إيران تحتفل الثلاثاء بالذكرى الثلاثين لثورتها الإسلامية
طهران: اعلن الرئيس الايراني الاسبق الاصلاحي محمد خاتمي الاحد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران/يونيو، ليمثل بذلك، حتى الآن، التهديد الاكبر امام اعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد.

وقال خاتمي في مؤتمر صحافي quot;اعلن من هنا وبعزم ترشحي للانتخاباتquot; الرئاسية، وذلك في ختام اجتماع لرابطة علماء الدين المناضلين التي تضم رجال دين معتدلين واصلاحيين، ويعتبر خاتمي احد ابرز قادتها.

وبذلك يصبح خاتمي ثاني شخصية بعد رئيس البرلمان السابق الاصلاحي مهدي كروبي، تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية للحلول محل الرئيس الحالي المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد.

وتولى خاتمي الرئاسة بين 1997 و2005.

ولم يعلن احمدي نجاد حتى الساعة ما اذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثانية ام لا، غير ان احد مستشاريه المقربين اكد ان الرئيس الحالي هو quot;بشكل بديهي مرشحا للرئاسةquot;.

ومن المفترض ان يصادق مجلس صيانة الدستور على الترشيحات، ولكن وزارة الداخلية لم تحدد حتى الساعة الموعد النهائي لبت المجلس بهذه الترشيات.

وشدد خاتمي في مؤتمره الصحافي على ضرورة ان تكون quot;هذه الانتحابات حرةquot;، مؤكدا ان quot;مسؤولية مشاركة الناخبين بحماسة في هذه الانتخابات تقع على عاتق منظميهاquot;.

وخلال المؤتمر الصحافي تطرق محمد علي ابطحي، احد مستشاري خاتمي، الى الشائعات التي ترددت عن حدوث مخالفات في انتخابات 2005، مؤكدا انه quot;اذا كانت نسبة المشاركة مرتفعة سنتمكن بسهولة من الفوز فيهاquot;.

وكان كروبي شكك علانية في 2005 بنتائج الانتخابات التي حرمته من التأهل الى الدورة الثانية. كما صبت المشاركة الضعيفة للناخبين الاصلاحيين في صالح احمدي نجاد.

وفي المؤتمر الصحافي اكد وزير الداخلية السابق الاصلاحي عبد الواحد موسوي لاري انه quot;بحسب الاستطلاعاتquot; فان خاتمي لديه quot;الحظ الاوفرquot; للفوز.

وقال خاتمي في المؤتمر الصحافي quot;آمل ان اتمكن من اخذ الاجراءات الكفيلة بحل مشاكل الناس وتحسين وضعهم في العالمquot;.

ومحمد خاتمي هو رجل دين معتدل تولى الرئاسة لولايتين متتاليتين مدة كل منهما اربع سنوات وهو يتميز بصلابة ارادته في الاصلاح التي غالبا ما اصطدمت بمعارضة المحافظين في البرلمان.

وكما اصطدمت مساعيه الرامية الى انفتاح المجتمع المدني بممانعة كل من السلطة القضائية ومجلس صيانة الدستور اللذين يهيمن عليهما المحافظون.

وكان خاتمي ترك لاشهر عدة مسألة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة في موضع الشك عبر اشتراطه توفر دعم حقيقي لهذا الترشح وضمانات بتمكينه من تنفيذ برنامجه الرئاسي في حال فوزه.

وفي حال فوزه سيكون عليه التعايش مع برلمان يهيمن عليه المحافظون ومع المرشد الاعلى للثورة المعروف بمعارضته للمساعي الاصلاحية في البلاد.

وفي المعسكر المحافظ وحده وزير الداخلية السابق مصطفى بور محمدي، الذي اقاله احمدي نجاد العام الفائت، اعلن في كانون الثاني/يناير استعداده للترشح في حال اختاره المحافظون لهذا المنصب.

وادت سياسة احمدي نجاد الى ارتفاع معدلات التضخم بنسب كبيرة طالت بالدرجة الاولى الطبقات الشعبية الاكثر فقرا.

ولكنه مع هذا استفاد من دعم كبير من آية الله علي خامنئي صاحب السلطة الاعلى في البلاد.

وكان رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الجنرال حسن فيروز ابادي اعلن دعمه لاعادة انتخاب الرئيس، في خطوة قلما يقدم عليها علانية مسؤول عسكري كبير.

وانتخب احمدي نجاد على اساس برنامج انتخابي يعد بتحقيق العدالة الاجتماعية، واشتهر بانه رجل تقي يعيش حياة متواضعة.

وساهمت هاتان الميزتان في فوزه في الانتخابات الرئاسية في 2005 امام منافسه في الدورة الثانية الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي تأثر سلبا بصورة رجل الاعمال المطبوعة في اذهان الجماهير عنه.

وفي المقابل حافظ خاتمي على صورته كرجل يتمتع بدرجة عالية من الثقافة والتسامح.