القدس: أصبح بنديكتوس السادس عشر اليوم الثلاثاء أول بابا يدخل مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وكان في استقبال البابا عند مدخل المسجد مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين. ودعا البابا في خطاب في الحرم القدسي الى تجاوز نزاعات الماضي وفتح الطريق لحوار quot;جادquot; بين الديانات بينما دعا مفتي القدس البابا الى العمل ضد quot;العدوانquot; الاسرائيلي.

وسيتجه البابا بعد ذلك حائط المبكي وهو موقع مقدس لدى اليهود قبل أن يلتقي بقادة دينيين. وسيصلي بابا الفاتيكان فيما بعد في الغرفة التي يعتقد أن المسيح تناول فيها عشاءه الأخير قبل صلبه.

وتأتي هذه الخطوات المقررة ضمن زيارة البابا إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية. وكان بابا الفاتيكان أدان في وقت سابق إنكار (الهولوكوست) أثناء زيارته الى متحف المحرقة اليهودية ياد فاشيم . وقال البابا أمام حشد من الشخصيات بينهم بعض الناجين من المحرقة quot;لتخلد أسماء أولئك الضحايا، وليبقوا في الذاكرة ولا ينكر ما حصل لهم أو يقلل من شأنهquot;. ووضع البابا إكليلا فوق حجر يغطي رماد بعض ضحايا الهولوكوست، وصافح ستة من الناجين.

وكان البابا قد قال فور وصوله الى مطار بن جوريون إن معاداة السامية quot;مرفوضة كلية quot;مضيفا quot;من المحزن أن معاداة السامية لا تزال تطل برأسها القبيح فى مناطق عديدة من العالم وهذا غير مقبول كليةquot;. وقال أيضا إنه quot;يجب بذل كل جهد لمواجهة معاداة السامية حيثما وجدت وتعزيز الاحترام والتقدير لأفراد كل شعب وقبيلة ولغة وأمة عبر الكرة الأرضيةquot;.

ودعا بابا الفاتيكان فور وصوله إلى إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية. وحث البابا في كلمة بمطار بن جوريون بتل أبيب على تحقيق تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل تسمح للطرفين بالعيش بسلام quot;داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياquot;. وقال البابا إن إسرائيل والفاتيكان لديهما قيم مشتركة، بينها رغبتهما في وضع الدين في مكانه الصحيح في حياة المجتمع.

وقال أيضا إنه سيصلي من أجل ستة ملايين يهودي كانوا ضحايا المحرقة، واستخدم البابا عبارة quot;المحرقةquot; باللغة العبرية مؤكدا أن quot;الشعب اليهودي اختبر بشكل ماساوي الانعكاسات الايديولوجية الرهيبة التي تنكر الكرامة الاساسية عن كل كائن بشريquot;. وكان في استقبال البابا لدى وصوله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي كلمته رحب بيريز بالبابا في quot;الأرض المقدسةquot; ، وقال quot;لقد أبرمنا سلاما مع مصر والأردن ونتفاوض لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وربما نصل إلى اتفاق سلام إقليمى شامل فى المستقبل القريبquot;. وتستمر زيارة البابا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية خمسة أيام.

وفي أول رد فعل على زيارة البابا صرح فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; أن الزيارة ستُجمل من صورة الاحتلال وستضعف من فرص ملاحقة قياداته كمجرمي حرب. وفي تعليقه على دعوة البابا للحل القائم على دولتين لشعبين قال برهوم quot;نحن نستغرب من تسويق البابا لفكرة حل الدولتين، فهذا يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية متطرفة تشكل خطرًا على الشعب الفلسطيني وعلى المنظومة برمتهاquot;. وأضاف quot;بعد تصريحاتهم العنصرية المتطرفة في القضاء على العرب وتهديد المصالح الفلسطينية والعربية وإيمانهم بأن السلام لا يأتي إلا بالحرب واعتماد أسلوب القتل والحرب والتدمير لتثبيت أقدام هذه الدولة اليهودية على حساب الحق الفلسطينيquot;.

إجراءات أمنية

وقد صعدت إسرائيل إجراءاتها الأمنية خلال زيارة البابا حيث انتشر عشرات الآلاف من رجال الأمن وأغلقت مناطق بأكملها في مدينة القدس. وهذه ثاني زيارة رسمية من أحد البابوات الى اسرائيل. وسيجري البابا زيارات لمواقع مقدسة مرتبطة بحياة السيد المسيح . ويعقد بين تلك الزيارات محادثات مع قادة فلسطينيين واسرائيليين وشخصيات اسلامية ويهودية رفيعة. وكانت العلاقات بين الفاتيكان واسرائيل قد ساءت في الآونة الأخيرة بعد قرار البابا برفع الحرمان الكَنَسي عن أسقف بريطاني انكر المحرقة اليهودية. ولا ينسى الاسرائيليون ان البابا كان في فتوته عضوا في الشبيبة الهتلرية. كما ان بعض الاوساط اليهودية تتهم الفاتيكان بعدم اتخاذ موقف واضح خلال الحرب العالمية الثانية من الابادة التي تعرض لها اليهود.

كما ان الخلاف حول ملكية اسرائيل لبعض ممتلكات الكنيسة في القدس سيكون احد محاور مباحثاته مع المسؤولين الاسرائيليين. وتتضمن زيارة البابا اقامة قداسا في الهواء الطلق في القدس والناصرة وزيارة متحف المحرقة اليهودية ياد فاشيم .كما سيزور مخيم عايدة للاجئين قرب مدينة بيت لحم.