الفلسطينيون يعتمدون إستراتيجية التفاوض السورية

دمشق: كشفت مصادر قيادية فلسطينية واسعة الإطلاع لوكالة اكي الايطالية للانباء عن وجود اتفاق غير معلن بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية من جهة، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة ثانية، لإقامة ما يشبه quot;الكونفدرالية الفلسطينيةquot; في كل من قطاع غزة والضفة الغربية تقوم على مبدأ الحكومتين، وينتظر الطرفان الفرصة المناسبة لإعلان هذا الاتفاق.

وأوضحت المصادر من دمشق أن الكونفدرالية التي يتم بحثها بين فتح وحماس quot;تعتمد مبدأ حكومتين، واحدة في الضفة الغربية تابعة لفتح والسلطة الفلسطينية والثانية في قطاع غزة تابعة لحركة حماس، على أن يشرف على هاتين الحكومتين هيئة عليا للتنسيق بصيغة حكومة مركزيةquot; وفق قولها. وحسب تلك المصادر، فإن quot;دور هيئة التنسيق العليا يكمن في التنسيق بين الحكومتين لتعملان كحكومة واحدة، وهي صيغة تعتمد الأمر الواقع ووضعه في التداول كحل للخلافاتquot; على حد زعمها. وأكدت أن هذه الهيئة التنسيقية العليا quot;لن يكون لها صلاحيات واسعة وشديدة الإلزام، وأن دور الحكومتين سيقتصر على حل مشكلة إعادة الإعمار والتحضير للانتخابات، دون أن يكون لهما دور سياسي واضحquot; حسب تعبيرها.

وعن دور الفصائل الفلسطينية الأخرى كالجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وغيرهما، أكدت المصادر توقعها رفض هذه الفصائل لهذا المشروع لأنه quot;يستبعدها في واقع الأمر من المشاركة في تسيير شؤون البلادquot;، وأوضحت أن quot;محاولات عديدة ستبدأ لإقناع هذه الفصائل بهذا الحل ولإشراكها في هيئة التنسيق العليا على الأقلquot; وفق تأكيدها.

وأكد مسؤول قيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق رفض الجبهة quot;المطلقquot; لمثل هذا الحل، وقال quot;هذا تكريس للانقسام الفلسطيني وتأبيده، وإلغاء لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتثبيت للمحاصصة والانفصالية بين الفصيلين الرئيسيينquot;، وأضاف quot;هذا الحل هو هروب إلى الأمام لعجز جميع الأطراف عن مواجهة الخلافات وإيجاد حل لهاquot;. ورأى المصدر أن مثل هذا الحل quot;يلغي التوجه الدولي العام حول إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ويحوّل القضية إلى تقاسم للغنائم بين فتح وحماسquot; على حد قوله.

السلطة الفلسطينية تكشف عن معمل متفجّرات في مسجد بالضفة وحماس تعتبرها quot;فبركاتquot; إعلامية

من جانب أخر أعلن مسؤول أمني فلسطيني في الضفة الغربية عن اكتشاف معمل متفجّرات في أحد مساجد قلقيلية، فيما اعتبرت حركة حماس أن الموضوع quot;فبركاتquot; إعلامية تكشف عن مشروع للمسّ بالمقاومة واستباحة المساجد وبث الرعب في قلوب المواطنين. وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية العميد عدنان الضميري في مؤتمر صحافي اليوم، إنه تم quot;ضبط مختبر متفجرات في أحد مساجد قلقيلية مؤخراquot;، معتبراً أن القضية quot;ليست الأولى من نوعها، وأن بعض الأوساط التي تحاول المسّ بحالة الأمن والاستقرار الداخلي التي ينعم بها المواطنون نسبيا أكثر من ذي قبلquot;.

