العراق ومنظمة quot;الاسلاميquot; لتشجيع الوسطية وعدم التعصب والإقصاء
مؤتمر موسع في بغداد للوحدة الوطنية بمشاركة رجال الدين

أسامة مهدي من لندن : اتفق العراق ومنظمة المؤتمر الاسلامي على عقد مؤتمر موسع للوحدة الوطنية في بغداد بمشاركة كبار العلماء ورجال الدين وممثلين عن الأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها المتخصصة يكون استكمالا لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في مكة أواخرعام 2006 كما وضعا اسسا للتعاون في مجالات العمل والشؤون الدينية والثقافية والتربوية والاجتماعية والتجارية والاستثمارية والمصرفية وتقديم مبلغ نصف مليار دولار لبرامج التنمية في العراق.

وقال بيان مشترك صدر في بغداد وجدة مقر منظمة المؤتمر الاسلامي اثر زيارة قام بها للعراق خلال الايام الثلاثة الماضية الامين العام للمنظمة البروفيسور اكمل الدين احسان اوغلى رفقة وفد فني من كبار موظفي الامانة العامة وأجهزتها المتفرعة والمتخصصة ان الجانبين أكدا الجانبان على القيم الأساسية الواردة في إعلان مكة للمصالحة العراقية الصادر في 8 كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 المتمثلة في الحوار والوسطية والعدل والبر والتسامح والابتعاد عن التعصب والانغلاق والاستبداد والإقصاء مؤكدين قناعتهما التامة بأن عملية الإصلاح والتطوير لأي مجتمع يجب أن تستلهم مبادئ الشورى والعدل والمساواة لتحقيق أقصى قدر من المشاركة السياسية وضمان سيادة القانون وحفظ حقوق الإنسان وكرامته وتأمين العدالة الاجتماعية بوعي ومسؤولية وبناء المجتمع على أسس متينة وراسخة.

وقد أعرب الجانب العراقي عن ارتياحه للنتائج الايجابية لإتفاقية مكة المكرمة لدعم الأمن والاستقرار والتعايش في العراق وطلب في هذا النطاق عقد مؤتمر ثان موسع للوحدة الوطنية في بغداد بمشاركة كبار العلماء ورجال الدين وممثلين عن الأمانة العامة وأجهزتها المتفرعة والمتخصصة في حين أكد الأمين العام دعم منظمة المؤتمر الإسلامي الكامل للعراق وللعملية السياسية الجارية فيه مشيداً بنتائج الإنتخابات الأخيرة التي شاركت المنظمة بمراقبتها والتي وضعت العراق في مساره الديمقراطي الصحيح.

واضاف البيان المشترك ان الوفد الفني المصاحب للأمين العام قد جرى على هامش الزيارة اجتماعات مع الجهات العراقية النظيرة تم خلالها الاتفاق على التعاون في مجال العمل والشؤون الاجتماعية من خلال تنفيذ مشاريع انترنت الكفيف وتجهيز ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعدات والوسائل والادوات التي تعينهم.

وحول التعاون في مجال الشؤون الدينية اتفق الطرفان على الاستفادة من قرارات مجمع الفقه الاسلامي الدولي وبخاصة القرارات التي دعت إلى نشر روح الإعتدال والوسطية والتسامح بين أهل المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة وذلك للحيلولة بين المسلمين وبين الغلو أو الإفراط أو التفريط وإتباع الآراء الشاذة.

وسيعمل الطرفان على التنسيق مباشرة بين جهات الفتوى في العراق وبين مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومن أهم أوجه هذا التنسيق تبادل الفتاوى والمؤلفات المتخصصة فيها والكتابة مباشرة الى المجمع بخصوص الاستفسار على احكام النوازل والمسائل الفقهية وما يتعلق بذلك. وأكد الطرفان الإلتزام بما صدر في مؤتمرات القمة الإسلامية ومؤتمرات وزراء الخارجية في الدول الإسلامية من إعتبار مجمع الفقهي الإسلامي الدولي مرجعية فقهية للأمة الإسلامية عامة.

