أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعدت اليوم الجمعة صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية تقريرا ً مطولاً استعرضت فيه رؤى محللين حول تحديات وآليات مواجهة القراصنة الصوماليين والخطر المتزايد الذي باتوا يشكلونه علي مستقبل الحركة الملاحية حول العالم، وأبرزت الصحيفة في سياق حديثها حدة المواجهة التي تزايدت اليوم الجمعة بين أسطول البحرية الأميركي والقراصنة داخل مياه المحيط الهندي مع استمرار تأزم الموقف حيال السفينة quot;ميرسك ألاباماquot; واستمرار احتجاز قبطانها ndash; ريتشارد فيليبس ndash; الذي سلم نفسه للمسلحين كي يضمن أمن طاقمه، في الوقت الذي تعهد فيه القراصنة بالاستمرار في خوض القتال خلال محاصرة الأسطول الأميركي لهم. في هذه الأثناء، أشار المحللون إلي تلك الحلقة باعتبار أنها دليل علي أن القوة البحرية الدولية ربما يكون لها دور محدود في تخليص البحار والمحيطات من بلاء القراصنة.

في البداية، أكدت الصحيفة علي أن من أهم طرق وقف هذه الهجمات هو القيام بطرح القضايا في الصومال، حيث تنعدم لدي الحكومة الهشة القدرة علي التدخل دون وجود دعم مادي ولوجيستي كبير من الدول المانحة. وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن عبد الحاجي غوبدون، الناطق باسم الحكومة الصومالية، عبر مكالمة هاتفية من العاصمة الصومالية :quot; كان لدينا حكومة قوية منذ عشرون عاما ً، فقد كنا نمتلك قوات بحرية وقوات مسلحة وسفن للدفاع عن مياهنا الإقليمية. ولم تكن لدينا مشكلة من هذا القبيل. لكننا الآن ، فقدنا القدرة علي حماية المياه أو الدفاع ضد القراصنةquot;.

ثم عاودت الصحيفة لتؤكد من جانبها علي أن الحكومة الناشئة هناك تسيطر علي جزء صغير فقط من العاصمة، بالإضافة لمساحة قدرها 1879 ميل من الساحل. وأضاف غوبدون أن بلاده تقدمت مرارا وتكرار بطلبات للحصول علي دعم مالي ومساعدة تقنية من الدول المانحة، لكنها لم تكن تلقي الاهتمام بصورة متواصلة. وتابع :quot; لا يريد أن يساعدنا أحد في هذا الأمر، ولا أعلم السبب، لأنها مشكلة للجميع الآن. كل ما يقومون به أن يقوموا بإرسال سفن ونحن ما نحتاج إليه هو الاستقرار علي البرquot;. وأشارت الصحيفة كذلك إلي أن الصومال تفتقد لحكومة ذات فاعلية منذ عام 1991. ولا يوجد لديها خفر سواحل أو جيش للدفاع عن مياهها الإقليمية. ويمكن اعتبار الصوماليين، الذين تعتمد حياتهم علي الصيد، علي أنهم صيد أجنبية. وبغية ضمان فرص أفضل للاستمرار علي قيد الحياة، يتجه كثيرون للعمل في القرصنة بدلا ً من الصيد.

وبرغم أن العام الماضي كان عاما ً مزدهرا ً بالنسبة للقراصنة، حيث اختطفوا ما يزيد عن 40 حاوية بحرية وكسبوا ملايين الدولارات في صورة فدية داخل بلاد تهيمن عليها مشاهد الحرب والفقر، إلا أن العام الحالي، بدأ يشهد تراجعا إلي حد ما. فقد بدأ يمارس القراصنة هجماتهم خارج المناطق المعهودة لتجنب أخطار تعرضهم للاعتقال. لكن أنظار العالم توجهت صوب القراصنة بشكل مكثف من جديد لدي محاولتهم اختطاف السفينة ميرسك ألاباما أول أمس. وقالت الصحيفة أن السفينة التي تحمل معونات غذائية لأوغندا والصومال، في طريقها الآن لمقصدها الأساسي، وهو ميناء مومباسا في كينيا. ومن المتوقع لها أن تصل هناك قبل منتصف ليل يوم الأحد المقبل.

كما أكدت الصحيفة علي أن تلك المواجهة تعطي للرئيس باراك أوباما أزمة في السياسة الخارجية، حيث تعد إدارته خيارات لمواجهة القرصنة. من جانبه، قال راشد عبد الشيخ، المحلل الصومالي بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، أن استخدام الخيارات العسكرية ربما تزيد الأمور سوءا ً، إذا لم تعمل جنبا إلي جنب مع الحلول السياسية. وأضاف :quot; يدير معظم هؤلاء القراصنة أعمالهم من داخل منطقة بونتلاند، التي تعد بشكل أساسي دولة منهارة بداخل منهارة أخري. ولن تتغير أي أمور إلا إذا شاهدنا المزيد من الاستقرار علي البرquot;. لكن برونو سكيميسكي، محلل عسكري بنيروبي ومنوط بمراقبة الصومال، فقال أن إستراتيجية مواجهة تلك الأزمة لن تكون مجدية دون توافر قدر أكبر من المعلومات الاستخباراتية.