طهران: يحاول مهدي كروبي أكثر المنافسين الثلاثة للرئيس محمود احمدي نجاد في انتخابات 12 يونيو حزيران ليبرالية توسيع قاعدة قوته بين الايرانيين المؤيدين للاصلاح بوعد شعبي بتوزيع الثروة النفطية لايران.
وعلق أنصار لرئيس البرلمان السابق ملصقات في العاصمة الايرانية طهران تتحدث عن تفاني كروبي في مكافحة نقص العدالة الاجتماعية والفقر.
وجدد كروبي الوعد الذي قطعه خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2005 بمنح جميع من تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر حصصا في عائدات ايران من النفط لكنه لم يكشف عن حجم هذه الحصص او كيف سيتم دفعها.
وتوازي هذه الفكرة وعد احمدي نجاد بوضع بعض من ثروة ايران النفطية على طاولة كل أسرة ايرانية وهو الوعد الذي يقول الرئيس انه ساعد في تنفيذه من خلال اموال نقدية وقروض ومشاريع وزعها في الاقاليم على مدار الاعوام الاربعة الماضية.
وقال احمدي نجاد هذا الشهر ايضا ان حكومته ستصدر quot;شهادات مشاركةquot; او صكوكا اسلامية للمواطنين العاديين تمكنهم من الاستثمار في قطاع النفط الايراني.
ويتمتع كروبي وهو رجل دين معتدل ومتوسط المكانة بأنصار في الريف لكن من المرجح أن يحصد معظم أصواته من النساء والشبان والمثقفين الذين يخشون من أن تلحق أضرار بالاقتصاد ويتم فرض مزيد من القيود على الحرية الاجتماعية اذا أعيد انتخاب احمدي نجاد.
انتقل كروبي الذي كان ناشطا في الثورة الاسلامية عام 1979 الى المعسكر الاصلاحي حين تولى الرئيس محمد خاتمي الحكم منذ عام 1997 الى عام 2005. لكن بعض هؤلاء الذين كانوا يأملون في حدوث تغيير جذري ينحون باللائمة عليه الى جانب خاتمي لانهما لم يصمدا في وجه المؤسسة الدينية الايرانية المتشددة.
وربما يترجم الشعور بخيبة الامل تجاه الزعماء quot;الاصلاحيينquot; الذين أحبطوا في تلك الحقبة الى اقبال ضعيف مقارنة بالتعبئة التي مكنت خاتمي من تحقيق فوز ساحق عامي 1997 و2001.
ويتهم كروبي الذي يؤيد تحرير الاقتصاد وتحسين العلاقات مع الغرب احمدي نجاد بعزل ايران بانتقاداته اللاذعة للولايات المتحدة والنهج القتالي الذي يتبعه بشأن سياسة ايران النووية واستخفافه بمحارق النازية.
وقال في مارس اذار quot;سياستنا سياسة وفاق. نريد التفاعل مع العالم بأسره باستثناء اسرائيل.quot;
وفي إطار نظام حكم رجال الدين المتبع في ايران فان الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي وليس الرئيس هو صاحب الكلمة العليا في القضايا الوطنية مثل السياسة النووية والعلاقات مع الولايات المتحدة.
ونائب الرئيس السابق محمد علي ابطحي وهو حليف وثيق لخاتمي من بين التكنوقراط والساسة أصحاب النفوذ من الوسطيين الى اليساريين الذين انضموا الى حملة كروبي.
وقال كروبي اثناء زيارة ضمن الحملة الانتخابية الى مدينة اصفهان بوسط ايران في مايو ايار quot;ائتلاف من مختلف الاطياف يقدم لي المشورة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. هذا هو مفتاحي للنجاح.quot;
ومدير حملته الانتخابية هو غلام حسين كارباشي وهو رئيس سابق لبلدية طهران بدأ مشاريع كبيرة للبنية التحتية لكنه واجه فيما بعد اتهامات بالفساد من قبل متشددين.
وكروبي الذي ولد عام 1937 في اقليم لورستان بغرب البلاد هو المرشح الوحيد الذي يشكل حزبا وهو حزب الثقة الوطنية.
وانتقد مسؤولي الحرس الثوري لانحيازهم لاحمدي نجاد على الرغم من حظر مشاركة القوات المسلحة في السياسة الحزبية. ويعمل الحرس الثوري وقوة الباسيج التابعة له المكونة من متطوعين وقوامها 12 مليون فرد بالتوازي مع الجيش الايراني النظامي.
وقال كروبي بعد تسجيل اسمه كمرشح رئاسي في التاسع من مايو ايار quot;نحن هنا لاجراء انتخابات حرة دون تدخل الباسيج او القوات المسلحة او القوات المارقة.quot;
ومن بين المنافسين الاخرين محسن رضائي الذي قاد الحرس الثوري خلال الحرب مع العراق التي استمرت منذ عام 1980 الى عام 1988.
لكن محللين يقولون ان السباق الرئيسي سيكون بين احمدي نجاد ورئيس الوزراء المعتدل السابق مير حسين موسوي. وربما يقع كروبي تحت ضغط لينسحب من المنافسة تجنبا لانقسام أصوات المعتدلين لتفادي تمكين الرئيس المنتهية ولايته من الفوز.
غير أن الناخبين الايرانيين فجروا مفاجات فيما مضى وتظل امام كروبي فرصة خاصة اذا نجح في خوض جولة الاعادة اذا لم يفز اي من المرشحين باكثر من نصف الاصوات بما في ذلك البطاقات البيضاء.