وشدد الجانبان على أهمية التقريب بين فقهاء المذاهب الإسلامية المتعددة المتفقة على ما هو معلوم من الدين بالضرورة تعظيماً للجوامع وإحتراماً للفوارق. كما تفاهما على الإستفادة من الإمكانات المتاحة لدى مجمع الفقه الإسلامي الدولي في اقتراح مشروعات قوانين نموذجية أو دراسة ما يمكن إحالته عليه من قبل الأجهزة المعنية بالتشريعات في جمهورية العراق.

وأبدى الجانبان الرغبة في إعطاء الأولوية في تنفيذ ما يلي من المشروعات والبرامج من خلال عقد دورات تدريبية للمفتين تمهيداً لبناء القدرات العلمية في نشر روح الوسطية ومنهج الإعتدال على أن تعقد داخل جمهورية العراق بالتعاون مع المجمع باقتراح المناهج والمقررات وإختيار العلماء من داخل جمهورية العراق أو خارجها. كما قررا إنشاء مكتبتين إسلاميتين تعنيان بكتب علوم الشريعة مع تزويدهما بمختلف الأجهزة اللازمة و4 مراكز للقران الكريم تعنى بالقراءات والدراسات مع تجهيزهما بمختبرات صوتية ووسائل الإيضاح الحديثة اضافة الى تنظيم زمالات دراسية في الدراسات العليا وغيرها للمتفوقين من خريجي المعاهد والجامعات الإسلامية وإبتعاثهم إلى مختلف دول العالم الإسلامي.

واتفق الجانبان على التعاون في مجال الدعم التقني وبناء القدرات الاحصائية للعاملين في القطاع الاحصائي وبناء القدرات للبنك المركزي العراقي وكذلك في مجال القطاع الخاص وسوق الرأسمال. ثم إعداد برامج خاصة لبناء القدرات العراقية في مجالات عمل المؤسسات المالية والمصرفية. وبناء القدرات لوزارة العلوم والتكنولوجيا من خلال اقامة دورات تدريبية وزيارات علمية. وإنشاء مختبرات علمية وتقنية في مجالات الصحة والمياه والبيئة لوزارة العلوم والتكنولوجيا مع إنشاء مكتبة علمية حديثة لوزارة العلوم والتكنولوجيا.

كما اتفق الجانبان على إشراك العراق في مشاريع اقليمية في مجالات البيئة والمعالجة التكنولوجية للمياه اضافة الى مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة. تدريب الملاكات العاملة في مركز السيطرة على الامراض الانتقالية حول الجوانب النظرية والعملية للرصد الوبائي الالكتروني والرصد الوبائي الفعّال اضافة الى تدريب العاملين في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لافراد المجتمع وتدريب الملاكات العاملة على الجوانب النظرية والعملية حول الوقاية والسيطرة من مرض (الهيضة) وفق العمل باسلوب الفريق الواحد مع بقية الوزارات والجهات ذات العلاقة. وكذلك اعداد برامج لبناء القدرات العراقية في بناء نظام المعلومات الصحية من جمع البيانات الاحصائية وتحليلها وبرمجتها واصدار المعلومات والتغذية والاسترجاع، وربط دوائر الصحة والمؤسسات الصحية في المحافظات مع مركز الوزارة وفي ما بينها.

وفي المجال الثقافي والتربوي تم الاتفاق على التعاون مع مركز ارسيكا quot;مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلاميةquot; بهدف تبادل الكتب والوثائق مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية وقيام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية quot;ارسيكاquot; بتدريب الكوادر العراقية في مجالات صيانة التراث الثقافي المادي وغير المادي والمخطوطات وتنظيم الندوات والمؤتمرات المشتركة في القضايا التي تهم العراق ومنها اقامة اسبوع ثقافي عراقي في مقر المركز اسطنبول.

