أشرف أبوجلالة من القاهرة: في أول مقابلة له منذ ست سنوات مع وسائل الإعلام الغربية، نفي بشدة فيكتور بوت، المتهم من قبل الولايات المتحدة بالمتاجرة في السلاح بصورة غير شرعية والملقب بـ quot;تاجر الموتquot;، في حديث له مع صحيفة الأوبزرفر البريطانية بعددها الصادر اليوم كل الإدعاءات التي تحدثت عن أنه كان يقوم بتزويد حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالأسلحة. وقالت الصحيفة أن بوت يمكث حاليا في سجن خاضع لحراسة مشددة بالعاصمة التايلاندية - بانكوك ndash; بعد إلقاء القبض عليه في مارس من العام الماضي في عملية خاطفة قام بها عملاء أميركيون. كما تطالب الولايات المتحدة بترحيله ومن المتوقع أن تتم جلسات الاستماع النهائية في تلك القضية خلال الأسبوع المقبل.

وفي تصريحاته مع الصحيفة، قال بوت أن الإدعاءات التي تم توجيهها إليه عبارة عن هراء. وأضاف :quot; لم يسبق لي علي الإطلاق وأن قمت بتزويد الحركات الإرهابية بمثل هذه الأسلحة، كما لم يسبق لي بشكل خاص وأن أبرمت أي صفقة مع تنظيم القاعدة quot;. وبسؤاله عما إذا كان من الممكن أن تقوم الطائرات المملوكة له بحمل أسلحة دون درايته، رد بوت بقوله quot; لا يمكنني أن أستبعد ذلك quot; ndash; وخلال مقابلاته الأربع المنفصلة مع محطة Channel 4 الإخبارية البريطانية التي ستذاع كاملة ً غدا ً ، اعترف بوت بعد ذلك بأن طائراته قامت بالفعل في عام 1996 بتوصيل شحنات أسلحة للحكومة الأفغانية خلال الحرب الأهلية التي خاضتها ضد حركة طالبان.

وأشارت الصحيفة كذلك إلي أن بوت الذي لقب بـ quot;تاجر الموتquot; أصبح شخصية رديئة السمعة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، عندما اتهم بتهريبه للأسلحة بصورة غير شرعية إلي عدد كبير من الصراعات والأنظمة الحاكمة في إفريقيا. كما اتهمته الأمم المتحدة بتسليح تشارلز تايلور، مجرم الحرب الشهير في ليبيريا، وكذلك المتمردين في سيراليون والكونغو. ويقول الطلب الذي تم إرساله للسلطات التايلاندية لإلقاء القبض علي بوت أن الولايات المتحدة تخشي من أنه كان يسافر بواسطة جواز سفر بريطاني يحمل الرقم K163077 ، في حين رفض المسؤولون البريطانيون أن يعلقوا علي الموضوع.

وأكدت الصحيفة علي أن نفي بوت المتكرر خلال الفترة الماضية للتهم المنسوبة إليه قد قوبلت بقدر كبير من الريبة من جانب المسؤولين الذين حققوا في نشاطاته خلال تسعينات القرن الماضي. ومن جانبه، علق وزير الدولة البريطاني السابق للشؤون الخارجية بيتر هين الذي كان أول من أطلق علي بوت لقب quot;تاجر الموتquot; بقوله :quot; لقد كان يقوم بوت بإشعال فتيل الحرب في سيراليون، حيث كان يقوم الإرهابيون المسلحون ببتر أطراف المدنيين وإطلاق الأعيرة النارية علي المواطنين quot;. وقال جوهان بيليمان، الذي حقق معه لصالح الأمم المتحدة :quot; لا أحب أن أطلق عليه ndash; كما يقول البعض ndash; لقب ماكدونالد تجارة الأسلحة. فأنا أعتقد أنه رجل أعمال أكثر مكرا ً وموهبة quot;.

وبرغم أن هناك تقديرات تقول أن ثروته تقدر بستة مليارات دولار، أكد بوت في حديثه مع الصحيفة علي أنه قد بات مفلسا ً. وقال :quot; لدي مبادئي، ولم أعمل في تلك التجارة من أجل المال، وإلا فقد كنت بالتأكيد أكثر ثراءا ً ولم يصل بي الحال لما أنا فيه الآن ( في السجن). ولم أزود طالبان أو غيرها بالسلاح، وتلك القرارات التي أتخذها تكون نابعة من قلبي وعقلي. لذا، ماذا في ذلك، وما الخطأ ؟ quot;.