تل أبيب تدرس خطواتها السياسية
أسبوع ساخن في إسرائيل... ميتشل يريد إجابات
خلف خلف من رام الله:
تنشغل إسرائيل هذه الأيام في تدارس خطواتها السياسية حيال المرحلة المقبلة، لا سيما أنها بحاجة لتوفير إجابات وافية وشافية عن عدة قضايا، أهمها المفاوضات مع الفلسطينيين وكيفية أدارتها، وكذلك موضوع التصدي للملف النووي الإيراني، الذي بدأ يظهر تصدعات في الموقف الأميركي بخصوصه، وهو ما يربك قادة تل أبيب ويثير المخاوف في قلوبهم، ولهذه الملفات يضاف مؤتمر موسكو للسلام الذي تهربت إسرائيل العام الماضي من مسألة عقده، لكن على ما يبدو تصّر روسيا على تنفيذه خلال الشهور القليلة المقبلة، إذ يجري حاليًا نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف زيارة إلى تل أبيب بهدف الحصول على رد نهائي فيما يتعلق بمشاركتها في المؤتمر المذكور.
تقارير إسرائيلية عديدة تشير إلى أن تل أبيب بصدد المشاركة في المؤتمر بهدف تعزيز علاقاتها مع موسكو، ولكن هذه المشاركة ستكون مشروطة بعدة أمور، أولها ضرورة عدم حضور اي ممثلين عن حركة حماس، وكذلك عدم أجراء أي مفاوضات مفصلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال المؤتمر، أيضا التشديد على أن العملية السلمية بين إسرائيل والسلطة ثنائية ورفض تدويلها، ومشاركة الدول العربية المعتدلة لإعطاء العملية السلمية شرعية.
الأذاعة الإسرائيلية العامة نقلت عن مصادر مقربة من وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قولها إن مشاركة اسرائيل في مؤتمر موسكو المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام ليست مضمونة وهي منوطة باهداف المؤتمر والجهات المشاركة فيه. وأوضحت المصادر السياسية أنّ اسرائيل تصر على عدم فرض أي حلول سياسية عليها في إطار مؤتمر موسكو. واضافت أن وزير الخارجية يعارض أن يشكل المؤتمر استمرارًا لمؤتمرا انابوليس.
وبدورها قالت مصادر سياسية روسية إن المؤتمر في موسكو ياتي استمرارًا لمؤتمر انابلويس وأنّ الولايات المتحدة والدول العربية ستشارك فيه.
ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل يوم غد زيارة إلى إسرئيل والمنطقة، ولهذا الغرض أجرى المجلس الوزاري السياسي الإسرائيلي المصغر يوم أمس جلسة نسق خلالها المواقف والردود التي يتوجب إسماعها إلى المبعوث الأميركي، بخاصة أن التقدير تشير إلى أن الأخير ينوي الضغط على تل أبيب كي تستأنف المباحثات السلمية مع الفلسطينيين، وكذلك سيحثها على التخفيف من القيود المفروضة على الضفة الغربية، لا سيما عدد الحواجز العسكرية المنتشرة بين المدن الفلسطينية.
الاجتماع الإسرائيلي المصغر الذي شمل كل من رئيس الحكومة الجديد بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن إيهود باراك، بالإضافة لوزير الخارجية افيغدور ليبرمان، تركز بشكل اساسي على بلورة الموقف الإسرائيلي وطريقة عرضه على ميتشل، وقد نقلت صحيفة معاريف، عن مصادر سياسية قولها إن إسرائيل تولي أهمية خاصة لزيارة متشيل وتعتبرها زيارة هامة وترى أنه ينبغي الإعداد لها مسبقا بشكل جيد، ورغم أنها الزيارة الثالثة لمتشيل إلا أنها الأولى منذ تنصيب حكومة نتنياهو.
أما على المستوى العسكري، فتواصل واشنطن وتل أبيب عملهن المشترك، إذ أفادت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن البلدين سيجريان مناورة عسكرية مشتركة كبيرة، بل أنها منقطعة النظير، ستجري في إسرائيل، وتتضمن اختبار ثلاث منظومات دفاعية صاروخية، منها صاروخ حيتس الإسرائيلي المضاد للصواريخ، بالإضافة لصاروخين أميركيين مخصصان لاعتراض الصواريخ البالستية، الأول من طراز ثاد THAAD والثاني منظومة AEGIS الصاروخية المضادة للصواريخ التي يتم اطلاقها من السفن.
الصحيفة الإسرائيلية التي اوردت النبأ، نقلت عن مصادر إسرائيلية ايضاحها أن هدف المناورة هو التأسيس لبنية تحتية تسمح بعمل المنظومات الثلاث بصورة مشتركة، وذلك في حال قررت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تنفيذ هجوم ضد إيران على غرار الهجوم الذي حصل أبان حرب الخليج عام 1991.