتبه في ارتباطهم بحركة إسلامية متطرفة تقيم روابط وثيقة بتنظيم القاعدة، والتي كانت تسعى إلى استقطاب شباب مغاربة وإرسالهم إلى الخارج لإخضاعهم لتداريب شبه عسكرية وإرجاعهم، بعد ذلك، إلى المغرب للقيام بأعمال تخريبية فيهquot;.