وفي ما يخص التعاون مع الاسيسكو quot;المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافةquot; دعا الطرفان الاسيسكو الى التعاون مع الجهات المختصة في جمهورية العراق وفي اطار خطط عملها وانشطتها وفي حدود الامكانات المتوفرة لديها في ميادين حماية التراث الحضاري الثقافي المادي وغير المادي ودعم المؤسسات الثقافية والتربوية بالأجهزة والمعدات والارتقاء بالقدرات البشرية وإعداد المناهج والمقررات التربوية وتنمية الوعي بقضايا التنوع الثقافي والخصوصيات الثقافية واشاعة ثقافة السلام والتعايش والحق في الاختلاف وتنمية الوعي بحقوق الملكية الفكرية، وحقوق المؤلف.

وكذلك دعم المؤسسات الثقافية ودور الوثائق والمخطوطات بالمطبوعات والمنشورات العلمية والثقافية وتاهيل الكوادر العاملة فيها وتبادل الوثائق الخاصة ببرنامج عواصم الثقافة الاسلامية في اطار الاحتفاء بالنجف عاصمة الثقافة الإسلامية خلال السنوات المقبلة وتأهيل الكوادر الثقافية العاملة في مجالات المتاحف والآثار والمكتبات ودور النشر والفنون والمأثورات وترشيد الموارد المائية ومكافحة الكوارث الطبيعية. واتفقا على تقديم المساعدة اللازمة لاستخدام الاساليب الحديثة لربط الجامعات العراقية الكترونياً مع الوزارة ودوائرها وفي ما بينها، وذلك في اطار مشروع شبكة الجامعات الاسلامية. وستقوم الحكومة العراقية بتقديم الأنشطة والمشروعات التي تنفذ بالتعاون مع الاسيسكو في اطار المحاور المشار اليها أعلاه ضمن الاولويات المقدمة الى البنك الاسلامي للنظر في المساهمة في تمويلها.

وفي حقل التعاون التجاري بين الطرفين فقد تم الاتفاق بين المركز الاسلامي لتنمية التجارة ووزارة التجارة كنقطة اتصال بالنسبة إلى المركز على اجراء دورة تدريبية حول التجارة الدولية والاسلامية لفائدة الجانب العراقي يتم تنظيمها في الدار البيضاء ndash; المغرب خلال الفترة من 9-12/6/2009 وستقوم وزارة التجارة بتقديم طلب الى البنك الاسلامي للتنمية للنظر في إمكانية تمويل هذه الدورة. وكذلك تأمين مشاركة الوزارات والجهات العراقية المعنية في المعارض التالية ومنها : معرض السياحة الثاني للدول الاعضاء في بيروت 26-28/6/2009 والمعرض المتخصص حول تجارة منتجات الصناعات الغذائية ndash; جدة ndash; المملكة العربية السعودية 24-28/5/ 2009 ومعرض السياحة الثالث للدول الاعضاء في القاهرة 2010 والمعرض التجاري الثاني عشـر للبلدان الاسلامية في القـاهرة 11-16/10/2009 ومعرض الأدوية والمواد الصيدلية والصحية، وزارة الصحة ووزارة السياحة العراقية (السياحة الصحية)ndash; تونس/2010.

كما تم الاتفاق على إنشاء شبكة معلومات تجارية وطنية وتقديم المساعدة الفنية للعراق في مجال المفاوضات التجارية متعددة الاطراف لأنضمام العراق الى منظمة التجارة العالمية والاتفاق مع المركز الاسلامي لتنمية التجارة للنظر في امكانية اقامة المعرض التجاري الاسلامي في بغداد في اقرب فرصة ممكنة اضافة الى تزويد المركز الاسلامي لتنمية التجارة بالمعلومات التجارية والاقتصادية لشبكة المعلومات التجارية للدول الاعضاء (TINIC) والمعرض الافتراضي بغية التعريف بالسلع والخدمات لجمهورية العراق.

