دعت إلى تحرك لإنقاذ الأوضاع الإنسانية لسكان معسكر أشرف
مريم رجوي: منع دخول الأطباء يعرض حياة العديدين للخطر

عناصر مجاهدي خلق يستعرضون في معسكر أشرف شمال شرق بغداد

أسامة مهدي من لندن: حذرت رئيسة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مريم رجوي من أن منع السلطات العراقية دخول الأطباء إلى معسكر اشرف التابع للمنظمة بشمال بغداد يعرض حياة العديد من ساكنيه الى خطر حقيقي، خاصة أن منهم من هو مصاب بمرض السرطان. وناشدت رجوي اليوم قداسة البابا والامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي واللجنة الدولية للصليب الاحمر بتحرك سريع لوقف عمليات منع دخول الاطباء الى معسكر اشرف الذي اعتبرته خرقًا للتعاليم السامية لجميع الاديان وللمواثيق والاتفاقيات المعترف بها دوليًا. واشارت في بيان اليوم الى ان السلطات العراقية تمنع دخول الاطباء الى اشرف لإجراء عمليات جراحية ومعالجة الحالات المرضية الطارئة داعية الى تدخل سريع quot; من اجل وقف الضغوطات اللا انسانية تمارسها القوات العراقية على سكان المعسكر quot;.

وحذرت من ان منع دخول الاطباء المعالجين لاشرف من شأنه ان يعرض حياة عديد من سكان اشرف للخطر خاصة انه لا تتوفر لهم اي امكانية النقل او الوصول الى المستشفيات العراقي. واوضحت انه كان قد تم التنسيق مع الحكومة العراقية وقائد القوات العراقية المرابطة في موقع المعسكر وبحضور قائد القوات الاميركية هناك بشأن دخول ثلاثة اطباء عراقيين ابدوا موافقتهم على دخول المعسكر لمعالجة مرضاه.

ووصفت رجوي هذه الاجراءات بأنها خرق للتعاليم السامية في جميع الاديان مشيرة الى ان النظام الايراني يسعى من خلال ممارسة ضغوطه على الحكومة العراقية quot;خلق كارثة انسانية ومجزرة بحق 3500 شخص هم سكان معسكر اشرف ليتخلص من معارضته ويفرض سيطرته المشؤومة على العراق في الوقت نفسهquot;.

وفي وقت سابق امس قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان quot;موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي منع 3 أطباء عراقيين من الدخول الى معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الايراني لغرض معالجة مرضاهمquot;. واضاف ان quot;لجنة طبية مكونة من 3 أطباء عراقيين زارت معسكر أشرف لاجراء عمليات جراحية لمرضى من افراده لكن الربيعي اصدر قراراً بمنع دخولهم للمعسكرquot;. وقال ان الربيعي اصدر قرارًا منع فيه افراد معسكر أشرف من مراجعة المستشفيات العراقية لغرض تلقي العلاج. واوضح ان الربيعي كان قد اعلن في تصريح لقناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي قائلاً quot;إننا سنحاول في المستقبل ان ندخل اليأس في نفوس مجاهدي خلق من بقائهم في العراقquot;.

وأكدت مسؤول في معسكر اشرف الذي تتخذه منظمة مجاهدي خلق مقرا لها شمال شرق العاصمة العراقية بغداد ان القوات العراقية منعت عددا من الاطباء العراقيين من دخول المعسكر لاجراء عملية جراحية لاحدى السيدات من سكنة المعسكر واجراء بعض الفحوصات للمرضى الراقدين في مستشفى المعسكر. وقال محمد اقبال المسؤول في اعلام المعسكر quot;ان القوات العراقية منعت يوم الجمعة دخول عددا من الاطباء العراقيين الذين تم طلبهم من قبل ادارة المعسكر لاجراء عملية جراحية لاحدى السيدات من سكنة المعسكر quot; مشيرًا الى ان السيدة المذكورة تعاني من مرض السرطان وتحتاج الى اجراء عملية جراحية سريعة.

