تل أبيب: أعلن مسؤولون سياسيون إسرائيليون إنه يتوقع أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان موافقة إسرائيل على المشاركة في مؤتمر موسكو للسلام، الذي يعتبر استمراراً لمؤتمر أنابوليس الذي كان ليبرمان قد أعلن رفضه لمبادئه. وذكرت صحيفة quot;معاريفquot; اليوم الثلاثاء أن ليبرمان سيجتمع مع مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف يوم الجمعة المقبل، وأن سلطانوف سيطلب الحصول على ردّ إسرائيلي نهائي حول المشاركة في مؤتمر موسكو الذي تعتزم روسيا عقده في النصف الثاني من عام 2009 الحالي، وسيركز على تقدم المفاوضات الإسرائيلية ndash; الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إنه يتوقع أن يردّ ليبرمان بالإيجاب على الطلب الروسي.

وكان ليبرمان، الروسي الأصل، قال خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الروسية (انترفاكس) قبل نحو شهر، إنه يؤيّد عقد مؤتمر سلام في موسكو وتوثيق العلاقات بين إسرائيل وروسيا، لكنه أعلن لدى تسلّمه مهام منصبه قبل أسبوعين أنه يرفض مبادئ أنابوليس معتبراً أن المفاوضات مع الفلسطينيين وصلت إلى طريق مسدود.

وقالت quot;معاريفquot; إن سلطانوف سيلتقي في تل أبيب يوم الخميس المقبل مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي سيصل إسرائيل مساء غد الأربعاء، وأن سلطانوف لن يلتقي خلال زيارته لإسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية في الأيام الأخيرة، أن ميتشيل سيطالب المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو بالموافقة على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والاعتراف بحل الدولتين للشعبين.

وكانت روسيا طالبت إسرائيل عدة مرات خلال العام الماضي بالموافقة على المشاركة في مؤتمر سلام يتم عقده في موسكو لكن إسرائيل امتنعت عن الردّ وأرجأته مرة تلو الأخرى. وقال المسؤولون السياسيون الإسرائيليون quot;لم نقل لا أبدا للروس والنقاش الأساسي لم يكن حول ما إذا كان سيتم عقد المؤتمر وإنما حول شكل المؤتمر وشدّدنا خلال الاتصالات مع الروس على أننا لا نريد أن يحرجوننا خلال المؤتمر وأن يتم فرض علينا قرارات أو جدول زمني لإنهاء عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيينquot;.

وبحسب quot;معاريفquot; فإن اسرائيل اشترطت خلال اتصالات مع مسؤولين روس في العام الماضي أن لا يشارك ممثلون عن حركة حماس في المؤتمر، وقد وافق الروس على ذلك، أما الشرط الثاني فكان أن لا تجري مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين أو السوريين خلال المؤتمر. وبرّر المسؤولون السياسيون الإسرائيليون الشرط الثاني بأن quot;المفاوضات مع الفلسطينيين ينبغي أن تجري بصورة مباشرة ولسنا مستعدين لإجراء مفاوضات بواسطة مؤتمر سلام دوليquot;. كذلك وضعت إسرائيل شرطا ثالثا يقضي بمشاركة الدول العربية quot;المعتدلةquot; في المؤتمر quot;من أجل منح شرعية عربية لعملية السلامquot;.

الجدير بالذكر أن التقارير الإسرائيلية أشارت في حينه الى أن امتناع إسرائيل عن إعلان موافقتها المشاركة في مؤتمر موسكو، جاء بعد تعرّضها لضغوط أميركية على خلفية الحرب بين روسيا وجورجيا. ورأى المسؤولون السياسيون الإسرائيليون أن عقد مؤتمر موسكو من شأنه أن يمنح روسيا موطئ قدم سياسي هام للغاية في عملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفين أن quot;روسيا هي دولة مركزية في المنطقة وعقد المؤتمر سيكون بمثابة خدمة نمنحها للروس لتحسين الحوار الهام للغاية بيننا وبين روسياquot;.