في ظل تضارب واضح للمعلومات من جانب الحكومات
CIA استخدمت قاعدة باكستانية سرا ً لمهاجمة القاعدة وطالبان

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أزاح تحقيق موسع أجرته صحيفة التايمز البريطانية النقاب عن أن وكالة الاستخبارات الأميركية quot;CIAquot; تقوم سرا ً باستخدام احدي القواعد الجوية الواقعة في جنوب باكستان لإطلاق طائرات تعمل بدون طيار بغرض مراقبة ومهاجمة العناصر المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان علي الجانب الباكستاني للحدود المتاخمة لأفغانستان. وقالت الصحيفة أن الحكومتين الباكستانية والأميركية سبق لهما وأن نفيا بصورة متكررة ما قيل عن أن واشنطن تدير عمليات عسكرية، سواء كانت سرية أو غيرها، علي الأراضي الباكستانية ndash; وهو الموضوع الذي يتسبب في إحداث حساسية شديدة في تلك البلد التي يهيمن عليها المسلمين.

وأوضحت الصحيفة في الوقت ذاته أن الحكومة الباكستانية طلبت مرارا وتكرار أيضا ً أن توقف الولايات المتحدة من الهجمات التي تقوم بتنفيذها بواسطة الطائرات الآلية علي المناطق القبلية الشمالية وأشارت إلي أنها أسفرت عن سقوط المئات من الضحايا المدنيين وساهمت في زيادة مشاعر الاحتقان المناوئة لواشنطن. لكن الصحيفة كشفت من خلال تحقيقها عن أن وكالة الاستخبارات الأميركية تقوم باستخدام مطار الشامسي ndash; الذي بناه في الأساس مجموعة من الشيوخ العرب من أجل الخروج في بعثات لصيد الصقور في جنوبي غرب مقاطعة بالوشيستان ndash; لمدة سنة علي الأقل.

وكشفت الصحيفة عن أن تلك المقاطعة، التي تقع علي بعد 30 ميل عن الحدود الأفغانية، تسمح للقوات الأميركية بإطلاق طائرات بدون طيار في غضون دقائق من تلقي المعلومات الاستخبارية وكذلك السماح لهم بمهاجمة أهداف أبعد من ذلك. وأشارت الصحيفة إلي أنه من المعروف أن القوات الخاصة الأميركية استعانت بمكار شامسي خلال غزو أفغانستان في عام 2001، لكن الحكومة الباكستانية أعلنت بشكل علني عام 2006 أن الأميركان قد غادروا هذا المطار بالإضافة لقاعدتين جويتين ثانيتين.

كما نوهت الصحيفة من خلال تحقيقها المثير في هذا الأمر إلي الشحنة المكونة من 730 ألف غالون من وقود طائرات F34 التي تم تسليمها بشكل غير مبرر أو واضح لمطار شامسي، مشيرة ً إلي أن تلك التفاصيل موجودة علي الموقع الإلكتروني الخاص بوكالة شراء الوقود التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون.

وأظهر الموقع الخاص بمركز دعم الطاقة الخاص بوزارة الدفاع الأميركية أن احدي الشركات المدنية التي تعرف اختصارا ً بـ ( NCS ) قد أبرم معها اتفاق لتزويد وقود تقدر قيمته بنحو 3.2 مليون دولار من المصافي الباكستانية بالقرب من كاراتشي. وأشار الموقع كذلك إلي أن هذا الوقود قد تم تسليمه العام الماضي، عندما صعدت الولايات المتحدة من الهجمات التي تشنها بواسطة الطائرات الآلية علي مناطق باكستان القبلية الخارجة عن القانون، ووقتها قيل أن تلك الهجمات لن تسفر فقط عن قتل عدد كبير من أبرز قادة حركة طالبان وتنظيم القاعدة، لكنها أدت في الوقت ذاته قتل كثير من المدنيين.

هذا وقد أكد مصدر من شركة ( NCS ) التي يوجد مقرها بالدنمارك، علي أن الشركة قد كوفئت بتلك الاتفاقية وأنها قامت بالفعل بتزويد مطار شامسي بهذا الوقود، لكنه رفض في الوقت ذاته الخوض في مزيد من التفاصيل. وقال متحدث رسمي باسم السفارة الأميركية في باكستان للصحيفة :quot; مطار شامسي لا يعد الواجهة النهائية quot;. لكنه رفض إعطاء المزيد من التوضيحات، ونفي أن تكون الولايات المتحدة قد استخدمته كقاعدة.