الياس توما من براغ: بدأت فكرة تنظيم لقاء قمة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي خلال الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي التي تنتهي في حزيران يونيو القادم تتبدد بسبب ممارسات إسرائيل في غزة من جهة وطبيعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو من جهة أخرى.

وكانت القيادات التشيكية من أكثر قيادات الدول الأوروبية تحمسا لعقد هذه القمة بالنظر لميلها إلى جانب إسرائيل ورغبتها بتقديم quot;خدمة quot; لها خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي غير أن وقوف العديد من الدول الأوروبية الكبيرة والفعالة في الاتحاد بوجه هذه الفكرة من جهة والممارسات التي قامت بها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة من جهة أخرى جعل مسالة عقد القمة خارج نطاق الاهتمامات السياسية الأوروبية.

وقد اعترف وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ بان حلمه بتنظيم القمة قد تبدد لان كل شيء قد تعقد بعد الحرب على غزة حسب قوله. وأضاف في حديث أدلى به لصحيفة quot; ليدوفي نوفيني quot; التشيكية quot; لسنا راضون عن بعض الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية ولاسيما ما تعلق منها بالقيام بأعمال البناء بالقرب من القدس ، ومسألة العبور إلى غزة حيث لا يزال الوصول إليها محدودا جدا ، كما أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا تثير حماسا كبيرا quot;.

وردا على سؤال آخر يقول إذن فهذه القمة لن تعقد أجاب: أخشى أن ذلك سيحدث وأقول ذلك بصراحة مع أن هذا الأمر سيشكل بالنسبة لي إحدى خيبات الأمل الكبيرة لأنني كنت من الحريصين على إتمامها كثيرا وتشوقت إليها.

ويأتي هذا الموقف لوزير الخارجية التشيكي بعد يوم من إعلان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في براغ أمس بعد اجتماعه بالرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بان حكومة نتانياهو ستستمر في المفاوضات مع الفلسطينيين ومع الدول الجارة لإسرائيل لا بل عبر عن استعداد إسرائيل لإعادة الأراضي السورية المحتلة كما فعلت بالنسبة لمصر والأردن غير انه تجنب الحديث عن المدى الذي تريد إسرائيل قطعه في الاستجابة للمطلب السوري المعروف بالانسحاب إلى الحدود التي كانت قائمة قبل عدوان حزيران 1967.

ويستدل من موقف وزير الخارجية أن قيادات براغ وتحت تأثير مواقف الدول الأوروبية الكبيرة الفاعلة من جهة وممارسات إسرائيل على الأرض من جهة أخرى بدأت تتعامل بنوع من الحذر بنوايـــا القيادات الإسرائيليــــة ولذلك لم تعــــــد تهضم كثيرا quot; إعلانات السلام quot; الإسرائيلية التي تطلق في العواصم الأوروبية لأغراض دعائية وتجميلية.

ولا يعني ذلك بالتأكيد أن الموقف السياسي التشيكي لبراغ أصبح متوازنا كما تقول بعض قياداتها حين الحديث عن السياسة التشيكية تجاه الشرق الأوسط فعلى الرغم من طبيعة الحكومة الجديدة المتشددة وما قامت به إسرائيل من خرق للقوانين الدولية والإنسانية في غزة فان بيريز لم ينسى أن يؤكد في براغ أن التشيك يدعمون إسرائيل منذ أيام أول رئيس لتشيكوسلوفاكيا وهو توماش ماساريك إلى أيام الرئيس الحالي فاتسلاف كلاوس الأمر الذي أكده كلاوس أيضا من خلال تأكيده بان مواقف تشيكيا المؤيدة لإسرائيل معروفة وجرى التعبير عنها عدة مرات.