واضاف ان القوات العراقية اقدمت على منع دخول ثلاثة من الاطباء العراقيين الذين وصلوا إلى مدينة أشرف لاجراء عملية جراحية للسيدة فاطمة علي زاده المصابة بالسرطان فضلاً عن اجراء اربع عمليات جراحية أخرى. وكان الفريق الطبي يتألف من اخصائية للتخدير وطبيبن اخصائين للجراحة بعد أن جرت عملية التنسيق لحضورهم الى المعسكر منذ فترة. واكد ان ساكني مدينة اشرف quot;لاتتوفر لديهم الظروف في امكانية المراجعة للمستشفيات العراقية لغرض العلاج فيها حيث ان الخدمات الطبية الضرورية تجرى بالاكتفاء الذاتي. وقال ان منع الاطباء من دخول أشرف يعد quot;اجراءً اجراميًا لا انساني.quot;

يذكر ان اتهامات متبادلة بين منظمة مجاهدي خلق والسلطات العراقية تشهد تصاعدا منذ اسابيع على الخصوص حيث تتهم المنظمة بغداد بالاذعان لمطالب نظيرتها الايرانية بطردها من العراق في حيت توجه بغدادا اتهاما للمنظمة بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وتحذر المنظمة من مغبة ما تقول انه quot; تمهيد الارضية لارتكاب كارثة انسانيةquot; مطالبة المنظمات الدولية المعنية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الاحمر واليونامي بالتواجد في معسكر اشرف quot;وابطال المؤامرات والاستفزازات المملاة من قبل النظام الايرانيquot; على حد قوله.

وطالب بضمان حماية سكان اشرف من قبل القوات الاميركية حسب الالتزامات الدولية للإدارة الاميركية وما انبثق عن توافقات سكان اشرف مع الولايات المتحدة الاميركية واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل كانون الثاني (ينابر) عالماضي حين كانت القوات الاميركية مسؤولة عن المعسكر.

ومن جهتها اتهمت مستشارية الامن القومي العراقية قيادات مخيم أشرف بمنع دخول فريق مسح النوايا التابع لوزارة حقوق الانسان لممارسة مهام عمله بتحديد خيارات السكان ما بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالث. وقالت ان quot;قيادات المخيم ما زالت تمارس دورها السلطوي وتصادر حريات سكان المخيم من خلال منعها لدخول فريق مسح النوايا التابع الى وزارة حقوق الانسان الى داخل المخيم لممارسة مهام عمله بتحديد خيارات السكان ما بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالثquot;. وشددت على انquot; الحكومة لن تتراجع عن قرارها بإغلاق المخيمquot;.

معروف ان منظمة مجاهدي خلق تتخذ من معسكر اشرف بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) مقرا لها منذ ان اعادت تشكيلها في العراق خلال فترة الثمانينات برعاية النظام العراقي السابق الذي كان دخل في حرب مع ايران عام 1980 استمرت ثمانية اعوام حيث شاركت في هجمات ضد اهداف عسكرية ورسمية ايرانية. وبعد الدخول الاميركي الى العراق عام 2003 نزعت القوات الاميركية سلاح عناصر المنظمة وابقت عليهم في قاعدتهم بمعسكر أشرف الذي وضع تحت الحماية الأميركية منذ ذلك الوقت. لكنه بعد توقيع الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة اواخر العام الماضي فقد تولت الحكومة العراقية مسؤولية مخيم اشرف على أن تبقى القوات الأميركية بداخله لمراقبة الاوضاع فيه بالتعاون مع السلطات العراقية.

وكانت الحكومة العراقية اكدت اواخر العام الماضي إن العراق لم يعد مكانا لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية لأن الدستور يمنع التعامل مع منظمات مصنفة على قائمة quot;الإرهابquot;. واكدت قرارها بفرض سيادتها الكاملة على منطقة معسكر أشرف كجزء من إنتقال المسؤولية الى القوات الأمنية العراقية وقالت إنها quot;ستتعامل مع أفراد هذه المنظمة تعاملاً إنسانياً وبما تفرضه القوانين الدولية المعمول بها والدستور والقوانين العراقية النافذةquot;.