وقال الضميري quot;كان لدينا معلومات في الأيام الأخيرة، عن وجود نشاط غير شرعي في مسجد أبو أيوب الأنصاري في كفر سابا في قلقيلية، حيث كانت أجهزة الأمن تحاول جمع المعلومات عنهquot;. وقال إنه في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، حدث تماس كهربائي في المسجد، أدى إلى حدوث أضرار بالغة، وquot;قامت أجهزة الأمن والدفاع المدني بإخماد الحريق، والبحث عن أسبابه، فعثرنا في غرفة أسفل المسجد على مضبوطات، لها علاقة بتصنيع المتفجرات، وعبوة وزنها 17 كيلوغراماً معدة للتفجيرquot;.

وأشار الضميري إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الثامن أشخاص من المشتبه بهم في القضية، أدلوا باعترافات حول صلتهم بها، لافتا إلى أن التحقيق لا يزال متواصلاً. وقال المسؤول الأمني الفلسطيني إن المتورّطين بالقضية هم quot;مجموعة من المضللينquot;، مشيراً إلى ضرورة عدم استعمال المساجد لغايات غير إنسانية. من ناحيتها اعتبرت حماس أن تصريحات الضميري هي quot;توضيح لخطورة المهمة والدور الأمني الخطير الذي تؤديه قيادات هذه الأجهزة من تنسيق وتخابر مع العدو الصهيوني لضرب المقاومة وتصفيتها وتشويه مواقفها والنيل من سمعتهاquot;.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريح تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن تصريحات الضميري quot;فبركات إعلاميةquot; الهدف منها quot;تخويف الناس وبث الرعب في نفوسهم لإبعادهم عن المساجد ودور العبادة والمؤسسات والجمعيات وعزلهم عن ثقافتهم ودينهم وحقيقة قضيتهم وتبرير استباحة المساجد من قبل أجهزة أمن السلطة في الضفة وكذلك العدو الصهيونيquot;. وقال برهوم quot;نؤكد أن كل ذلك يكشف النقاب عن المشروع الحقيقي لقيادات هذه الأجهزة المبني على ضرب المقاومة واعتقال المقاومين والمجاهدين وإفساد المجتمع والنيل من جهاد ونضالات شعبنا وتعزيز حالة الفوضى والعنف والفلتان التي أُسست له هذه الأجهزةquot;.

وشدّد على أن هذه التصريحات quot;تكشف النقاب عن المهمة البوليسية التي تؤديها قيادات هذه الأجهزة في قمع الشعب الفلسطيني وحماية الاحتلال وسحب سلاح المقاومين واعتقالهم وإنكار وجودهم لتهيئة الأجواء للمستوطنين وجنود الاحتلال كي يباشروا بالانتقام من أهلنا في الخليل وقلقيلية والقدس بكل أريحية وكل اطمئنان وهذا هو قمة الانحدار الأخلاقي والوطني والأمني لهؤلاء المتصهينين والموتورينquot;.

واستغرب برهوم أن quot;تأتي هذه التصريحات وهذا التصعيد والاستهداف للمقاومين وأبناء حماس ورموزها وتصاعد وتيرة الاعتقال السياسي في ظل استمرار حوارات القاهرة (جلسات الحوار الفلسطيني) ووجود وفد 'فتح' في قطاع غزة ولقاءه مع حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، لتفكيك العقد الميدانية بما فيها ملف التصعيد الإعلامي والاعتقال السياسي لتهيئة الأجواء لحوارات فلسطينية ناجحةquot;. ودعا حركة فتح الى توضح موقفها quot;بكل وضوح وصراحةquot; بخصوص كل ما يجري، quot;فإما أن تجرّم هؤلاء وتنكر عليهم فعلتهم أو هم راضون بالكامل عما يجري من محاولات تعزيز الانقسام وإفساد جولات الحوار وتسميم الأجواءquot;.

في سياق آخر، خصصت منظمة التحرير الفلسطينية، الخميس المقبل، يوماً للدفاع عن القدس، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني كافة في شتى أماكن وجوده إلى تحرك شعبي واسع دفاعاً عن المدينة في وجه ما تتعرض له من quot;اعتداءاتquot; إسرائيلية.

وقالت في بيان لها اليوم إن quot;المنظمات الإسرائيلية المتطرفة تسعى إلى اقتحام باحات المسجد الأقصى الخميس المقبلquot;. داعية منظمة المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الاعتداءات المستمرة على القدس.