قراءة في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم
هآرتس تحذر نتنياهو من خداع أوباما وميل نحو خيار الحكم الذاتي

غلاف صحيفة يدعوت أحرنوت الصادرة اليوم

نضال وتد من تل أبيب: سيطر لقاء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على إهتمام الصحافة الإسرائيلية، التي أفردت مساحات بارزة لمناقشة مجمل أبعاد العلاقات الإسرائيلية الأميركية وإحتمالات الصداع بين إدارة أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتطرقت الصحف الإسرائيلية في هذا السياق إلى الحل الذي يقترحه نتنياهو والمتمثل بالعودة إلى خطاب الحكم الذاتي للفلسطينيين في quot;يهودا والسامرةquot;، مع إبراز التحول الرئيس في الموقف الأميركي من ملف الذرة الإسرائيلي ومطالبة الولايات المتحدة لإسرائيل بالتوقيع على معاهدة منع إنتشار أسلحة الدمار الشامل.

هآرتس: بيبي لا تخدع أبوباما

وإختارت صحيفة هآرتس، أن تضع افتتاحية لتحذير رئيس الحكومة الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو من مغبة خداع الرئيس الأميركي. وكتبت الصحيفة تقول: quot;في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الحكومة، بينيامين نتنياهو للسفر للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوجه البيت الأبيض رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل تتضمن التوقعات الأميركية منها. فقد قال رئيس طاقم البيت الأبيض، رام عيمانويل في خطابه أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن quot;إيباكquot;: quot;هذه هي لحظة الحقيقة لإسرائيل. الولايات المتحدة ملتزمة بمبدأ الدولتين لشعبين. هذا هو الحل الوحيد وعلى كافة الأطراف أن يفوا بالتزاماتهم، مهما كانت صعبةquot; وقد دُعمت أقواله برسائل مشابهة من قبل وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ومن مستشار الأمن القومي، الجنرال جيم جونس، الذي قال إن الموضوع الفلسطيني موجود quot;في سلم الأولوياتquot;.

الإدارة الأميركية تلمح لنتنياهو بأن عليه أن يعرض على أوباما خطة جادة للتسوية السلمية، على أساس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل- ويحسن به ألا يضيع وقت الرئيس الثمين على محاولات بائسة للالتفاف على quot;حل دولتان لشعبينquot;، المقبول على المجتمع الدولي، أو أن يضع العراقيل والشروط المسبقة للمفاوضات. يضع نتنياهو على سلم أولوياته اليوم، معالجة أمر إيران، والإدارة الأميركية توضح له أن بناء جبهة لمواجهة الخطر الإيراني متعلق بالتقدم على المسار الفلسطينيquot;.

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها قائلة: quot;إن على نتنياهو أن يصغي لرسالة أوباما، وأن يعتبرها فرصة لدفع المسيرة السلمية بمساعدة رئيس أميركي نشط ومشارك، يتمتع بقوة وتأثير سياسيين. وبدلا من أن يصل إلى واشنطن كرافض للسلام، يحاول إحباط سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، فإن عليه أن يبحث عن مسارات للتعاون والتفاهم مع أوباماquot;.

quot;على نتنياهو أن ينتهز الفرصة ويعمل لتحقيق السلام مع الفلسطينيين حتى يحقق حلمه بدخول التاريخ (على حد قول الرئيس بيرس). سيكون على نتنياهو أن يجازف سياسيا، ولكن إذا واصل التهرب والبحث عن الذرائع، لكي يحافظ على شركائه في الائتلاف سيتذكره التاريخ كمن أضاع وقتا فارغا من أي مضمون في الحكم.quot;

معاريف: الولايات المتحدة تضغط

اختارت صحيفة معاريف أن تتناول زيارة بيرس ولقائه بأوباما، في سياق العملية السياسية، وتصريح نائب الرئيس الأميركي، الذي دعا إسرائيل إلى وقف لبناء في المستوطنات والاعتراف بمبدأ الدولتين. وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة بدأت تفقد صبرها، فبعد تصريحات كلينتون وميتشيل فقد وجه أمس، نائب الرئيس الأميركي جو بايدين أيضا رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل، وقال بايدين من على خشبة مؤتمر اللوبي الإسرائيلي: على إسرائيل أن تعمل باتجاه حل الدولتين، وعدم البناء في المستوطنات، وتفكيك البؤر الاستيطانية ومنح الفلسطينيين حرية الحركة.

واعتبر المحلل السياسي للصحيفة، بن كاسبيت في مقالة خاصة تحت عنوان quot;قبل أن تتحول قطرات المطر إلى طوفانquot;: سيدرك نتنياهو في وقت ما أنه ليس أمام تساقط عفوي لقطرات من المطر، وإنما أمطار غزيرة، فالإدارة الأميركية غاضبة وفاقدة للصبر، الأصدقاء في الولايات المتحدة لا يطيقون الصبر وانتظار وصول رئيس الحكومة الجديد لإسرائيل إلى الولايات المتحدة في زيارته الأولى، وهم يوجهون إشارات عصبية، يوميا، بوتيرة آخذة بالارتفاع وفي لهجة تشتد يومًا بعد يومquot;.

