موسكو: في قرار استبق تصويت البرلمان التشيكي على الاتفاقية التي وقعتها الحكومة التشيكية مع الولايات المتحدة لنصب رادار أميركي تابع للمنظومة الدفاعية الأميركية المضادة للصواريخ في الأراضي التشيكية، قررت الحكومة التشيكية استرداد هذه الاتفاقية حتى إشعار آخر، إذ توقعت أن يصوت غالبية النواب لصالح عدم المصادقة عليها.

ويرى المحلل السياسي الروسي اندريه فيودوروف أن قرار الحكومة التشيكية بشأن تأجيل المصادقة على هذه الاتفاقية يصب في مصلحة الإدارة الأميركية الجديدة التي تعتبر مشروع الدرع الصاروخي الأميركي في شقه الأوروبي مشروعا سياسيا وليس عسكريا. ذلك لأن تنحية هذا المشروع جانبا تتيح تسوية مشكلات كثيرة بين الولايات المتحدة وروسيا التي ترى أن هذا المشروع يمكن أن يمثل تهديدا لأمنها في حين ترى واشنطن صالحها في الاستعانة بموسكو لحل مشكلات تواجه الولايات المتحدة، وبالأخص المشكلة الإيرانية.

وفضلا عن ذلك فإن إدارة الرئيس أوباما لا تريد هدر مليارات الدولارات في مشاريع يراد لها أن تؤمن الولايات المتحدة ضد أخطار افتراضية في ظروف الأزمة المالية. والأمر المفهوم أن الحديث عن قبر مشروع الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا سابق لأوانه لأن أصحاب المصلحة في تنفيذ هذا المشروع، وهؤلاء موجودون في جمهورية التشيك ذاتها، سيواصلون الضغط لجهة المصادقة على الاتفاقيات الخاصة بهذا المشروع. إلا أن الأيام القليلة الماضية بينت أن هناك فرصة لتجنب الدخول إلى حقل ملغوم حبذا لو لم يدخله أحد.