بغداد: أعرب قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أودييرنو عن ثقته في قدرة العراق على إقامة علاقات وثيقة مع جيرانه تقوم على الإحترام المتبادل. وقال أودييرنو في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون إن الوضع الأمني يتحسن في العراق لكن التدخل الخارجي فيه مستمر. quot;لا نزال نرى دلائل على أن إيران مستمرة في تدريب أتباع لها في العراق وتمويلهم وتسليحهم، للقيام بأنشطة تخريبية فيه.quot; أضاف اودييرنو أن العراق ينتظر من جارته معاملة أفضل quot;رغم أن التدخل الإيراني قد خف بعض الشيء، فهو ليس ما يجب أن ينتظره العراق من دولة جارة.quot;

كذلك أشار اودييرنو إلى استمرار تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق من سوريا. quot;كذلك يستمر عدد من المقاتلين الأجانب في التسلل عبر سوريا. ومع أن العدد انخفض فإن على سوريا مسؤولية تحسين وضعها مع العراق وضمان عدم تسلل المسلحين من أراضيها إليه.quot; وشدد اودييرنو على أن العراق ينتظر من جيرانه أن يحترموا إرادة شعبه في الهدوء والأمن والازدهار.

الالتزام بسحب القوات في موعدها

هذا وأكدت قيادة الجيش الأميركي في العراق أنها ملتزمة بموعد سحب قواتها من جميع المدن العراقية في الموعد الذي تحدده الاتفاقية الأمنية التي اتفقت عليها واشنطن مع بغداد، أي بحلول نهاية يونيو حزيران المقبل.

وقال الجنرال اودييرنو إنه رغم ارتفاع عدد العمليات الانتحارية في الآونة الأخيرة، فسيتم سحب القوات في الموعد المحدد، وأضاف اودييرنو في مؤتمر صحافي عقده في مقر البنتاغون: quot;نواصل إنسحابنا وتسليم المسؤولية للقوات العراقية، كما أننا ماضون في تنفيذ الاتفاقية الأمنية، وقد أغلقنا أكثر من 50 منشأة في العراق، وسلمنا المهام الأمنية في المنطقة الخضراء إلى الحكومة العراقية، وكذلك القصر الجمهوري الذي كان يؤوي سفارتنا.quot;

إشعال النزاع الطائفي

وقلل اودييرنو من شأن العمليات التي يشنها المتطرفون وقال إنها تهدف إلى إعادة إشعال النزاع الطائفي وخلق الرعب، مشيدا بوعي العراقيين. وأعرب الجنرال اودييرنو عن أمله في أن يرى الدولة العراقية تنجح في تنظيم الانتخابات العامة مطلع العام المقبل. وقال إن النجاح في تنظيم هذه الانتخابات والنتائج التي ستسفر عنها وشكل الحكومة العراقية المقبلة ستكون عوامل مهمة في تحديد المستقبل الذي يتجه إليه العراق.

من جهته، حذر أمير عشائر الدليم والقيادي في مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ علي حاتم من حدوث كارثة أمنية في العراق بسبب أزمة الثقة بين الحكومة الاتحادية والصحوات. وقال حاتم في تصريح صحافي إن قرار الحكومة بضم الصحوات إلى القوات الأمنية والوظائف المدنية لم يكن سهل التطبيق، مطالبا بعدم تشكيل قوات أمنية مناطقية في بغداد من عناصر الصحوة.

وأشار الشيخ حاتم إلى أن الحكومة هي التي فسحت المجال أمام القيادات البعثية في الخارج لاستعطاف أطراف وجهات في الداخل تعمل مع الصحوات بعدما اخفق مشروع المصالحة الأخير في ضم الأطراف المعترضة، معتبرا أن القضية تتعلق بصراع بين نظامين وأن احتوائها يحتاج إلى جهد أكبر ومصالحة حقيقية.