باريس: قال زعيم متمرد في دارفور يوم الجمعة ان أمر الاعتقال الصادر بحق الرئيس السوداني يقدم أملا جديدا لشعب دارفور نظرا لانه سيردع الهجمات وإن كانت عواقبه الفورية وخيمة.
كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت يوم الاربعاء أمرا باعتقال الرئيس عمر حسن البشير لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور وقد ردت الخرطوم بطرد 13 منظمة انسانية من السودان.
وقال عبد الواحد محمد أحمد النور مؤسس جيش تحرير السودان المتمرد ان رحيل عمال الاغاثة هو كارثة لشعب دارفور. لكن لو لم يكن أمر الاعتقال لكانت هجمات القوات الحكومية والجماعات المسلحة المواليه لها ستشكل خطرا أشد.
وأبلغ زعيم التمرد المقيم في باريس الذي يقول ان مقاتلين موالين له يسيطرون على بعض أجزاء دارفور الصحفيين quot;دارفور في وضع حرج.
quot;اما أن تترك البشير طليقا بحيث يستطيع قتل مزيد من الناس عن طريق ميليشيات الجنجويد التابعة له ويجلب عمال الاغاثة المساعدة لاشخاص لقوا حتفهم ... أو أن توجه الاتهام اليه.quot;
وجادل بأن أمر الاعتقال سيبعث برسالة الى قادة الجيش والمقاتلين من ميليشيا الجنجويد المدعومة حكوميا التي تقف وراء بعض أسوأ الاعمال الوحشية في دارفور.
كان جيش تحرير السودان وجماعة متمردة أخرى رفعا السلاح في 2003 متهمين الخرطوم باهمال تنمية دارفور.
واستخدم السودان الطائرات الحربية بالاضافة الى جماعات مسحلة موالية للحكومة على الارض لسحق التمرد. وهو ينفي اتهامات من واشنطن بحدوث ابادة جماعية خلال مكافحة التمرد.
ويقول خبراء دوليون ان الصراع في دارفور أودى بحياة 200 ألف شخص وشرد 2.5 مليون.
ودعا نور الذي يتمتع بتأييد واسع بين سكان بعض أكبر مخيمات لاجئي دارفور المجتمع الدولي الى استبدال قوات حفظ سلام غير فعالة بقوات أقوى ومنحها تفويضا قويا.
وقال quot;في دارفور لا يوجد سلام للحفاظ عليه. ندائي هو أننا لا نحتاج قوات لحفظ السلام بل قوات لصناعة السلام. نحتاج قوة دولية لوقف الابادة الجماعية الان.quot;
ولقوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي 11 ألف فرد في دارفور وهي منطقة بمساحة فرنسا. وهذا العدد أقل بكثير من تعهد بقوة قوامها 26 ألف فرد ولم تستطع القوة المشتركة تأمين دارفور.
وكرر نور موقفه بأنه لن يشارك في أي محادثات سلام لحين احلال الامن في دارفور.
كان نور شارك في محادثات طويلة مع فصيلين متمردين ومع الحكومة السودانية في نيجيريا عامي 2005 و2006. ووقعت احدى الجماعتين المتمردتين الاخريين اتفاقا مع الخرطوم لكنه رفض التوقيع. وقد أخفق هذا الاتفاق تماما.
والان يقول نور انه يريد quot;تعليق الصراعquot; بالكامل قبل أن يعود الى طاولة المفاوضات.
وسئل في مؤتمره الصحفي لماذا قام بزيارة الى اسرائيل. ويقول منتقدون ان هذه الزيارة كانت هدية دعائية للخرطوك التي كثيرا ما تتهم متمردي دارفور بأنهم جزء من quot;مؤامرة صهيونيةquot;.
وقال انه توجه الى اسرائيل لسببين رئيسيين .. اظهار الدعم لثمانية الاف سوداني قال انهم يعيشون هناك ولكي يكون قدوة لغيره. وقال ان السودان كان ضحية للكراهية العرقية والدينية وانه أراد التغلب على مثل هذه المشاعر