بيروت: أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أن التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعترض العالم العربي لا يمكن أن يصار إلى مواجهتها إلا من خلال موقف عربي متضامن، مؤكداً أن القمة العربية في الدوحة وبعد المصالحة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستضع لبنة أساسية على صعيد فضّ النزاعات العربية والعمل بغية التلاقي بشكل موضوعي. السنيورة، وفي حديث إلى صحيفة quot;عكاظquot; السعودية، قال: quot;لبنان وبما لا يقبل الشك هو أكثر بلد مستفيد من التوافق العربي ومن التعاون العربي ومن عدم وجود خلافات معه. وثَبُت أيضاً انه عندما يكون هناك خلاف بين الدول العربية، فإنه أكثر بلد يتضرر من ذلك بسبب طبيعته وتكوينه، لذلك فإنني من أشد القائلين بأن للبنان مصلحة حقيقية بأن يكون هناك وفاق عربي وتعاون عربي حقيقي، لأن هذا ما سيأخذ المنطقة العربية أولاً نحو التلاؤم مع حجم التحديات ومشاكلها، ويمكن للبنان أن يدرج ميزاته التفاضلية في هذا الشأنquot;.

وأضاف: quot;يتعين أن تكون العلاقة بين لبنان وسوريا علاقة مبنية على الاحترام المتبادل، فهذان البلدان عربيان وشقيقان تربطهما هذه الروابط العربية التاريخية وأيضاً الروابط الجغرافية وروابط المصالح، وبالتالي هناك مصلحة حقيقية للبنان كما لسوريا بأن تكون العلاقات على أعلى المستويات وفي احسن حال، مبنية على الاحترام المتبادل وعلى الصراحة وعلى التكافؤ في التعامل بين بعضهما بعضا وعلى الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخليةquot;.

ورأى أن التبادل الديبلوماسي وإنشاء السفارات الذي تم مع سوريا هو quot;مسار جيد، وبالتالي الخطوة التي جرت هي أمر في غاية الأهمية وقد انتظره اللبنانيون منذ 66 عاماً، منذ الاستقلال، واعتقد أن مجرد حصوله إنجاز. ومع مرور الأيام سيزيد إيمان البلدين بأهمية توثيق هذه العلاقات الدبلوماسية وأن تكون كل الأمور المعلقة تتجه إلى حلها عبر هذه الطريقة المثلى للمعالجات.quot;.

وبشأن توصيف الانتخابات النيابية المقبلة بالمصيرية، قال السنيورو: quot;كلمة مصيرية لا أوافق عليها، وأفضّل استعمال عبارة انتخابات هامة، وهي التزام للحكومة اللبنانية التي تعهدت بأن تتم هذه الانتخابات بدرجة عالية من الشفافية ومن القدرة على التعبير عن رأي اللبنانيين بمن يريدون أن يمثلهم. وبالتالي نحن حريصون في الحكومة أن تجري الانتخابات في أجواء ملائمة وبعيدة عن ما يعكرها أو يؤدي إلى خلق أجواء غير ملائمة.

نحن في هذه الآونة أيضاً حريصون على أن لا ترتفع أصوات النشاز أو أن يمارس نوع من العنف الكلامي غير المفيد، كما أننا حريصون على وجود المؤسسات العربية والدولية التي يمكن أن تسهم في مواكبة العملية الانتخابية بما يعزز من صدقيتها وحسن تمثيلهاquot;، مشيرًا إلى ان مراقبة دولية للانتخابات هي quot;بمثابة مواكبة لها، ونحن حريصون على ان تتمثل الجامعة العربية في مواكبة هذه العملية أيضاًquot;.

وردًا على سؤال عن إمكان ترشحه للانتخابات، أجاب: quot;الموضوع سابق لأوانه لنبحث فيه، لن أقول واردا كذلك، لا أريد أن يستنتج من كلامي أي نية أو أي رغبة في الترشح، سأترك الموضوع للتطورات التي يمكن أن تطرأ، وأنا طيلة 17 عاماً من الممارسة السياسية المباشرة لم يكن موضوع ترشحي للانتخابات واردًا في ذهنيquot;.

وتابع في مجال آخر: quot;أنا شديد الحرص على أن تكون العلاقات مع الرئيس نبيه بري مبنية على الصراحة والاحترام المتبادل وعلى السير في اتجاه تحقيق المصلحة الوطنية. وقد مررنا بالمراحل التي عملنا فيها سوية خلال حرب تموز وكان ذلك على درجة عالية من التعاون والتنسيق، وبالتالي الكلام بأن الكيمياء مفقودة غير صحيحquot;.