برلين: تلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال الأسابيع الأخيرة الكثير من الانتقادات من شخصيات سياسية مختلفة في البلاد تركز معظمها على اتهامها بـquot;ضعف القيادةquot; وعدم إظهار الحسم حتى داخل أروقة حزبها المسيحي الديمقراطي. وظهرت ميركل مؤخرا في برنامج حواري شهير بثته قناة التليفزيون الألماني الأولى ARDفي محاولة واضحة للرد على منتقديها بشكل حاسم، سواء كان وزير خارجيتها ومنافسها المنتظر على كرسي المستشارية فرانك فالتر شتاينماير أو حتى مواقف بعض الأحزاب الأخرى من بعض القضايا التي تشغل الرأي العام في البلاد.

كما أكدت ميركل أن التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي سيواصل عمله حتى موعد الانتخابات القادمة المزمع عقدها خريف العام الجاري، وهو الأمر الذي أكده بدوره رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانز مونترفيرينغ أثناء مشاركته في اجتماع للحزب في ولاية شليزفيغ - هولشتاين.

تزايد الضغوط على ميركل

وتتصاعد الضغوط على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإظهار قيادة أقوى وسط تراجع التأييد الشعبي للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه، والذي يتكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري. وكانت ثلاثة استطلاعات للرأي نشرت أوائل الشهر الجاري قد أظهرت تراجع شعبية الحزب المسيحي الديمقراطي داخل الائتلاف الحكومي الذي يشارك فيه إلى جانب الحزبين المسيحيين، الحزب الاشتراكي الديمقراطي. يأتي ذلك في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في ألمانيا جراء الأزمة المالية العالمية.

وقد أدى تراجع شعبية الحزب المسيحي الديمقراطي إلى تعالي الدعوات من بعض قادته للتخلي عن الحلول الوسطية مع الشريك في الائتلاف الحكومي، والعمل بدلا من ذلك على صقل الصورة المحافظة للحزب المسيحي الديمقراطي وإبراز مواقفه. كما دعت أصوات عدة داخل الحزب لعدم المراهنة على استمرار الائتلاف الحكومي الحالي مع الاشتراكيين وعدم التردد عن إعلان انتهاءه وبدء عهد جديد للحزب بعيدا عن الارتباط بسياسات الاشتراكيين، إذ بدأت الشخصيات القيادية في المسيحي الديمقراطي تشعر أن الاشتراكيين يحققون شعبية على حساب الائتلاف الحاكم.

تبادل الانتقادات بين الليبراليين وميركل

ومن ناحيته قال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض جويدو فيسترفيله اليوم الاثنين في تصريحات لقناة التليفزيون الألماني الثانية ZDF إنه لاحظ في المقابلة التي أجرتها ميركل أن خلافات المستشارة مع حزبه أكثر من خلافاتها مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وجاء ذلك بعد الانتقادات التي وجهتها ميركل للحزب الليبرالي الديمقراطي، إذ أبدت عدم تفهمها للانتقادات التي يوجهها الليبراليون لمشروع قانون تأميم المصارف المتعثرة ورغبتهم المحتملة في عرقلة تمرير هذا القانون في البرلمان الألماني (بوندستاغ). ووصفت تلك المساعي quot;بالأمر غير المعقولquot;. الجدير بالذكر أن فيسترفيله كان قد أعرب عن صدمته إزاء خطط الحكومة لتأميم المصارف المتعثرة، مؤكدا أن هذه السياسة لا تتناسب مع توجهات حزبه.