أبو الغيط وسليمان حملا رسالة من مبارك إلى البشير لمحاصرة الأزمة
القاهرة تعرض أفكاراً جديدة على الخرطوم لحل أزمة المحكمة

نبيل شرف الدين من القاهرة: عاد إلى القاهرة أحمد ابوالغيط وزير الخارجية المصري والوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، بعد زيارة قصيرة للسودان نقلا خلالها رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى نظيره السوداني عمر البشير، وصفت بأنها تتعلق بتطورات أزمة دارفور وأزمة المحكمة الجنائية الدولية.

وعقب المقابلة قال أبو الغيط إنه نقل للرئيس السوداني رسالة دعم وتأييد من الرئيس حسني مبارك وشعب وحكومة مصر quot;رسالة دعم من مصر للسودان، مشيرا إلى ما وصفه بالمرحلة الصعبة التي يمر بها السودان حاليا ومؤكدا في نفس الوقت أن مصر تقف مع السودان وتدعمها وتدافع عنها وتسعى لإنهاء هذا الوضع الحالي على كافة المستويات.

ومضى أبو الغيط قائلاً إن فكرة المؤتمر الدولي بشأن السودان التي نادت بها مصر مؤخرا ليست فكرة مصرية فقط، بل هي فكرة جاءت في قرار صادر عن جامعة الدول العربية في 19 تموز (يوليو) من العام 2008 ، موضحا أن الدول العربية هي التي طرحت هذه الفكرة بدعم وتأييد من مصر .

وأكد أن هناك جهدا يبذل من قبل الوسيط الدولي جبريل باسولي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي، بجانب الأمم المتحدة، معربا عن أمله في أن تحقق هذه الجهود نتائج إيجابية جيدة للسودان ومنطقة دارفور بصفة خاصة.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن فكرة انعقاد مؤتمر دولي حول دارفور ليست قاطعة ولم تتم صياغتها في غياب أي طرف عربي، مشيرا إلى أن المسألة أن هناك فكرة مطروحة فإذا رأينا بريقها فليكن .. وإذا لم نر فليكن البديل الآخر هو السلام الداخلي في دارفور، وصولا إلى السلام الشامل في السودان عبر الجهد العربي والسوداني والأفريقيquot;.

أفكار جديدة

وردا على سؤال حول وجود أفكار جديدة يحملها quot;أبو الغيط quot; للسودان بشأن الأزمة الحالية .. قال وزير الخارجية إن الأفكار المصرية تنادي بتحقيق تسوية شاملة في جنوب وغرب السودان quot;دارفورquot; ، مشيرا إلى أن الهدف المصري هو التحرك على جميع الأصعدة وتحقيق تسوية شاملة لكافة هذه المسائل ، وقال quot;إذا نجحنا بفتح الطريق لتحقيق تسوية بدارفور، لعل هذا يفتح الطريق للتسوية الاشمل التي نريدها جميعاquot;.

وعما إذا كان اللقاء مع البشير تطرق إلى منظمات الاغاثة بالسودان وحالات الطرد التي جرت مؤخرا .. قال ابو الغيط quot;هذا الموضوع طرح، وتلقينا تأكيدات من الحكومة السودانية أن السودان قادر على سد الثغرات والفجوات التي تركتها هذه المنظمات من حيث تأمين الاوضاع الانسانية بصورة كبيرة في إقليم دارفورquot; ، وأضاف quot; من جانبنا سنقوم بالتحدث مع العديد من الجماعات واجهزة المجتمع المدني المصري والعربي والدولي لكي نؤمن غلق هذه الفجوات في دارفور، واكد أن هذا الموضوع يحظي بالاهتمام المصري الكبير ، وقال إن الرئيس البشير، وطبقا لطمأنته اليوم، سيؤمن للشعب في دارفور احتياجاته.

وتابع الوزير المصري قائلاً إن بلاده تدعم الجهد الذي يبذل بالدوحة ودولة من دول الجوار المشاركة في اجتماعات الدوحة، وحضرت الاجتماعات هناك، وبالتالي لنا قدر من التعاون مع الوسيط الدولي ومع الجامعة العربية والاتحاد الافريقي لتحقيق الهدف وهو quot;السلام quot; ، موضحا ان quot;المسألة أن بعض جماعات التمرد مازالت بعيدة ترفض الحضور إلى مائدة التفاوض في الدوحة، وإذا اكملنا مشاركة الجميع أتصور أن الفرص ستكون اكثر للنجاحquot;.

وحول وجود أفكار أخرى في الساحة مطروحة حاليا، قال أبوالغيط quot;الحوار الحالي بالدوحة هو الذي نركز عليه (الوسيط الدولي، الجامعة العربية، وقطر مدعومة بدول الجوار)، وأضاف quot;دعونا نركز في الجهد الحالي وإن لم يحقق الهدف المطلوب نبحث عن جهد بديلquot;.

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الاستخبارات عمر سليمان قد التقيا الرئيس السوداني عمر البشير فور وصولهما يوم السبت حيث استغرق اللقاء حوالي ساعة تقريبا تم خلاله بحث مشكلة دارفور وأزمة السودان مع المحكمة الدولية الجنائية.