توقعات إعلان إسرائيل الإنسحاب من شمال قرية الغجر اللبنانية هذا الأسبوع
عودة السفير الأميركي إلى دمشق قريبا

إيناس مريح من حيفا: أبرز ما تناولته الصحف الإسرائيلية لهذا اليوم كان التصريحات التي أدلى بها مصدر سياسي إسرائيلي مقرب من رئيس الحكومة بن يمين نتانياهو وفقا لصحيفة هآرتس والتي تشير الى توقعات بأن نتانياهو سيعلن هذا الأسبوع عن استعداد إسرائيل للانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر الحدودية مع لبنان وسوريا ونقل السلطة عليها للقوات التابعة للأمم المتحدة quot;يونفيلquot;.

ووفقا لتصريحات المصدر نفسه كتبت صحيفة هآرتس بأن السبب من وراء تخطيط إسرائيل الانسحاب من شمال قرية الغجر هو الضغط الأميركي المتواصل على إسرائيل، كما ستكون الخطوة بمثابة بادرة حسن نية اتجاه حكومة فؤاد السنيورة بمناسبة الانتخابات النيابية التي ستجرى في مطلع شهر يونيو/ حزيران المقبل. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله بأن قضية الغجر تحتل مكانا هاما في أوليات نتانياهو ، بسبب الموقف الأميركي، وأيضا بسبب اقتراب الانتخابات النيابية اللبنانية.

أما عن تاريخ الانسحاب الإسرائيلي فأوضح المصدر نفسه للصحيفة بأن الانسحاب لن ينفذ قبل الانتخابات اللبنانية بسبب التقديرات التي تشير إلى أنه من المتوقع أن يقوم المواطنون الإسرائيليون بتقديم التماسات قضائية لمحكمة العدل العليا في إسرائيل ضد القرار . هذا إلى جانب رغبة نتانياهو في الإعلان عن هذه الخطوة من أجل تعزيز الجهات المعتدلة في لبنان، قبل سفره للولايات المتحدة هذا الشهر.

وذكرت الصحيفة بأنه من المتوقع أن يجري المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (نتانياهو ليبرمان باراك) مداولات في الموضوع في جلسته هذا الأسبوع، والتي من المحتمل أن تعقد يوم الأربعاء، وإصدار في ختام الجلسة بيان حول استعداد الحكومة الانسحاب من شمالي الغجر، وفقا لقرار مجلس الأمن 1701، ووفقا لترتيبات أمنية ومدنية بدأت المفاوضات حولها مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2008.

وأجرت المنظومة الأمنية مؤخرا عدة مداولات حول الموضوع، ولكن لم تبلور كما يبدو توصيات في هذا الشأن، للجهات العسكرية المهنية في الجيش الإسرائيلي. وأفادت الصحيفة بأنه الجيش الإسرائيلي يريد التسهيل في مسألة الدفاع عن إسرائيل من خلال منطقة الغجر، والتي تعتبر مركز تهريب وإدخال السموم بل كذلك إدخال السموم، ويدرك كذلك الجيش الإسرائيلي بأن انسحاب إسرائيلي من ارض الغجر سيخلف وراءه مواطنين إسرائيليين تحت الحكم اللبناني.

إسرائيل تبحث عن صيغة قرار لا تبرز النصر لحزب الله

وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل قد بحث قبل أسبوعين وخلال زيارته لتل أبيب الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين، نتانياهو ليبرمان وباراك، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الغجر، وفقا للصحيفة. وتقول ذات المصادر أن الإدارة الأميركية تضغط على إسرائيل في هذا الشأن وتعتبر أن الحديث لا يدور عن بادرة حسنة بل عن تطبيق قرار 1701 من أجل تعزيز المعسكر المعتدل في لبنان.

وأشار المصدر إلى أن قضية الغجر تتواجد في أعلى سلم أولويات نتانياهو، بسبب الموقف الأميركي وكذلك بسبب اقتراب انتخابات لبنان البرلمانية، فالجميع يقظ للجدول الزمني، قال المصدر. quot;لهذا الاهتمام ألمبدأي من قبل إسرائيل ومن ثم التنفيذ العملي لن يطولاquot;.

وقد أجرى نتانياهو استشارة في موضوع الغجر على هامش المجلس الأمني الحكومي المصغر مع وزير الأمن إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وعلى ما يبدو فإن الاثنان لا يعارضان فكرة الانسحاب، وأعربا عن موقفهما الذي يؤكد بأنهما يتفهمان أهمية الإعلان عن الانسحاب من قرية الغجر. وقال ديبلوماسي غربي ضالع في الموضوع إن باراك ونتانياهو معنيان بحل القضية بأسرع وقت. وأن نتنياهو معني باتخاذ قرار قبل سفره لواشنطن، ليظهر لأوباما انه يستطيع تحمل المسؤولية وبمثابة رسالة للرئيس الأميركي.

وقال المصدر وفقا لهآرتس بأنه سيتم طرح الاقتراحات القائمة في جهاز الأمن وفي وزارة الخارجية، وبأن الترتيبات المطروحة للانسحاب هي اقتراحات قائد القوات الدولية في جنوب لبنان quot;كلوديو غراتسيانو، وأن تلك المقترحات خضعت للمفاوضات في الأشهر الأخيرة. وسيصوت quot;الكبينيتquot; المجلس الوزاري على تبني مقترحات ممثل الأمم المتحدة أو تقديم مقترح بديل للانسحاب.

إلا أن ثمة جدل قائم في كيفية عرض وتنفيذ قرار الانسحاب، حتى تدعم بعض الجهات المعتدلة في لبنان، وأشار المصدر بأنه سيتخذ القرار هذا الأسبوع. ويوضح المصدر أن إسرائيل معنية بتوقيع اتفاق مع لبنان برعاية الأمم المتحدة لكي لا يعتبر الأمر إنجازا لحزب الله.

في المقابل ترى أوساط في وزارة الخارجية وفي الجيش أنه لن يكون تأثير للانسحاب الإسرائيلي من قرية الغجر على الانتخابات اللبنانية. ويتساءل مصدر امني في القدس متطلع على المسألة: ماذ سيحصل إذا قمنا بإقرار الانسحاب وفاز حزب الله في الانتخابات النيابية؟quot;.

تقع قرية الغجر على الحدود الإسرائيلية السورية اللبنانية، وكانت قد ضمتها إسرائيل عام 1981 لباقي أجزاء الجولان المحتل عام 1967. وقالت الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 أن الحدود بين لبنان وسوريا(المناطق المحتلة) تقسم البلدة إلى قسمين. ويطالب قرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية إسرائيل بالانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر.

تخوفات إسرائيلية بسبب تقرب واشنطن من دمشق

كتبت يديعوت أحرنوت بأن تحسن العلاقات السورية الأميركية قد تتسبب في تجميد مشروع النووي الإيراني، ولتجديد مفاوضات السلام الإسرائيلية السورية، والخطوة الأميركية القادمة هي إلغاء العقوبات الأميركية وفتح السفارة الاميركية في دمشق من جديد.

وتأتي فكرة إعادة السفير الأميركي الى دمشق بعد التطورات الإيجابية في العلاقات الأميركية السورية، وعلى ضوء نتائج المحادثات التي دارت بين السفير السوري في واشنطن وبين مساعد سكرتارية الولايات المتحدة جيفري فيلتمان.