باريس: تدور الأنظار الفرنسية باهتمام بالغ لمتابعة ما يجري في إطار مباحثات الدوحة بشأن السلام في دارفور، وشدد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية حول هذا الجهد الذي ترعاه الدبلوماسية القطرية، بأن إشكالية السلام في دارفور باتت اليوم أحد أهم أولويات الدولة الفرنسية، مؤكدا أن فرنسا بوصفها عضوا دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ما فتئت تسعى بكل طاقاتها من أجل سلام دائم في دارفور.

وقال إن هذه القضية تشكل في الواقع واحدة من أهم الأولويات التي حددها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسياسته الخارجية. وكان موضوع دارفور يؤسس للملف الأهم، والملف الأول الذي تصدر برنامج عمل برنار كوشنير لدى توليه منصبه في وزارة الخارجية الفرنسية العام ما قبل الماضي.

حتى إن أول مبادراته العملية بشأن السياسة الخارجية لفرنسا كان تنظيمه في يونيو 2007 في باريس أول اجتماع وزاري دولي دارت جلساته بالكامل حول دارفور.

وما فتئت فرنسا في هذا السياق، يواصل الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، تدفع بقوة من أجل اعتماد قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، بالأخذ في الاعتبار البعد الإقليمي للأزمة، بما في ذلك إنشاء قوة الاتحاد الأوروبي l'EUFOR Tchad-RCA؛ التي تعد أكبر عملية عسكرية أوروبية مستقلة تم نشرها حتى الآن.

وفي سياق الجهود التي تبذلها فرنسا باتجاه البحث عن حل ناجع لأزمة دارفور، يشرح الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، بأنه قد جرى تعيين مبعوث خاص مكلف بمتابعة هذا الملف، هو عيسى مراوط، الذي صار مقره في الدوحة، وذلك من أجل دعم مبادرة قطر النشطة في هذا الصدد، ووساطة جبريل باسولي، وزير خارجية بوركينا فاسو السابق، الذي يشغل اليوم منصب وسيط دولي للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وأفاد مصدر الخارجية الفرنسية إن مبعوث الخارجية الفرنسية للدوحةعيسى مراوط كان حاضراً عند افتتاح المباحثات، إلى جانب عدد آخر من ممثلي المجتمع الدولي.

وأعرب في هذا السياق عن أمل الخارجية الفرنسية في أن تتمكن هذه المباحثات الجارية من أن تجمع بين مختلف الأطراف الفاعلة الرئيسة لتحقيق سلام دائم في دارفور.