عامر الحنتولي من الكويت: في مساع لا يعرف بعد عما إذا كان سيكتب لها النجاح أم لا أفتت مراجع قبلية كويتية أمس بإبرام تحالفات قبلية في الدوائر الإنتخابية الخمس، وذلك قبل أقل من أسبوعين لإنتخاب برلمان كويتي جديد تتوقع الغالبية ألا يزيد حجم التغيير فيه عن المجالس السابقة أكثر من 35% مع عودة أغلب الوجوه السياسية التي قيل عنها خلال المرحلة الماضية أنها تحترف صنع الأزمات السياسية مع الحكومة الكويتية المستقيلة برئاسة الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي آثر أن يظل بعيدا عن الساحة السياسية طيلة فترة التحضيرات لإجراء الإنتخابات، إذ يقضي فترة نقاهة في العاصمة السويسرية جنيف، بعد أن أجرى عملية جراحية في مارس آذار الماضي في الولايات المتحدة الأميركية.

وتهدف التحالفات القبلية المبرمة بكثرة حتى الآن- وهي ظاهرة جديدة بتلك الكثافة- الى انقاذ حظوظ مرشحي القبائل بالظفر بمقاعد في مجلس الأمة الكويتي الجديد وسط مؤشرات متنامية بأن القبائل الكويتية لم تستطع أن تقضي على خلافات أجنحتها التي استفحلت على اثر الإنتخابات الفرعية لتلك القبائل، وأن شرائح واسعة من تلك القبائل لم تكن راضية تماما عما أفرزته تلك الإنتخابات التي تأتي مخالفة للقوانين الكويتية ومجرمة قطعيا، إلا أنها جرت هذا العام دون صدامات مع الأجهزة الأمنية التي اكتفت بمراقبة تلك المخالفات وأحالتها الى جهاز النيابة العامة الذي بدأ منذ أسبوع في استدعاء منظمي تلك الإنتخابات وأبرز المشاركين فيها، وهو الأمر الذي يترك الخارطة الإنتخابية في الدائرتين الرابعة والخامسة ndash; أكبر تواجد قبلي- مجهولة تماما وبلا أي معايير يمكن القياس بشأنها في توقعات الفوز أو الخسارة.

وشكلت نتائج الانتخابات القبلية مؤشراً على تغيير كبير مقبل في الدائرتين الانتخابيتين الرابعة والخامسة حيث الثقل الأكبر للقبائل، وجاءت اختيارات القبائل لمرشحي laquo;الخدماتraquo; ذوي العلاقة الأفضل مع الحكومة، ويصل حجم التغيير الذي أظهرته الانتخـــابات القبلية وكأن بعض القبائل قامت بانقلاب كامل على نوابها السابقين، ومع ذلك فإن من المتوقع ان تعيد القبائل الثقة في نوابها الأعلى صوتاً في المعارضة البرلمانية مثل مسلم البراك ومحمد هايف وضيف الله بورمية والثلاثة من قبيلة laquo;مطيرraquo; ويرفضون الدخول في الانتخابات القبلية.

ومن أبرز التحالفات القبلية حتى الآن هو التحالف القبلي في الدائرة الخامسة، إذ أعلن قبل نحو أسبوعين رسميا عن تحالف يضم كلا من فهد عياد المطيري، وسعدون حماد العتيبي، ودليهي الهاجري، وطلال الجلال السهلي.

ويذكر أن هذا التحالف تم الاتفاق عليه لمواجهة قبيلتا العجمان والعوازم، اللتان تمتلكان أكبر عدد من الأصوات. وترى أوساط شعبية أن هذا التحالف قد يقوّض حظوظ وفرص نجاح المرشحين من قبائل العجمان والعوازم.

في موضوع آخر تتقدم المرشحة المستقلة أسيل العوضي بثبات نحو الفوز بمقعد عن الدائرة الثالثة في الإنتخابات المقبلة، إذ كانت العوضي في انتخابات العام الماضي قاب قوسين من الفوز لتكون أول إمرأة عضوة في مجلس الأمة الكويتي، إلا أنها خسرت بفارق ضئيل وحصلت على المركز الحادي عشر في الدائرة الثالثة، إلا أن مرشحين في الدائرة الثالثة يخشون من انتصار ساحق للمرشحة العوضي، إذ تحظى بدعم الليبراليين، فيما يعتبرها البعض أنها ستفوز لا محالة.