القاهرة: لاتزال الشكوك تحيط بما سيحدث لمرشح مصر لمنصب مدير منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) رغم اعتذاره علانية عما صدر عنه من عبارات اعتبرت مناهضة لاسرائيل. فقد أعرب وزيرالثقافة المصري فاروق حسني عن quot;أسفه العميقquot; بشأن ما صدر عنه في مايو 2008 ويفيد استعداده لحرق أي كتب إسرائيلية يثبت وجودها في المكتبات العامة في مصر. وعلى إثر تلك التصريحات التي صدرت من حسني تحت قبة البرلمان المصري احتجت اسرائيل على ترشيحه لليونسكو. إلا أنها عادت أخيرا لتسحب اعتراضها على ترشيحه بعد أن تدخل الرئيس المصري حسني مبارك، إلا أن جماعات ثقافية يهودية في أوروبا لاتزال تعارض ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير اليونسكو.

وتستخدم هذه الجماعات ما صدر عن فاروق حسني في البرلمان المصري من عبارات للنيل منه، ومنها قوله ردا على استجواب من نائب برلماني بشأن وجود كتب اسرائيلية في مكتبة الاسكندرية: quot;احرقوا هذه الكتب إذا وجدت.. أنا شخصيا مستعد لحرقها بنفسي أمامكمquot;. في مقال نشر الاسبوع الماضي في صحيفة quot;لو موندquot; حذر الكاتب برنار هنري ليفي وحائز جائزة نوبل السلام ايلي فيزل من quot;الغرق الذي ينتظرquot; اليونيسكو ونددا بتعيين ما وصفاه بأنه quot;رجل خطير يمثل نقيضا لرجل السلامquot;.

وأكدا أن حسني ضاعف في الماضي التصريحات quot;المقززةquot; واصفا الثقافة الاسرائيلية بأنها quot;لا إنسانيةquot; وquot;عنصريةquot; ومنتقدا عام 2001 في مجلة quot;روز اليوسفquot;, quot;اختراق اليهود لوسائل الاعلام العالميةquot;.

وفي 2008 اتهم مركز سيمون فيزنتال، أي المنظمة اليهودية لمحاربة معاداة السامية، حسني بأنه quot;وجه قبل سنوات دعوة شخصية الى الفرنسي روجيه غارودي الذي انكر المحرقةquot;.

وقال فاروق حسني في مقال نشرته صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية الأربعاء quot;أود أن أقول بوضوح إنني آسف للكلمات التي استخدمتهاquot;. ومضى قائلا quot;إنني رجل سلام. وأعرف أن السلام يتحقق من خلال التفاهم والاحترام. وباسم تلك القيم فإنني أود التراجع عما صدر مني من عبارات فهمت على أنها دعوة لحرق الكتب العبريةquot;.

واعترف حسني بأن كلماته كانت صادمة لكنها صدرت تأثرا منه بمعاناة الفلسطينيين. وأكد حسني أن quot;اختيار عربيquot; سيكون quot;رسالة أمل عظيمةquot; في مواجهة quot;القوى الرجعيةquot;.

ولم تعرف تفاصيل quot;الصفقةquot; التي تمت بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن تراجع اسرائيل عن اعتراضها على ترشيح حسني.

وكان مسؤولون اسرائيليون قد أكدوا تغير الموقف الاسرائيلي قبل أن يعتذر الرئيس المصري عن تصريحات وزير ثقافته لنتانياهو.

الا ان هذا الجدل سبب ارباكا في عواصم غربية عدة مثل مدريد التي اعلنت دعمها للمرشح المصري.

وصرحت السفيرة الفرنسية لدى اليونيسكو كاترين كولونا لوكالة فرانس برس انه quot;من السابق لأوانه اتخاذ موقفquot; في حين ذكرت وزارة الخارجية أن على المرشحين ان يلتزموا بالكامل بمبادىءquot;التسامحquot; وquot;احترام تنوع الثقافاتquot;.

وقال مصدر في اليونيسكو لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه quot;ان الكتلة الاوروبية معارضة لفاروق حسني وانتخابه قد يشكل معضلةquot;. واضاف المصدر quot;لكن كل شيء وارد. انها مسألة مفاوضاتquot;.

وقال مسؤول اسرائيلي الاثنين ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وافق على ترشيح الوزير المصري كبادرة تهدئة حيال مصر لكن موقف واشنطن غير واضح لأن الادارة الأمريكية الجديدة quot;تراجع مواقفهاquot; في الهيئات الدولية حسب ما قال شيمون صامويلز من مركز سيمون فايزنتال.

ويعتبر فاروق حسني الأوفر حظا لتولي هذا المنصب لأنه يحظى بدعم الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

وبعد الاستماع الى المرشحين سيعين المجلس التنفيذي الذي يمثل اعضاؤه الـ58 الدول الأعضاء في اليونسكو وعددها 193 دولة وتمثل الدول العربية والافريقية 20 صوتا المدير العام الجديد قبل نهاية الصيف بالغالبية زائد واحد.

وسيصادق المؤتمر العام لليونيسكو على هذا التعيين في أكتوبر/ تشرين الاول.