وحول التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية فقد عرض وفد البنك الإسلامي للتنمية برنامج التعاون مع العراق حيث تم تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار العراق ويشمل البرنامج الصيغ التمويلية التالية: تمويل ميسر بمبلغ 50 مليون دولار أميركي ومساعدات فنية quot;منحquot; بمبلغ 5 ملايين دولار أميركي وتمويل عادي بمبلغ 245 مليون دولار أميركي.
تمويل تجارة بمبلغ 200 مليون دولار أميركي.
وقد أكد وفد البنك الاسلامي للتنمية أنه يرغب في إعداد برنامج عمل للسنوات الثلاث القادمة 1430 - 1432 هـ يتفق فيه على قائمة من المشاريع التي تتمتع بالأولوية في الخطة التنموية العراقية ومن الافضل ان تكون جاهزة للتنفيذ مرفقة بدراسات الجدوى. وأوضح وفد البنك أن رسم الخدمة 2.5 % المذكور في أتفاقيات القرض الحسن يعتبر أعلى نسبة بإمكان البنك الحصول عليها حيث إن حساب رسم الخدمة يحتسب على فترة التنفيذ الفعلية للمشروع فقط ومن تجارب البنك السابقة فان هذه النسبة لا تتجاوز 1% سنويا إذا حسبت على أساس فترة سداد المشروع واذا ماتم تنفيذ المشروع في الفترة المقررة له.
وركز وفد البنك على موافاته بوثائق المصادقة على إتفاقية قرض مشروع دعم التعليم الابتدائي التي وقعت بتاريخ 18/8/2006، لإعلان نفاذها وبدء الصرف منها. كما طالب بتوقيع اتفاقيتي القرض والمنحة لمشروعي التعليم والتدريب الفني والمهني واللتين تمت الموافقة عليهما بتاريخ 27/5/2007، وتم ارسال الإتفاقيتين للجانب العراقي.
سيقوم البنك فور تسلمه لقائمة المشاريع التي تمثل الاولوية ودراستها والطلبات الرسمية بشأنها، بإيفاد بعثات فنية لتقييم هذه المشاريع وتقديمها لمجلس المديرين التنفيذيين للموافقة عليها ضمن برنامج إعادة الإعمار سالف الذكر.
وقد طلب الجانب العراقي ان تقوم مجموعة البنك بتنظيم ندوة موسعة في غضون الشهرين القادمين يتم فيها التعريف بمجموعة البنك وسياساتها التمويلية وفرص التمويل المتاحة واجراءات التقدم بطلبات التمويل واجراءات الشراء واجراءات السحب وكل ما من شأنه المساعدة في تسريع تنفيذ المشروعات. وقد وافق وفد البنك على ذلك على ان يتم تحديد التاريخ بالتشاور بين الجانبين.

وحول التعاون في مجال الاستثمار اتفق الجانبان على تكثيف الجهود للتعريف بفرص ومجالات الاستثمار في العراق ودعوة المستثمرين ورجال الاعمال في دول منظمة المؤتمر الاسلامي للاستثمار في العراق. اما في مجال التعاون زراعيا فقد جرى الاتفاق على تطوير الإمكانيات المتعلقة بخفض ملوحة التربة والمساهمة في تطوير المراعي الطبيعية بإستخدام التقنيات والاساليب الحديثة وانشاء مشروع تقاوي البطاطا وفق التقنيات العلمية الحديثة والتعاون في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.

ولتنفيذ هذه التفاهمات فقد اتفق الجانبان على انشاء آلية متابعة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات المعنية من الجانب العراقي والمنظمات الفرعية والمتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي تجتمع دورياً بداية الربع الاخير من كل سنة وتتولى تقييم ومتابعة انجاز المشاريع التي يجري تنفيذها وتحديد مجالات التعاون المستقبلية.

وقد أكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي على أهمية إسراع حكومة العراق بإستكمال الإجراءات الضرورية للتصديق على الميثاق الجديد للمنظمة وكذا على التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات الاسلامية التي لم يتم البت فيها كما حث الأمين العام الحكومة العراقية على سداد المتأخرات في مساهمات العراق في ميزانيات المنظمة وأجهزتها الفرعية والمتخصصة.

وكان اوغلي اجرى خلال زيارته الى العراق مباحثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي بالإضافة الى عدد من كبار المسؤولين ورجال الدين بينهم المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني.