الكلمة الأخيرة للكرملين:
إيران واسرائيل تتنافسان على تعزيز النفوذ في روسيا

فالح الحمراني من موسكو: تعكس الخطابات التي تنطلق من ايران واسرئيل في الاونة الاخيرة من أعلى المستويات على رغبة طهران وتل ابيب التقارب اكثر لموسكو ونيل ودها كشريك. وبات كل طرف يعرض ما لديه من افضليات لروسيا لاقناعها بانه الشريك والحليف الامين لها لدعم مصالحها واهدافها المرجوة في المنطقة.

ايران تنطلق من لها الموقع الجيو سياسي والنفوذ في اسيا الوسطى وجنوب القوقاز المنطقة الحيوية لروسية ، وكونها سوق واعدة للطاقة النووية وغير النووية واستيراد السلاح بكميات كبيرة، وانها وممر استراتيجي للتجارة العالمية للوصول للمياه الدافئة ودول الخليج العربية والهند وتجاور احد اخطر مناطق التوتر في العالم : افغانستان والعراق وتمسك بيدها ببعض خيوط quot; اللعبة quot; هناك، ولها ايضا نفوذ في العالم الاسلامي.

واضفت تل ابيب على خطابها الموجهة لروسيا نبرة ومفردات جديدة، لاغراء الكرملين بان يغير وجهته نحو الدولة العبرية لانها قادرة ، حسب الخطاب الاسرائيلي، على ان تقدم موسكو الكثير من الخدمات وتعزز مواقعها في منطقة الشرق الاوسط وتجعلها لاعبا مؤثرا في قضاياه الشائكة، والاهم من كل ذلك فان اسرائيل يمكن ان تتعاون مع روسيا في مجال التكنولوجيات المتطورة جدا التي روسيا بامس الحاجة لها، والدخول معها في مشاريع تطوير انواع من الاسلحة المعدات الالكترونية وتسويقها في بلدان ثالثة، وان توظف اللوبي quot; العبريquot; في عواصم الغرب وخاصة في الولايات المتحدة للدفاع عن المصالح الروسية وتحسين اجواء العلاقات معها.

الآمال على ليبرمان

وضمن هذا السباق قال وزير الدفاع لايراني مصطفى نجار quot; ان العلاقات بين ايران وروسيا عميقة وواسعة وان اسرائيل عاجزة عن انتهاكهاquot;. وقال في حديث نشرته وكالة انباء فارس الجمعة الماضية انه quot; ورغم ان اسرائيل تبذل جهودا دبلوماسية وحملة دعائية لتدمير العلاقات الايرانية ـ الروسية، وخاصة التعاون العسكري، فان العلاقات بين ايران وروسيا مازالت عميقة وواسعةquot;quot;. منوها بالاستثمارات الروسية بمحطة بوشهر الكهروذرية والى عقود السلاح الكبرى التي من بينها صواريخ تور وعقدا مجمدا بشان نظام اس ـ 300 المضاد للاهداف الجوية المتطور.

واعتبرت اسرائيل ان تراجع روسيا عن تصدير نظام اس ـ 300 لإيران هو بمثابة اشارة لتل ابيب لتطوير العلاقات باسرائيل وتحسين العلاقات باميركا. واضفت اسرائيل بعدا جديدا بتعاونها مع روسيا، حيث وافقت على بيع موسكو دفعة من الطائرات من غير طيار. وقال محللون ان هذه الصفقة ستكون فاتحة لعقود سلاح اخرى.

ويرى بعض المراقبين الروس وجود فرصة امام الكرملين للاستفادة من اشغال افيحدور ليبرمان وزارة الخارجية الاسرائيلية كونه متحدثا بالروسية وممثلا لقطاع واسع من المستوطنيين الناطقية بالروسية يمكن التفاهم معه ليصبح حليفا موثوقا به، اذا ما تمكنت موسكو ادارة اللعبة معه باتقان.ويلفت المراقبون ايضا الى اتساع نشاط رجال الاعمال والشركات الاسرائيلية في السوق الروسية بما في ذلك في قطاعات الزراعة والاستثمار والنفط والغاز.

ان المبارات الايرانية لخطب ود موسكو، تفتح امام الكرملين خيارات واسعة وفرص واعدة للافادة من الطرفين، ولكن من المستبعد ان تفصح موسكو عن ميولها، لانها ستظل تتعامل مع الطرفين باتقان وحذر وفق ما تمليه عليها مصالحها الوطنية، وستتجاوب مع هذا الطرف او ذاك من هذا المنطلق، ولم يبق امام طهران وتل ابيب الا تقديم المزيد من الاغراءات لموسكو والبرهنة على انها منافع فعلية وليست مجرد كلام ووعود عسلية.