سيعيد الحرارة للعلاقات العربية الإيرانية ويفتح حواراً مع واشنطن
خاتمي يأمل بالفوز بولاية رئاسية ثالثة

خسرو علي أكبر من طهران: لم يكن إعلان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عن ترشيحه رسميا للخوض في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في يونيو القادم مفاجئا، فالمحاضرات التي ألقاها في الأيام الأخيرة تضمنت بشكل غير مباشر استعداده للترشيح، لكن المفاجىء في هذا الاعلان انه جاء عبر مؤتمر صحافي عقده في مقر مجمع الروحانيين المناضلين وهو تنظيم سياسي ديني يحظى بشعبية جماهيرية نظرا لدور الامام الخميني في دعمه. ويرى المراقبون للشأن الايراني أن الرئيس الايراني خاتمي لن يخوض انتخابات سهلة على غرار الانتخابات الرئاسية في العام 1997، خصوصا اذا لم ينسحب المرشح الاصلاحي الآخر مهدي كروبي رئيس حزب اعتماد ملي، ومعلوم ان مهدي كروبي هو اول شخصية اعلنت ترشيحها رسميا للانتخابات،ويستقطب حزبه نسبة غير قليلة من الوسط الاصلاحي الطامح بالتغيير.وليس مستبعدا ان يقلل وجود أكثر من مرشح في التيار الاصلاحي على تشتت الاصوات وقد يفوت ذلك الفوز على الاصلاحيين كما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة في العام 2005.

مع ذلك يراهن مؤيدو خاتمي على نتائج استطلاعات الرأي التي أشارت الى فرص فوزه حتى في حال ترشيح كروبي ولم تستبعد بعض النتائج دورا ثانيا للانتخابات تكون فيه المنافسة بين خاتمي ومرشح المحافظين. وحسب رأي محمد علي ابطحي مدير مكتب خاتمي ومستشاره في عهده الرئاسي فان خاتمي لم يلغي فرص الآخرين في الترشيح، وفي حال فوز رئيس البرلمان الايراني الأسبق مهدي كروبي فان ذلك سوف يعد انتصارا للمسيرة الاصلاحية في البلاد.

ومما لاشك فيه أن ترشيح السيد محمد خاتمي أربك التيار المحافظ وخلط عيه الأوراق، ففيما كان التفاوض بين رموز هذا التيار جاريا لتعيين مرشح متفق عليه، خصوصا بعد تصريحات أدلى بها قادة من التيار المحافظ تحدثت عن احتمال تقديم مرشح غير أحمدي نجاد، لكن الاعلان عن ترشيح خاتمي فرضت على المعسكر المحافظ القبول باعادة ترشيح ا الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد نظرا للشعبية التي يحظي بها في صفوف المؤيدين لسياسته المتشدده اضافة الى تأييد شعبي في القرى والمدن الصغرى. وقد صرح أحد رموز التيار الاصلاحي قبل أيام :quot;فيما اذا رشح خاتمي نفسه فسوف نكون مضطرين للقبول باحمدي نجاد منافسا له ولكننا سوف نرضى بنجاد بأعين باكية quot;.

وفيما استبعدت مصادر مطلعة أن يرفض مجلس الخبراء صلاحية الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي وهو ما لمح اليه ممثل المرشد الأعلى في صحيفة كيهان حسين شريعتمداري، فان الرهان الاساسي لانصار خاتمي سوف يكون على حجم المشاركة الجماهيرية في الانتخابات، وسبب هذا التخوف هو المشاركة الضعيفة لمويدي التيار الاصلاحي في الانتخابات التشريعية التي شهدتها ايران في الرابع عشر من مارس من العام الماضي، والتي انتهت بفوز ساحق للمحافظين في البرلمان الايراني.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية يشير الخبير في الشؤون الايرانية محمد الأمين أن سياسة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد فتحت باب الحوار مع اميركا حتى قبل فوز باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية، وفي حال فوز خاتمي فانه سوف يجد الارضية الملائمة للحوار مع أميركا، خصوصا وان تعاونا ايرانيا اميركيا في مؤتمر افغانستان في السنة الاخيرة من عهد خاتمي يعتبر أفضل مثال على تنسيق ايراني اميركي أعطى نتائج ايجابية على الصعيد الاقليمي وساهم في تشكيل اول حكومة وطنية في افغانستان.ويؤكد الأمين ان طهران عبرت على لسان مسؤولين كبار عن رفضها ترجيح العلاقات مع واشنطن على حساب علاقاتها الاقليمية وانها غير مستعدة لإبرام أي صفقة مع أميركا يؤثر سلبيا على الوضع الاقليمي ومكوناته، فان ذلك يضاعف من تخوف جهات مستفيدة من التوتر في العلاقات الايرانية العربية وفي مقدمتها اسرائيل، ويؤكد الأمين ان اسرائيل ستكون الخاسر الأكبر من تحسن العلاقات الايرانية العربية في حال فوز المرشح الاصلاحي محمد خاتمي وهذا التخوف صرح عنه مسؤول اسرائيلي في حديث نقلته صحيفة نقلته صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot;.