تل أبيب: ذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; اليوم الثلاثاء أن إسرائيل ضالعة في حملة سرية غايتها إعادة لاجئين في إسرائيل من إقليم دارفور إلى السودان على الرغم من أن عودتهم قد تؤدي إلى مواجهتهم عقوبة الإعدام في بلادهم. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الحملة تنفذها ما يسمى بـquot;السفارة المسيحيةquot; وهي منظمة تمثل مسيحيين من أنحاء العالم وتنشط في القدس لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية ضالعة في الحملة السرية لإعادة لاجئي دارفور إلى السودان.

وكانت مندوبة quot;السفارة المسيحيةquot; في القدس رافقت الأسبوع الماضي عشرة أشخاص من جنوب السودان في رحلتهم الجوية من إسرائيل إلى دولة أفريقية ومنها إلى جنوب السودان الذي تم الإعلان عنه مؤخرا على أنه إقليم يتمتع بحكم ذاتي. ويشار إلى أنه وفقا لمعطيات quot;مركز مساعدة العمال الأجانبquot; في إسرائيل، فإنه منذ العام 2006 وصل إسرائيل 17 ألف لاجئ من دول أفريقية بينهم 5 آلاف من السودان وغالبيتهم العظمى هم مسيحيون من إقليم دارفور السوداني المضطرب.

ورغم أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تدعي أن كل واحد من المواطنين السودانيين الذين تتم إعادتهم إلى موطنهم يفعلون ذلك طواعية، إلا أن تحقيق هآرتس أظهر أن نشاط quot;السفارة المسيحيةquot; يجري بمعرفة وزارة الخارجية وبتشجيع منها وبمعرفة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وهي الجهة المسؤولة عن المتسللين الأجانب الذين يطالبون بالحصول على لجوء في إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في مفوضية اللاجئين قولها إن كل واحد من اللاجئين السودانيين الذين تتم إعادتهم إلى موطنهم عبر عن رغبته بالعودة إلى بلاده. كذلك أقرت مصادر في الخارجية الإسرائيلية بأن إسرائيل ضالعة في إعادة اللاجئين إلى السودان، لكنهم أشاروا على أنه بسبب اعتبار إسرائيل السودان quot;دولة عدوquot; فإنه يجري تنفيذ الحملة بواسطة جهة خاصة في إشارة إلى منظمة quot;السفارة المسيحيةquot;.

لكن الصحيفة نقلت عن أحد قادة مجموعة اللاجئين السودانيين في إسرائيل قوله إنه quot;مندوبة السفارة المسيحية تتوجه إلى اللاجئين وخصوصا أولئك الذين يتقنون اللغة الانجليزية وبالكاد يفهمون ماذا تريد منهم وتبلغهم بأنه في إسرائيل يكرهونهم وأنه ليس لنا مستقبلا هنا وتدفعهم إلى التوقيع على نماذج وتعدهم بتأهيل مهني أو للدراسة في المستقبل وذلك بشرط أن يعودوا إلى السودانquot;. وأضاف أنه quot;في الواقع لا يجري تأهيل مهني من أي نوع ولا أحد يعرف ماذا ينتظرنا إذا عدنا إلى هناك وهي تعمل فقط على الحصول على تبرعات لصالح منظمتهاquot;.

ولفتت quot;هآرتسquot; إلى أن القانون السوداني يقضي بإعدام كل مواطن مكث في إسرائيل وفي حال معرفة السلطات السودانية بأن هؤلاء اللاجئين العائدين تواجدوا في الدولة العبرية فإن حياتهم ستكون معرضة للخطر، الأمر الذي يتنافى مع القانون الإنساني الدولي.