ويرى بن كاسبيت أنه عندما يطالب نائب الرئيس الأميركي إسرائيل بإزالة المستوطنان من على منبر اللوبي الإسرائيلي فإن ذلك دليل على وجود مشكلة، من هنا كانت زيارة بيرس لهم في محلها، لكن المشكلة تكمن في أن بيرس يقول ويعمل عادة ما يريد، هذه هي مشكلة من في سنه، وبالتالي فإن نتنياهو لا يعرف بعد ما إذا كان بيرس قد أفاده أو أضر بهquot;. إلى ذلك أبرزت معاريف تحت عنوان: quot;الأمم المتحدة تتراجعquot; تصريحات بان كي مون بأن تقرير المنظمة الدولية حول عملية الرصاص المصبوب quot;ليس ملزمًا قانونيًا، وأنه لن تشكل لجنة تحقيق إضافية ضد إسرائيل. وقالت الصحيفة إن الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية، يوسي ليفي اعتبر تصريحات بان كي مون quot;إنجازًا أخلاقيًا كبيرًا للأمم المتحدة ولإسرائيل، وأن بان كي مون أعطى التقرير سياقه السياسي والأخلاقي الذي غاب عنهquot;.

الهروب إلى الكهوف

وكشفت الصحيفة في تحقيق خاص لها أن عناصر اليمين المتطرف في صفوف المستوطنين الذين يطلق عليهم في إسرائيل لقب quot;شبان التلالquot; نسبة إلى التظاهرات التي قاموا بها إبان حكم رابين على تلال الضفة الغربية لاستيطانها، قد انتقلوا مؤخرا إلى استيطان الكهوف في جبال الضفة الغربية، حيث أقامت مجموعة منهم مستوطنة داخل الكهوف جنوبي مستوطنة كدوميم. وقال أحد هؤلاء الشبان لمراسل الصحيفة إن لجوءهم إلى استيطان الكهوف هو لكون هذه الكهوف طبيعية، ولا يمكن لسلطات الجيش هدمها أو إزالتها، ولا حتى الوصول إليهاquot;. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الشبان ينتمون للحركة الشبابية التي تقودها المستوطنة المتطرفة دانيلا فايس والحاخام موشيه ليفنجر الذي يعتبر أحد القادة الروحانيين لمستوطني الخليل.

يديعوت أحرونوت: تحول دراماتيكي في الموقف الأميركي من سياسة إسرائيل النووية

صحيفة يديعوت أحرونوت اختارت من جانبها أن تتطرق إلى مطالبة الولايات المتحدة إسرائيل بالتوقيع على معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل إلى جانب الباكستان وكوريا الشمالية. ووصفت الصحيفة هذا المطلب بأنه تحول دراماتيكي في موقف الولايات المتحدة التي تعاونت على مر السنين مع سياسة الغموض الإسرائيلية بشأن القدرة النووية الإسرائيلية وحقيقة أهداف المفاعل الذري في ديمونا. وقالت الصحيفة إن السياسة الإسرائيلية في هذا السياق وعدم التوقيع على المعاهدة الدولية كان من أجل منح إسرائيل خيارا عسكريا نوويا.

حكم ذاتي للفلسطينيين

إلى ذلك أبرزت الصحيفة أن نتنياهو سيعرض على الفلسطينيين حكما ذاتيا. وقالت الصحيفة في هذا السياق إنه في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل من أجل الاعتراف بمبدأ الدولتين، فإن نتنياهو يملك خطة مغايرة تعتمد على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا في quot;يهودا والسامرةquot;. وقالت الصحيفة إن خطة نتنياهو تستند على الافتراض بأن حل الدولتين هو حل لا يمكن تطبيقه، وأنه سيعرض على الفلسطينيين حكما ذاتيا يتطور إلى تشكيل كيان فلسطيني تحدد طبيعته السياسية والسيادية فيما بعد.

وأشارت الصحيفة إلى المسارات الثلاثة التي يقترحها نتنياهو وهي المسار السياسي ( الحكم الذاتي)، والمسار الاقتصادي الذي يعتمد على بناء اقتصاد فلسطيني قوي بمساعدة المجتمع الدولي، والمسار الأمني الذي يتمثل بالأساس بتعزيز قوة السلطة الفلسطينية وتأهيل وحدات أمنية قادرة على فرض القانون والنظام في المدن الفلسطينية التي ستنسحب منها إسرائيل.

وقالت الصحيفة في خبر آخر إن المستشار السياسي لنتنياهو عوزي أراد قام مؤخرا بزيارة سرية للقاهرة التقى خلالها بمسئولي الرئاسة المصرية، والوزير عمر سليمان، وذلك للتمهيد للقاء المرتقب الأسبوع القادم بين نتنياهو ومبارك في شرم الشيخ. ونقلت الصحيفة أن نتنياهو حاول جس النبض في الجانب الفلسطيني لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل سفره إلى واشنطن إلا أن الجانب الفلسطيني رفض عقد مثل هذا اللقاء.