زياراتهم ترتبط بملفات تتعلق بالإرهاب
وفود أمنية وقضائية وحقوقية من أميركا وأوروبا في المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تجذب ملفات المعتقلين الإسلاميين، الذي توبعوا في إطار ما يسمى quot; السلفية الجهادية quot;، اهتماما دوليا متزايدا، إذ بعد زيارة الوفد الأمني الأميركي إلى محكمة الاستئناف في سلا في إطار إعداد تقارير تتعلق بالقضايا المتعلقة بقانون مكافحة الإرهاب، جاء الدور على منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، التي يوجد مقرها الرئيس في جنيف، التي يقوم وفد منها بزيارة إلى المعتقلين وعائلاتهم، كما أنه التقى عددا من الجهات المتدخلة في الملف.

وربطت مصادر متطابقة تزايد الاهتمام بالتوجه الجديد للإدارة الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما، وكذا عقب تسرب معطيات حول فتح الدولة quot;حواراquot; مع شيوخ السلفية الجهادية، الذين أطلقوا مبادرة quot;المناصحة والمصالحةquot;.

وكان سحن الحطاب، زعيم خلية quot;أنصار المهديquot;، تكلف بأن يبلغ النيابة العامة بهذه المبادرة نيابة عن quot;المعتقلين الإسلاميينquot; في السجون المغربيةquot;.

والتمس أصحاب هذه المبادرة من كل القوى الحية في المجتمع المدني والأحزاب الحكومية والهيئات السياسية إسماع ندائهم وتفعيل المبادرة للحوار الهادف والرصين سيرا على تقلبات السياسة العالمية وإنهاء الصراع الداخلي.

ويأتي هذا في وقت ينتظر أن يحل وفد قضائي وأمني بلجيكي في المغرب للاجتماع بمسؤولين في الرباط، قبل أن يلتقوا بعائلات معتقلين إسلاميين.

وتدخل الزيارة في إطار التحريات المتواصلة في ملف المهاجر المغربي في بلجيكا عبد القادر بليرج، المتهم بتزعم شبكة مفترضة خططت لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني واغتيال شخصيات مغربية وازنة.

ويتابع الأظناء، الذين يؤازرهم حوالى 40 محاميا، في ملف بليرج من أجل تهم quot;المس بسلامة أمن الدولة الداخلي وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطر بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصدquot;.

كما يتابعون من أجل تهم quot;نقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية وتعدد السرقات وتبييض الأموالquot;، كل حسب المنسوب إليهquot;.

وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة quot;ذات صلة بالفكر الجهاديquot;، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص quot;القاعدة quot; وquot;الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربيةquot; وquot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائريةquot;، التي غيرت اسمها إلى تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.
ويأتي هذا في وقت أثارت عملية الكشف، أخيرا، عن وثيقة تمت حيازتها في منزل سكن بليرج في بلجيكا، تضم أسماء شخصيات يهودية بلجيكية وفرنسية، مخاوف السلطات الأمنية والقضائية البلجيكية من وجود خلية نائمة يفترض أن تجدد نشاطها بعد أن يجري طي هذا الملف بليرج نهائيا.

وحسب تقرير لصحيفة quot;لا دغنيير أورquot; فإن هناك مخاوف من وجود خلية نائمة يعهد إليها عملية تنفيذ مخططات إرهابية في بلجيكا وفي دول أوروبية مجاورة.

وأكدت الصحيفة أن الوثيقة، التي جرى حجزها بأمر من النائب العام الفيدرالي البلجيكي، ضمت ستة أسماء لشخصيات يهودية وبلجيكية وفرنسية يوجد من بينها الفيلسوف والروائي الفرنسي quot;برنارد هنري ليفيquot;، وquot;سيمون سيسكندquot;، الشريك المؤسس للمركز الجماعي اليهودي العلماني، وquot;أدموند بلادشنquot;، منشط في برنامج أسماء الآلهة الذي تبثه إذاعة آرتي بي إف، وquot;ماركوس بارديquot; رئيس المنظمات الدولية للمحامين ورجال القانون اليهود، والحاخام الفرنسي quot;جوسي إسنبرجquot; منتج ومخرج برنامج تلفزيوني فرنسي (الثورة المفتوح)، وquot;جون كلود بلونجquot; الكاتب العام لمنظمة رجال الرسائل.