طلال سلامة من روما: تعاني حكومة برلسكوني، في الوقت الحاضر، من فراغات وزارية ثقيلة المعيار أبرزها تلك المسجلة في وزارات العمل والصحة والسياحة. هذا ونجح برلسكوني بصعوبة في رأب هذه الفراغات، لو جزئياً. إذ قام بتوحيد وزارات العمل والصحة والسياسات الاجتماعية في وزارة واحدة يقودها الوزير الحالي quot;ساكونيquot; الذي ما يزال يتمتع بثقة جيدة من الناخبين الإيطاليين، ترسو على 33 في المئة قريباً.

وهذه المرة الأولى التي يغيب من خلالها وزراء العمل والصحة والسياحة عن الساحة السياسية الإيطالية على عكس ما حصل في عهد البروفيسور رومانو برودي، حين كان لكل وزارة وزيراً مستقلاً، في أنشطته وقراراته. خلال الحملة الانتخابية التي سبقت معارك ضارية بين اليسار واليمين، لتعيين رئيساً جديداً للوزراء خلفاً لبرودي المستقيل، وعد برلسكوني الناخبين بتقليص عدد فريقه التنفيذي وهذا ما تقيد به فعلاً. بعد مرور عام تقريباً على قيادة برلسكوني السلطة هنا، يعود الفراغ المسجل في وزارة الصحة الى إثارة أوجاع سياسية كان لا بد من برلسكوني معالجتها بسرعة. هاهو اليوم يعتزم تنصيب وزيراً للسياحة نظراً لأهمية هذا القطاع، على الصعيد المحلي.

في الحقيقة، فان القطاع السياحي الذهب الأسود لحكومة روما تماماً كما النفط. وتحتضن ايطاليا 70 في المئة من الثروات الفنية العالمية. برغم ذلك، توغلت الأزمة داخله مما جرده من لحمه مبقياً بالتالي وكيلة له تشدد على أن حكومة روما عليها إلقاء ثقلها على السياحة لإنعاشها. حالياً، يحتضن القطاع السياحي 2.5 مليون موظفاً ويمثل 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ان السياحة الصناعة الأهم محلياً، من حيث العدد والنوعية، وهذا ما يستقطب انتباه برلسكوني الآن. منذ توليه الحكم هنا، راهن برلسكوني على استقطاب نقابات العمال الى صفوفه لكن صفو الأجواء بين جميع الأطراف، العمالية والحكومية، سرعان ما تحول الى نقاشات حادة واستفزازات هرب برلسكوني منها كي لا يغوص في مستنقع الرمال المتحركة. لذلك، فان قطاع السياحة سوية مع وزيره الجديد سيفسح المجال أمام برلسكوني لخوض مناورات واسعة من شأنها تعزيز ثقة الإيطاليين به!