في مؤشر إلى تسليم رئاسة الحكومة إلى الحريري إذا فازت الغالبية
السنيورة يترشح لمقعد نيابي للمرة الأولى في تاريخه
لبنان تسلم طلب التنازل عن ملف إغتيال الحريري وquot;mtvquot; تعود للبث اليوم
إيلي الحاج من بيروت:
ستتلاحق المفاجآت في الساعات الأخيرة التي تقفل باب الترشيحات للإنتخابات النيابية في لبنان منتصف ليل اليوم الثلاثاء، وبعدما تجاوز عدد المرشحين ال500 أمس يفترض أن يجاوز ال600 في الساعات الأخيرة . والمفاجأة الأولى كانت إعلان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ترشحه للمرة الأولى في تاريخه السياسي لأحد مقعدي مسقطه صيدا النيابيين إلى جانب الوزيرة بهية الحريري ليواجه حليف قوى 8 آذار في المدينة رئيس quot;التنظيم الشعبي الناصريquot; أسامة سعد.

ومن مجلس النواب حيث تجري جلسة تشريعية، أعلن الرئيس السنيورة ترشحه في بيان جاء فيه: quot;أود أن أعلن اليوم ومن هنا من مجلس النواب أنني قررت التقدم بترشيحي إلى دورة الانتخابات النيابية المقبلة عن مدينة صيدا (...) أتمنى أن يمنحني أهلي الأحباء في مدينة صيدا تأييدهم وسيكون هذا التأييد مدعاة اعتزازٍ كبيرٍ لي ومسؤولية إضافية أحملها معي في خدمة مدينتي ووطني الحبيب لبنان. وفي حال فوزي في هذا المقعد، سأبذل كل جهودي لكي أكون في خدمة القضية التي طالما عملت من اجلها وهي الدفاع عن استقلال وسيادة وحرية لبنان وعن نظامه الديمقراطي والإسهام في حماية الجمهورية وتمكين الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية من القيام بواجباتها تجاه المواطنين والدفاع عن حق لبنان في تحرير أرضه المحتلة من العدو الإسرائيلي، وفي أن يكون لبنان شريكاً فاعلاً مع إخوانه العرب في تقرير مصير منطقتنا العربية وفي مسؤوليتنا في الحفاظ على الحق العربي في فلسطين.

إن القضية المركزية التي سأحمل لواءها هي قضية الدفاع عن العيش الواحد والكريم للعائلات اللبنانية والمواطنين اللبنانيين كما والاستمرار في حمل لواء الإصلاح والنهوض والنمو الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية في كل المناطق اللبنانية. وإني في هذه المناسبة المهمة بالنسبة لي أعتمد بعد الله على عمق الوعي لدى اللبنانيين الذي ساهم في انتفاضة الرابع عشر من آذار/ مارس أي انتفاضة الشعب اللبناني من اجل الحرية والاستقلال والتقدم وخدمة القضية التي حمل لواءها الرئيس الشهيد رفيق الحريريquot;
وكانت صحيفة quot;السفيرquot; نقلت عن بعض زوار مقر رئاسة مجلس الوزراء في السرايا الكبيرة عن السنيورة قوله أنه يتعرض لضغط من عائلته لأجل عدم ترشيح نفسه، وأنه يؤثر عدم الترشح في صيدا، quot;لأن رئاسة الحكومة تكفيني!quot;.

ويعتبر مراقبون في بيروت ترشح السنيورة للنيابة مؤشراً إلى تسليم رئاسة الحكومة في المرة المقبلة إلى رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري ف يحال فوز الغالبية النيابية الحالية بالغالبية مجددا، كما أن هذا الترشيح تالياً المقعد النيابي عن صيدا في حال الفوز يعدّ نوعا ً من مكافأة من quot;المستقبلquot; للرئيس السنيورة الذي واجه ضغوطاً هائلة خلال ترؤسه الحكومة وتعرض لحملات قاسية صمد أمامها، خصوصاً أن وجوده في مجلس النواب يجعل ترشيحه لرئاسة الحكومة مجددا وارداً باستمرار.

ويعتبر ترشح السنيورة أيضاً للنيابة في عاصمة الجنوب صيدا، خروجاً من معادلة حكمت تمثيل هذه الدائرة منذ البدء بتطبيق إتفاق الطائف، لأنها لم تكن ولا مرة دائرة قائمة بذاتها منذ 1992، وبالعودة إلى قانون 1960 الذي يجعل كل قضاء دائرة لم يعد يستطيع رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يختار نائبيها ، علماً أنه حرص دوماً على أن تكونالنائبة بهية الحريري في عداد مرشحي لائحته ، بينما كان يختار النائب الثاني من الشخصيات الأقرب إلى تحالفه مع quot;حزب اللهquot; وسورية. ويخشى المراقبون اليوم أن تخوض صيدا معركة quot;كسر عظمquot; ترفع التوتر في المدينة المجاورة لمخيمات فلسطينية تحفل بالتناقضات بين التنظيمات والفصائل فيها ولا تهداً إلا بموجب تفاهمات دقيقة، وهشة غالباً. ولطالما ردد المسؤولون في صيدا أن أمنها وأمن المخيمات مترابطان.

وربما يؤدي قرار quot;المستقبلquot; إقفال لائحة صيدا فيوجه خصومه ،وكذلك في وجه حلفائه المفترضين ،مثل quot;الجماعة الإسلاميةquot; إلى رفع مستوى المنافسة إلى حدود قصوى، وانعكاسها على التحالفات والحسابات،وذلك من خلال قطع الطريق على احتمالات تبادل الدعم وquot;التمريرياتquot; في أقضية أخرى تتداخل فيها القوى السياسية والمذهبية، لا سيما في البقاع.