واشنطن، وكالات: صعدت الإدارة الأميركية لهجتها ضد الإستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة عشية أول لقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان اوباما يطالب يتجميد الاستيطان الاسرائيلي بما في ذلك في اطار النمو quot;الطبيعيquot; للمستوطنات الذي تدافع عنه الحكومة الاسرائيلية التي يرئسها بنيامين نتانياهو.

وقالت كلينتون ان quot;الرئيس كان واضحا جداquot; بشأن الاستيطان عندما استقبل نتانياهو في البيت الابيض في 18 ايار/مايو. واضافت انه quot;يريد وقفا للاستيطان وليس بعض المستوطنات او بعض المستوطنات العشوائية ولا استثناءات في اطار النمو الطبيعيquot; للمستوطنات. وكانت كلينتون تعلق على تصريحات لنتانياهو الذي قال انه ينوي مواصلة توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية. وعبرت كلينتون بذلك عن اوضح موقف للادارة الاميركية الجديدة بشأن الاستيطان اليهودي منذ تسلم الرئيس اوباما السلطة في كانون الثاني/يناير الماضي.

ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات كلينتون، مذكرة بان الوقف التام للاستيطان وارد في خارطة الطريق خطة السلام الدولية التي اطلقت في 2003. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات quot;آمل ان تضع الولايات المتحدة آلية ايضا لاجبار الحكومة الاسرائيلية على احترام التعهدات الواردة في خارطة الطريق وخصوصا الوقف التام للاستيطانquot;.

من جهة اخرى، اعرب البيت الابيض عن quot;تفاؤلهquot; في فرص قبول محمود عباس باستئناف المفاوضات مع اسرائيل كما يريد نتانياهو بينما تطالب السلطة الفلسطينية بوقف الاستيطان. وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة لديها مقترحات quot;محددة جداquot; ستقدمها الى الجانبين لتحريك المفاوضات.

من جهته، اكد وزير الخارجية المصري ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بسرعة. وقال محذرا quot;في غياب المفاوضات، الوضع مهدد بالتدهور في هذا الجزء من العالم وعندها سنكون جميعا، ليس شعوب المنطقة ودولها فحسب وانما ايضا الولايات المتحدة والعالم الغربي، في وضع صعب للغايةquot;. واضاف quot;فلنتحرك ولنتحرك بشكل حاسم، الآن وليس غدا او بعد غدquot;. وكان عباس الذي وصل مساء الثلاثاء الى واشنطن التقى امس رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في مقر هذه الهيئة المالية الدولية.

وسيعلن زوليك اليوم عن مساعدة جديدة تبلغ 55 مليون دولار الى السلطة الفلسطينية، حسبما ذكر مسؤولون فلسطينيون. واجرى عباس بعد ذلك محادثات مع السناتور الديموقراطي كارل ليفن. وتضمن برنامج عباس لقاء مع ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان اللذين يزوران واشنطن للاعداد لزيارة اوباما الى مصر مطلع حزيران/يونيو المقبل حيث سيلقي خطابا مهما موجها الى العالم الاسلامي.

وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس quot;نتوقع تدخلا اميركيا فعليا يترجم بضغوط اميركية على اسرائيل لتوقف الاستيطان والاعمال الاستفزازية وتقبل بحل قائم على دولتينquot;. ويأتي اللقاء بين عباس واوباما في البيت الابيض بعد عشرة ايام من اجتماع اوباما مع نتانياهو الذي بدا فيه الخلاف واضحا بين الرجلين بشان الدولة الفلسطينية التي يريد المجتمع الدولي قيامها الى جانب اسرائيل.

وبعد اطلاق عملية السلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 باشراف واشنطن، عقد عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت نحو عشرين لقاء. لكن هذه المفاوضات المعلقة منذ كانون الاول/ديسمبر لم تسجل اي تقدم.

وأكد أبوردينة في تصريحات لـquot;الوطنquot; أن موضوع الوقف الكامل للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي وتحقيق السلام الشامل في المنطقة سيكون على رأس أعمال اللقاء بين عباس وأوباما اليوم. وقال أبو ردينة إن عباس سيعرض على أوباما الرؤية الفلسطينية والعربية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة والقائمة على أساس مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق ورؤية حل الدولتين. وقال quot;سيتم التأكيد على وجوب وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بكل أشكالها, وعلى الحل الشامل للصراع الإسرائيلي-العربي وذلك على أساس الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967quot;.

وأكد أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني سيستمع من الرئيس الأميركي عن خطواته التالية في المنطقة بعد الاجتماعات التي عقدها مع قادة الأطراف في المنطقة. وقال quot;نشعر بالارتياح إلى التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية فيما يخص حل الدولتين ووقف الاستيطان, ولكن ثمة حاجة إلى تحويل هذه الكلمات إلى واقع عملي على الأرضquot;.