فنومبينه: تراشق جنود تايلانديون وكمبوديون يوم الجمعة بنيران الصواريخ والأسلحة الصغيرة على الحدود المتنازع عليها بينهما في أحدث تصعيد لخلاف قديم حول معبد هندوسي يعود لأكثر من 900 عام. وتبادل الجانبان الاتهامات حول أيهما بدأ باطلاق النار في اشتباك استمر قرابة الساعة بمنطقة ايجل فيلد بالقرب من معبد برياه فيهير الذي كان السبب في مواجهة عسكرية بين الجارتين في منطقة جنوب شرق آسيا العام الماضي.

ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. واتفق قادة عسكريون تايلانديون وكمبوديون على الحدود على الاجتماع ظهر يوم الجمعة لتجنب المزيد من العنف. وقال الجنرال سري دويك قائد كمبوديا في المعبد ان دورية تايلاندية عبرت الى أراض كمبودية وفتحت النار على رجاله. وقال لرويترز quot;أطلق التايلانديون نيران صواريخ وبنادق باتجاهنا ورددنا بالطريقة نفسها.quot; ووافق الجانبان على وقف لاطلاق النار بعدما تحدث قادتهما عبر اللاسلكي.

وفي بانكوك نفى مسؤولون تايلانديون توغل قواتهم في أراض كمبودية واتهموا الجانب الاخر باطلاق النار أولا. وقال أنوبونغ باوتشيندا قائد الجيش التايلاندي quot;كان هذا مجرد سوء تفاهم.quot; ويقع المعبد الذي يعرف في تايلاند باسم خاو فرا فيهران على جرف يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين وكان مصدر توتر في العلاقات بينهما طيلة أجيال.

وأقرت محكمة العدل الدولية بمنح المعبد لكمبوديا عام 1962 لكن القرار لم يحدد ملكية مساحة 4.6 كيلومتر مربع من منطقة منزرعة بالشجيرات بالقرب من المعبد مما ترك مساحة كبيرة للخلاف بين البلدين. ووقع الاشتباك بعد يوم من اصابة جندي تايلاندي بجراح خطيرة حينما وطأ لغما ارضيا بالقرب من المعبد في منطقة نشر فيها البلدان قوات منذ اشتباكات مسلحة هناك العام الماضي.

وتصاعد التوتر الشهر الماضي عندما توغل مئة جندي تايلاندي في منطقة متنازع عليها بالقرب من المعبد وأوقفهم جنود كمبوديون لكن لم يقع قتال. وشاب الهدوء الحدود لشهور بينما سعت الجارتان في منطقة جنوب شرق اسيا الى العمل معا على رسم المنطقة التي تغطيها الاحراش حيث قتل جندي تايلاندي وثلاثة جنود كمبوديين في تبادل لنيران البنادق والصواريخ في أكتوبر تشرين الاول.

وهدد رئيس الوزراء الكمبودي هون سين القيادي السابق في نظام الخمير الحمر هذا الاسبوع بأن جنوده سيقاتلون اذا عبرت قوات تايلاندية الحدود المتنازع عليها مجددا. ويقع المعبد على بعد 600 كيلومتر شرقي بانكوك وكانت فلول جيش بول بوت التابع للخمير الحمر تسيطر عليه قبل عشر سنوات فقط.

وتذهب قلة من الزوار الاجانب الى هناك على الرغم من أن الدولتين تقولان انهما يودان تطوير المنطقة وجعلها مقصدا سياحيا. وتجتمع لجنة الحدود المشتركة بين كمبوديا وتايلاند مجددا يوم الاحد ولمدة ثلاثة أيام لاجراء محادثات في المنتجع الكمبودي ببلدة سيم رياب لمحاولة ايجاد حل للخلاف.