كشفت عن أنها ناشدت أيضاً زوجتي الرئيسين لتبني قضيتها
أميركية تترقب لقاء مبارك- أوباما لاستعادة ابنتها quot;المختطفةquot; في مصر
إيلاف:
كم هي صعبة مشاعر الفراق عندما تفرض نفسها طيلة اثني عشر عاما ً كاملة على حياة امرأة لم تتمكن خلالها من رؤية ابنتها الإطلاق منذ أن كان عمرها ثلاثة أعوام فقط، والقصة هنا مختلفة إلى حد ما نظرا ً للأطراف المتشابكة والأبعاد السياسية التي قد تتخذها قصة تلك المواطنة الأميركية التي لم تتمكن من رؤية ابنتها منذ 12 عام، حين قام صديقها السابق الذي يحمل الجنسية المصرية ويدعى quot;مجدي الجوهريquot; باختطافها ومن ثم تهريبها إلى مصر منذ عام 1997، لكن وجه الاختلاف لا يتمثل في ذلك، بل فيما تعتزم تلك السيدة القيام به خلال الفترة المقبلة من أجل استعادة ابنتها بعد أن ضاقت بها كل السبل وأغلقت أمامها كافة الأبواب.

فقد صرحت اليوم تلك السيدة التي تدعى جانيت غرير عبر اللقاء التليفزيوني المصور الذي أجرته مع برنامج quot; صباح الخير يا أميركاquot; الذي يبث على محطة ABC الأميركية الإخبارية الشهيرة أنها تأمل في استغلال اللقاء المرتقب الذي سيجمع خلال الأيام القليلة المقبلة في الولايات المتحدة بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الأميركي باراك أوباما كي تناشد من خلال حملة تسعي لإطلاقها على هامش هذا اللقاء لمساعدتها على استرداد ابنتها أو إيجاد وسيلة تُمكِّنها من الاتصال بها.
وهي المبادرة الغريبة نوعا ً ما، نظرا ً لكونها سابقة أولى من نوعها في مثل هذه النوعية من الحوادث التي عادة ً ما تحسمها ساحات القضاء، ما كان سببا ً في اهتمام صحف ووسائل إعلام أميركية متفرقة بتلك المبادرة المثيرة التي تعتزم غرير القيام بها خلال الفترة المقبلة. من جانبها، اهتمت صحيفة quot;سيتزين تايمزquot; الأميركية المحلية بتسليط الضوء على قصة غرير خاصة ً بعد أن أدلت بتلك التصريحات المثيرة، وكشفت من جانبها عن أن والد تلك الطفلة التي تدعى quot;سارة الجوهريquot; قام باختطافها من هاواي حيث كانت تعيش مع والدتها، ثم قام بتهريبها إلى مصر عام 1997 خلال زيارة كان يقوم بها إلى بلده وبصحبته ابنته سارة، التي كانت تبلغ من العمر وقتها ثلاثة أعوام.
ولدى انتهاء المدة المحددة لتلك الإجازة، دون أن يعود الزوج ومعه ابنتهما، أدركت غرير أن زوجها أتم مخططه لاختطاف سارة، وتستذكر قائلة :quot; حينها، أدركت أن حياتي قد انتهت. وقد سقطت وقتها مغشيا ً على ّ بعد أن علمت أنها فارقتني ولن تعود لي مرة أخرىquot;. وقالت الصحيفة أنه وبالرغم من حصول غرير على حق الرعاية القانونية لسارة الملقبة بـ quot;دوشاquot; من عدة محاكم أميركية، إلا أن مجهوداتها التي كانت تهدف من ورائها إلى إنفاذ تلك الأحكام في مصر لم تكلل بالنجاح حتى الآن. وتابعت غرير في سياق التصريحات التي أدلت بها اليوم للبرنامج التليفزيوني الشهير بقولها :quot; لقد ترك انفصال دوشا عني فراغا ً كبيرا ً في حياتي. فلقد تمزق قلبي تماما ً. كل ما أحتاج إليه الآن هو أن أنظر إلى عينيها، كما أريد أن أتحدث إليهاquot;.
ومن المقرر أن يتوج الرئيس مبارك بزيارة إلى واشنطن خلال الفترة ما بين 25 إلى 27 من شهر مايو الجاري، ومن المخطط أيضا ً أن يلقي الرئيس أوباما كلمة له لمخاطبة العالم الإسلامي من القاهرة في أوائل شهر يونيو المقبل. هذا وقد كشفت غرير أيضا ً عن أنها تقوم خلال هذه الأثناء بمناشدة زوجتي الرئيسين ( سوزان مبارك وميشال أوباما ) من أجل تبني قضيتها وتقديم يد العون لها في سبيل استرداد ابنتها. وبالرغم من كل أجواء الحزن والقلق التي تعيشها، فقد عبرت غرير عن أملها في أن تسفر مجهوداتها الحالية عن نتائج إيجابية.

وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن غرير التي لم تر ابنتها منذ أن تم اختطافها، اضطرت للسفر والعيش في مصر ثلاثة مرات، كما فازت بحق رعاية الطفلة مرتين في المحاكم المصرية، لكن دون أن تكون هناك أي استجابة. كما عجزت كلتا الحكومتين المصرية والأميركية عن مساعدتها في هذا الأمر. وبرغم الدعم الذي تلقته غرير من عدد من منظمات الأسرة الدولية، إلا أن شيئا ً لم يتحقق وظلت الأوضاع كما هي عليه. ونقلت الصحيفة عن زغلول عياد، الذي يدير إحدى المنظمات غير الربحية لمساعدة الآخرين في بوسطن، قوله quot; لقد عملت الضجة والدعاية التي أحاطت بقضية غرير على كشف الأمور للحكومة وإثارة مشاعر غضب الأشخاص. ومع هذا، فأنا أعتقد أنها قد باتت على مقربة من استرداد ابنتها، وهذا ليس احتمال قائم بنسبة 100 % ، لكن بنسبة 95 % - في غضون الشهر المقبل أو نحو ذلكquot;.

وأفادت تقارير أخرى أنه في الوقت الذي كانت تقترب فيه غرير عديد المرات من ابنتها، كانت بمجرد أن تتوجه إلى المبني الذي تقيم به في مصر لم يكن يُسمح لها بالخروج من السيارة، ومع هذا فهي تأمل أن تكلل جهودها هذه المرة بالنجاح كي تسترد ابنتها التي تفتقدها منذ تلك المدة الطويلة. وصرحت غرير في هذا الشأن بقولها :quot; تبلغ ( دوشا ) من العمر الآن خمسة عشر عاما ً ، فهي سيدة صغيرة وبإمكانها أن تسافر. فلما لا تأتي لتراني؟ - وعندما كنت في مصر منذ ثمانية أشهر، كنت على مقربة من شقتها، وقد تمكنت من اشتمام رائحتها. وكنت أعرف أنها موجودة هناكquot;.

هذا وقد أزاحت التقارير عن أن غرير ndash; لم تتنازل بسهولة عن قضيتها مثل ما يفعل كثير من الآباء والأمهات الذين تختطف أبنهائهم ndash; فقد ناضلت على مدار 12 عاما ً داخل ساحات القضاء وجالت إلى جميع السفارات والوكالات والهيئات، كما أنفقت ما يزيد عن 300 ألف دولار أميركي إلى الآن، ما بين عمليات البحث والسفر إلى مصر. فيما أوضح موقع قناة إيه بي سي نيوز على شبكة الإنترنت أن غرير لا زالت تحتفظ بنضالها العنيد في استرداد ابنتها لأحضانها منذ أن اختطفت في الثالث والعشرين من شهر مارس عام 1997 ، خاصة ً وأنها لم ترها من وقتها سوي من خلال مقطوعة الفيديو المصورة التي كانت قد سجلتها لها واحتفظت بها على هاتفها الجوال عندما كانت طفلة صغيرة.
قسم الترجمة - أشرف أبو جلالة