أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أفادت مصادر مطلعة أن عملية تهريب في جنوب المملكة عبر قوارب قادمة من موريتانيا شحنت حمولتها عبر سيارات رباعية الدفع حركت عناصر الجيش، التي حجزت سبعة علب كارطونية كبيرة الحجم، بعد انقلاب أحد القوارب الستة القادمة من موريتانيا.

وذكرت المصادر أن ستة قوارب قادمة من موريتانيا دخلت، أخيرا، في حدود الساعة الثانية صباحا إلى نقطة quot;كمايوquot; في جنوب دخيلة، على بعد 7 كيلوميتر على الحدود المغربية الموريتانية.
وأوضحت أن هذه القوارب كانت مملوءة عن آخرها بعلب كارتونية كبيرة الحجم، يعتقد بأنها تحتوي على سجائر مهربة، مشيرة إلى أن المهربين استطاعوا تسريب 130 quot;كارطونةquot;، بعد تمكن قاربين من الوصول إلى النقطة المحددة، في حين انقلب الثالث، وعادت القوارب الثلاثة الباقية من حيث أتت.

وأضاف أن المهربين استطاعوا إنقاذ 40 quot;كارطونةquot; من أصل 90 من على متن القارب المنقلب، فيما استطاعات القوات المغربية من حجز 7.
وبعدها بأيام، تؤكد المصادر، تمكنت أربع سيارات رباعية الدفع من شحن 65 quot;كارطونةquot;، دون أن تمكن عناصر الجيش من رصدها.

وأوضحت المصادر أن شكاية في موضوع التهريب، خاصة في مجال الصيد البحري، وجهت إلى الجنرال عبد العزيز بناني، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
يشار إلى أن شكاية مجهولة كانت وراء تفجر قضية شبكة الناظور، التي أطاحت بعدد من المسؤولين في الدرك الملكي والقوات المساعدة والبحرية الملكية.

وتتكون مجموعة الأشخاص المتابعين في الملف، من 33 مدنيا و29 فردا من البحرية الملكية، و19 من الدرك الملكي، و27 من القوات المساعدة، وعنصرا واحدا من القوات المسلحة الملكية.
ويتابع هؤلاء من أجل تهمة quot;تكوين عصابة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات والارتشاء وعدم التبليغ عن وقوع جنايةquot;.

يذكر أن قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء كان قد أمر يوم30 يناير الماضي باعتقال المشتبه فيهم، وكذا بتجميد ممتلكاتهم العقارية والمنقولة، وحساباتهم البنكية سواء الشخصية منها أو تلك التي تعود لأزواجهم وفروعهم.
وما تزال الأبحاث مستمرة للكشف عن مدى تورط أشخاص آخرين في الجرائم المذكورة.

ويعود تاريخ تفكيك هذه الشبكة إلى يوم 11 يناير الماضي عندما قامت مصالح الأمن، بأمر من النيابة العامة، بإيقاف تاجر مخدرات بارز كان ينشط في تهريب مخدر الشيرا انطلاقا من منطقة الناظور في اتجاه الشواطئ الإسبانية.
وحققت جهود مكافحة الاتجار في المخدرات، خلال سنة 2008، نتائج ملموسة، تجسدت في الركود الذي عرفته هذه التجارة، والتراجع الملحوظ للمساحات المزروعة بالقنب الهندي، ما يجعل المغرب يتراجع في الترتيب، في ظل بروز منتجين عالميين جدد، فضلا عن التحكم الكبير في الاتجار بالكوكايين. وأوضحت مديرية الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية أن الكميات المحجوزة على المستوى الوطني سنة2008 ، من القنب الهندي (الشيرا) بلغت 110.893 طن، و33.584 كلغ من الكوكايين، و6.28 كلغ من الهيرويين، فضلا عن43 ألفا و510 وحدات من المواد المهلوسة.

وحجزت هذه الكميات بفضل تعزيز مراقبة الحدود والاستثمارات المخصصة لتجهيز المراكز الحدودية بوسائل رصد فعالة، إلى جانب الجهود المبذولة في مجال الاستخبارات. وتفيد إحصائيات الإدارة العامة للأمن الوطني، التي تشمل الفترة ما بين كانون الثاني (يناير) و30 نوفمبر 2008، أن القنب الهندي يبقى بالفعل في مقدمة المخدرات المصادرة في المغرب، في حين يحتل الكوكايين المرتبة الثانية، تليه المواد المهلوسة، ثم الهيرويين، حيث تم حجز على التوالي ما مجموعه 32.166 كلغ، و41 ألفا و880 وحدة، و 5.471 كلغ.

ومقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، فجرى، حسب الإدارة العامة للأمن الوطني، تسجيل تراجع ملحوظ في الكميات المحجوزة، وذلك بفضل تكثيف جهود مكافحة عمليات التهريب، التي قامت بها مصالح الأمن على المستويين الوطني والجهوي، ولاسيما في الموانئ الكبرى للمملكة التي شهدت عمليات حجز مهمة. وإلى جانب عمليات الحجز التي جرى القيام بها على مستوى الموانئ والمطارات المجهزة بوسائل تكنولوجية للرصد مطابقة للمعايير الدولية، فقد جرى توقيف591 مهربا أجنبيا من بينهم 122 فرنسيا، و148 إسبانيا، و21 إيطاليا، و20 هولنديا، و12 بلجيكيا.