طلال سلامة من روما: ولدت بربارة برلسكوني، ابنة رئيس الوزراء الحالي، الفارس سيلفيو برلسكوني، في 30 يوليو(تموز) من عام 1984 بمدينة quot;أرليسهايمquot; (Arlesheim) السويسرية. في العام الدراسي 2002-2003 حصلت الفارسة بربارة على شهادة البكالوريا(فرع الفلسفة) من معهد quot;كوليدجو فيلوريزي سان جوزيبيquot; الواقع بمدينة quot;مونزاquot; الواقعة في إقليم quot;لومباردياquot; شمال ايطاليا. وهي تتابع اليوم دراستها الجامعية، في كلية الفلسفة.

في شهر سبتمبر (أيلول) دخلت بربارة في شركة أباها الإعلامية لتضحي عضواً من أعضاء مجلس الإدارة في شركة quot;فيننفيستquot; (Fininvest) القابضة العملاقة. تتابع الفارسة بربارة القضايا الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وهي بصدد الانتهاء من كتابة أطروحتها الجامعية، للحصول على درجة بكالوريوس، تتعلق بشخصية الاقتصادي الهندي quot;أمارتيا سنquot; (Amartya Sen)، الذي حصل على جائزة نوبل وتعتبره التيارات اليسارية الراديكالية مصباحاً لها لا تستطيع من دونه رؤية النور.

أما عنوان أطروحتها، الذي يحمل معه طيات الحرية والديموقراطية، فهو quot;أمارتيا سن ومفهوم الحرياتquot;. يبلغ عمر الفارسة بربارة 25 عاماً، وهي غير متزوجة إنما رُزقت بصبي (يدعى أليساندرو) من رفيق الدرب quot;جورجو فالاغوتساquot; وهي بصدد الإنجاب للمرة الثانية، هذا العام. ولا تشعر بربارة، النشطة في كل الاتجاهات والتي تكتظ حيويتها بمشاريع لا تحصى ولا تعد، بضرورة تحويل العلاقة الحميمة التي تجمعها مع صديقها، منذ الطفولة، الى ورقة رسمية، هي الزواج.

علاوة على ذلك، وبرغم أسرتها التي تفرض عليها نمط حياة معين، منزلي، تتشوق بربارة الى إكمال دراستها الجامعية كي تملأ عينا وقلب الفارس برلسكوني بطاقة في العمل يحسدها الكثيرون عليها. وتتبنى بربارة الصعوبات الضخمة التي تمر بها الأمهات. فالمطلوب اليوم، من جميع الأمهات، تأسيس هوية حرفية، حتى تحت ضغوط الأسرة وكل ما ينجم عنها من تعقيدات على حياتهن الاجتماعية. وإلا، فان الأمهات قد يواجهن فراغاً مفاجئاً في حياتهن، منذ أن يبدأ أطفالهن النمو، ليصبحن أسيرات منازلهن.

مما لا شك فيه أن غريزة الفارس برلسكوني وخبراته الواسعة كانت هبة وراثية تعتبر المحرك الطاقوي اليومي لابنته بربارة. فسيناريوهات الأزمات، المالية والسياسية وغيرها، تجعل موقف بربارة مماثلاً لأباها. قبل كل شيء، ثمة خط تفاؤل يوحد الأب وابنته.

فالأزمة المالية الحالية، على سبيل المثال، قد تختلق ما هو مفيد للمجتمع الإيطالي. في المقام الأول، ينبغي إسكات الأنانية الشخصية، المتفشية جداً خاصة في الأنسجة السياسية والصناعية هنا، واستبدالها بروح التضامن. فما نفع الأناني في المجتمع ان كان محاطاً، من جميع الجهات، بأناس يعيشون أوضاعاً اجتماعية ومالية رديئة وما هي خطة الإنقاذ quot;الأنانيةquot; بحقهم؟ بدلاً من التفكير، على نحو quot;مصغٌرquot;، تجمع بربارة بسيلفيو برلسكوني ميزة التفكير، كما نابوليون بونابارت، بشكل لا يُعلى عليه شرط أن تكون الخطط الفكرية منصبة في فوائد ومصالح الشعب الإيطالي، وليس العكس.

الى جانب تمسكها بأسلوب حوار ديموقراطي، لتخطي جميع المشاكل العالقة، تؤمن بربارة برلسكوني بأن التقدم في كل شيء، حتى في قطاعي الإصلاحات السياسية والاستثمارات غير الخطرة على جميع الأصعدة، مفتاح الدفاع عن كل شيء يرتكز عليه مجتمعنا المتحضر.

كما أن المدرسة، منذ الطفولة لغاية سن المراهقة، لها دوراً جوهرياً في التكوين الذاتي بفضل نجاح العلاقة بين المعلمين، المرجع المدرسي الأساسي، والطلاب. وطالما كان المتعلمين والمعلمين(كما والدها)، بنظر بربارة، سلاحاً فردياً تفتخر به المجتمعات!