طلال سلامة من روما: تستعد ايطاليا لاحتضان قوانين وبنى تنظيمية جديدة خاصة بالبرلمان. ويقف وراء هذا التغيير، الأول من نوعه أوروبياً، رئيس الوزراء الحالي سيلفيو برلسكوني نظراً لضرورة تجانس الأنشطة البرلمانية مع أجندة حكومة تمتلك أوقات قصيرة جداً لدراسة اقتراحات القوانين، عن كثب، قبل الموافقة عليها أم لا. في الوقت الحاضر، يعجز النواب الإيطاليين عن البت بمئات من هذه القوانين التي يتم تحويلها الى اللجان البرلمانية للإقرار بها أم رفضها. وأثار القصر الجمهوري، في الأسابيع الأخيرة، مشكلة الضغط الذي يعانيه رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو من هذا العدد الكبير من القوانين التي تحتاج الى توقيعه كي تدخل حيز التنفيذ. في الحقيقة، فان هذه المشكلة تعكر حالياً صفو برلسكوني الذي يحاول إضافة طابع التقدم التكنولوجي وquot;الأوقات التجارية، الى كل ما يحيط به من بنى تشريعية وقانونية.

في أي حال، يهدف برلسكوني الى تسريع الأعمال البرلمانية بشتى الطرائق. لذلك، فانه يريد تلزيم التصويت على اقتراحات القوانين الى رؤساء التكتلات الحزبية الممثلة في البرلمان الإيطالي. هكذا، ستنحصر عملية التصويت على هؤلاء الرؤساء نيابة عن جميع نواب التكتلات الحزبية. أما النواب الذين يعارضون رأي رئيسهم الحزبي بالبرلمان فانهم سيستطيعون التعبير عن رأيهم من دون مشكلة أم الامتناع عن التصويت.

من جانبه، يعارض جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي وحزب الاتحاد الوطني اليميني الذي يعتبر قاعدة رئيسية في ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، تحركات برلسكوني الثورية. إذ سبق للأخير أن اقترح فكرة مماثلة على حكوماته السابقة إنما سرعان ما غرقت هذه الفكرة ومعها طموحات برلسكوني. بنظر فيني، فان فكرة برلسكوني مستحيلة، من حيث العملية والتطبيق. ويغيب أمل إنجاح مخطط برلسكوني حتى من قبل رئيس ائتلاف برلسكوني في البرلمان. بالطبع، فان طموحات برلسكوني لا يمكن ترجمتها الى فضيحة إنما لا تتوفر لها، حالياً، الظروف المواتية كونها تحتاج الى موافقة ثلثي النواب الإيطاليين. ما يعني أن جزء من نواب المعارضة عليهم مجاراة برلسكوني وهذا أمر صعب للغاية اليوم.

ولا تتأخر أحزاب المعارضة والوسط في مهاجمة فكرة برلسكوني quot;الانقلابيةquot;. للبعض منهم، فان النظام البرلماني الذي رسمه برلسكوني قريب الى ما هو معمول به في الصين. أما الآخرين، فيتهمونه بتبني نظام قريب من ذلك المطبق من قبل الرؤساء الديكتاتوريين في أفريقيا الوسطى.

بغض النظر عن ضربة قد تكون قاسية على اليسار، يعمل برلسكوني الآن على صوغ اقتراح قانون مواز، ينضج من مبادرة شعبية، يرمي الى تخفيض عدد النواب في البرلمان الى النصف.