موسكو: من المتوقع أن تجنح إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمزيد من التشدد مع جيرانها العرب وإيران. فحزب الليكود الإسرائيلي الذي يتزعمه نتنياهو وقف في الخفاء وراء الحرب الأميركية على العراق حيث شنت الولايات المتحدة تلك الحرب - غالب الظن - بإيعاز من جماعات الضغط quot;اللوبيquot; المحسوبة على الليكود.

ولا بد من الإشارة إلى أن quot;المحافظين الجددquot; الذين سيطروا على السياسة الخارجية الأميركية منذ عام 2000 أقاموا علاقات وثيقة مع نتنياهو وحزبه في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وفي عام 1996 بعث ريتشارد بيرل الذي أصبح صانعاً لسياسة الرئيس بوش الخارجية في ما بعد، برسالة تحتوي على تفاصيل خطة العمل لحفظ الأمن في quot;الأرض المقدسةquot; إلى نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتذاك. وجاء في الخطة إنه يمكن أن توفر إسرائيل محيطا إستراتيجيا مناسبا لها بإضعاف وتخويف إيران وسورية.. وإن الإطاحة بصدام حسين يجب أن تكون إحدى أولويات السياسة الإسرائيلية.

وأشار جورج سوروس الذي يقال عنه إنه صانع قرار الحزب الديمقراطي الأميركي إلى تأثير سلبي لحزب الليكود على السياسة الخارجية الأميركية، معتبرا أن إدارة الرئيس بوش شنت حربها على العراق استجابة لضغوط quot;اللوبي الإسرائيليquot;، ذلك لأن quot;الوجود العسكري الأميركي القوي في العراق من شأنه أن يهدئ بال إسرائيل ويضعف المتطرفين الفلسطينيين ويرغمهم على قبول تسوية ترضي إسرائيل وأنصارها الأميركيينquot;.

وأكد مسؤول أميركي آخر هو زبيغنيف برجينسكي الذي أصبح عضوا في فريق الرئيس باراك أوباما أن quot;العناصر المحافظة المتعاطفة مع حزب الليكود الإسرائيلي في مؤسسة السلطة السياسية الأميركية هم أصحاب فكرة إقامة نظام جديد في الشرق الأوسطquot;. وذكر برجينسكي أن سعي إدارة الرئيس بوش إلى تطبيق هذه الفكرة أدى إلى إسقاط نظام صدام حسين وينبئ بمواصلة الحملة على النظام البعثي في سورية أو النظام الديني في إيران.

وليس من شك أن quot;جماعات الضغطquot; التي تعمل لصالح إسرائيل في المؤسسة الحاكمة العليا الأميركية تقف ضد إعادة العلاقات الأميركية الروسية إلى طبيعتها لاسيما وإن عملية التطبيع هذه تتطلب تخلي الإدارة الأميركية عن نشر الدرع الصاروخي الذي يقال عنه إنه مضاد لبرنامج إيران النووي، في الأراضي الأوروبية.