عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: طغت أخبار الاعتراف الباكستاني بـ quot; تخطيط جزئيquot; لهجمات مومباي على أراضيها، على الصحف الباكستانية اليوم. وقد أوردت الصحف أن المؤسسات الهندية قد أبدت عن دهشتها عندما وصلت إليها أنباء استعداد باكستان للكشف عن التحقيقات التي قامت بها إلى الآن حول هجمات مومباي.

وقد تم تسجيل بلاغ أولي عن تلك الهجمات ضد أشخاص قتل 9 منهم في هجمات مومباي، بينما يوجد 6 في يد السلطات الباكستانية. وبينهم ذكي الرحمن لكهوي قائد عسكر طيبة المحظورة و(ضرار شاه) العقل المدبر لتلك الهجمات والذي كان على اتصال مع الإرهابيين خلال الهجمات على حد قول الأجهزة. كما أنها تقول بأن المعلومات التي قدمها ضرار شاه هي التي فتحت الطريق أمام المحققين حول هذا الأمر.

وقد أكد رئيس الداخلية الباكستانية مستشار رئيس الوزراء الباكستاني رحمن ملك أن الدلائل تشير إلى أنه تم تخطيط جزئي لهجمات مومباي على التراب الباكستاني؛ إلا أنه أضاف أنه تم توجيه 30 سؤالا إلى الهند وهي ضرورية لدفع عجلة التحقيق الباكستاني إلى الأمام في هذا الصدد.

وقد رحبت الولايات المتحدة بذلك الإجراء الباكستاني ووصفته بأنه يدل على جدية باكستان في التحقيق حول هجمات مومباي؛ إلا أن الهند لا تزال تطالب بتقديم المزيد، عوضا عن توجيه الأسئلة إليها.

وقد أبدت الصحافة استغرابها عن تسجيل البلاغ الأولي لهجمات مومباي في باكستان،إلا أن الحكومة الباكستانية دافعت عن موقفها بأنه يمكن تسجيل البلاغ ضد المواطن الباكستاني في بلاده في أي مكان كان.

هذا وبعيدا عن السلبيات والإيجابيات للإجراءات الباكستانية حول هجمات مومباي، يبدو أن باكستان ستواجه ضغطا مماثلا من جانب كابول للـ quot; قبضquot; على المتورطين في هجمات كابول يوم الأربعاء الماضي والتي أودت بحياة 28 شخصا في مقرات ثلاثة وزارات في العاصمة الأفغانية.

وقد أورد بعض الصحف تقارير تشير إلى أن كابول أيضا بدأت التحقيقات حول علاقة ممكنة بين طالبان والعناصر من الأجهزة الباكستانية إلى هذه الناحية من جانب خط ديورند.

ويشار إلى أن السلطات الأفغانية قد أكدت بعد تلك الهجمات بيوم واحد أن المهاجمين الإرهابيين قد أرسلوا ثلاث رسائل مختصرة إلى باكستان.

من جهة أخرى يقال إن وزير الخارجية الهندي برناب مكهرجي قد زار العاصمة الأفغانية سريا قبل أيام؛ بيد أنه لم يمكن تصديق هذا الخبر. فيما تفيد مصادر من كابول أن السلطات الأفغانية قد بدأت التحقيق حول هجمات كابول انطلاقا من مماثلتها مع هجمات مومباي وبمساعدة من الأجهزة الهندية.

وقد نقلت شبكة الأنباء الدولية عن رئيس المخابرات الأفغانية أمر الله صالح في كابول أن تحقيقا للأجهزة الأمنية الأفغانية حول العلاقات المحتملة بين طالبان والمخابرات الباكستانية مستمر.

ويرى محللون أن الاعتراف الباكستاني حول هجمات مومباي قد سهلت الكثير على المحققين الأفغان حول التحقيق في هجمات كابول. وهذا الأمر يعتبر تقدما ملحوظا في التحقيق الأفغاني.

ويثير الكثير الأسئلة أمام وضع الحكومة المدنية الباكستانية حول التحقيق في اغتيال زعيمتها بينظير بوتو في 27 ديسمبر 2008م. ويتساءلون كيف تمكنت الحكومة الباكستانية من جمع الخيوط حول حادثة لم تحدث على أراضيها خلال مدة تقل عن ثلاثة أشهر، في حين أنها لم تحصل على أي تقدم في قضية بينظير بوتو رغم حكمها للبلاد لفترة تتقارب السنة الواحدة، ورفعت التحقيق فيها إلى الأمم المتحدة.