اليمين الأوروبي قادم والصندوق الأسود في حكم المستحيل
الصحف البريطانية: أضخم عملية أمنية في تاريخ مصر
إيلاف: اشتركت معظم الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة اليوم بالعديد من المواضيع مثار الاهتمام والمتابعة من مختلف بؤر الأحداث وصناعتها المختلفة حول العالم، من زيارة أوباما، مروراً بالحديث عن كارثة الطائرة الفرنسية، وتعريجاً على إعدام الرهينة البريطاني، وليس انتهاء بالحديث عن الانتخابات الأوروبية القادمة، ونطالع في بدايتها صحيفة الغارديان التي كان موضوعها الرئيسي عن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى القاهرة بالقول:

الغارديان:أوباما في القاهرة

إطباق أمني هائل في القاهرة بسبب خطاب أوباما التاريخي للعالم الإسلامي اليوم: وتمضي الصحيفة إلى القول، أكبر عملية أمنية شهدتها القاهرة على الإطلاق كانت الليلة، وذلك بعد تحذير بالانتقام من الولايات المتحدة وجهه أسامة بن لادن بينما تستعد المدينة للترحيب بباراك أوباما، ذالذي سيلقي خطابه التاريخي إلى العالم الإسلامي والذي سيستمر خمسين دقيقة في جامعة القاهرة. تستطرد الصحيفة: كما سيقابل أوباما الرئيس مبارك، وسيزور الأهرامات وجامع الأزهر. ويتطلع أوباما، على أية حال، بالتوجه إلى مليار ونصف المليار مسلم وعربي من خلال خطابه الذي طال انتظاره في مصر، والذي يرفع توقعات كبيرة حول تحسين صورة أميركا في المنطقة، ولذلك ينبغي على الرئيس أن يسير على خط رفيع بين تحسين تلك الصورة، من جهة، والتخلي عن تلك السياسات التي يشترك بها مع إدارة بوش من جهة أخرى. ولقد تحدث الرئيس عن تخفيف الهواجس السيئة بين الغرب والمسلمين، حيث يؤمل الكثير من ابن مسلم كيني الذي أمضى جزءً من طفولته في إندونيسيا. غير أن البيت الأبيض حاول التقليل من التوقعات حول الخطاب، الذي يأتي بعد زيارات إلى تركيا، والعراق، وشريط فيديو مسجل بمناسبة رأس السنة الفارسية، واجتماع في البرلمان في إستانبول، محذراً بأنه لن يتضمن مبادرات جديدة مغرقة بالتفاصيل. وتكشف الصحيفة في نفس السياق بأن الدعوة قد وجهة إلى دبلوماسي إيراني رفيع المستوى للحضور.

ومن المواضيع الأخرى البارزة في هذه الصحيفة، والمشتركة، أيضاً، مع معظم الصحف الأخرى، هو: القاعدة تقوم بإعدام رهينتها السائح البريطاني، وذلك بعد انتهاء المهلة النهائية التي أعطتها لإطلاق سراح أصولي متشدد، وبروان يدين العمل واصفاً إياه بعمل إرهابي بربري، وتمضي الصحيفة إلى القول، نقلاً عن مسؤولين بريطانيين، بأنه لا يوجد سبب للشك بما زعمت به الجماعة الإسلامية المغربية، التي قتلت إدوين داير، المواطن البريطاني البالغ ستين عاماً من العمر، والذي كان قد أمضى معظم حياته في النمسا، وحيث سافر مع مجموعة من السواح الأوروبيين إلى مالي حين تم اختطافه. وقد أكد أحد خبراء مكافحة الإرهاب النبأ. ومن الجدير ذكره، بأن هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها القاعدة بقتل رهينة بريطاني خارج العراق. وإلى ذلك فقد قالت الجماعة الإسلامية المغربية، بدورها، بأنها نفذت الحكم مساء يوم الأحد بالرهينة، وذلك بعد انتهاء المهلة النهائية للإفراج عن أبي قتادة، المتشدد الأردني، الذي وصفه قاض إسباني، ذات مرة، بأنه الذراع اليمينية لأسامة بن لادن في أوروبا.

التلغراف: أميركاتدعو الصين لاعادة النظر في جانبا الأسود

وأما صحيفة التلغراف فقد كان موضوعها الرئيسي: الولايات المتحدة تدعو الصين للكشف عن قتلى ساحة تيان آن مين، وتنقل فيه عن هيلاري كلنتون، وزيرة الخارجية الأميركية، قولها بأنه يتوجب على الصين أن تكشف عن أسماء الناس الذين ماتوا في احتجاجات ساحة تيان آن مين، وذلك في الذكرى العشرين للمجزرة، وتستطرد الصحيفة نقلاً عن كلينتون في انتقادات نادرة توجهها للصين: إن الصين التي حققت تقدما هائلاً على الصعيد الاقتصادي يجب أن تعيد النظر في جانبها الأسودquot;، وتتابع قولها: quot;ومن هنا يتوجب على عليها أن تزود الرأي العام بكشف بأسماء هؤلاء الذين قتلوا، أو احتجزوا أو فقدواquot;، وأضافت: quot;على الصين أن تطلق سراح أي سجناء بسبب مشاركتهم بتلك الاحتجاجات، التي جوبهت بقمع وحشي، حسب الصحيفة، عندما أطلق الجيش النيران على الطلاب في بيجين. ويمكن للصين أن تخلـّد ذكرى هذا اليوم بإعطاء الانتقال إلى حكم القانون، وحماية حقوق الإنسان المعترف بها دولياً والتطور الديمقراطي، نفس الأولوية التي أعطتها للإصلاحات الاقتصاديةquot;. وقد وجدت كلمات كلينتون صدى، في بيان مماثل من جانب الكونغرس تم إصداره في بداية هذا الأسبوع.

وفي موضوع رئيسي آخر، يتناول كارثة الطائرة الفرنسية التي فقدت فوق الأطلسي كتبت الصحيفة: احتمال كبير في أن تكون الطائرة قد انفجرت في الجو، كما قال الخبراء، فالمساحة الواسعة التي عثرت الأنقاض فوقها توحي بأن انفجاراً قد حدث بينما كانت الطائرة تحلق في الجو. وقد نقل عن خبراء لم تذكر جريدة اللوموند الفرنسية أسماءهم قولهم بأن الحطام الذي اكتشف وكان متناثراً بشكل واسع يوحي بأن طائرة الإير باص (A330-200) قد انفجرت في الجو على ارتفاع عالٍ. هذا، لم يتم استبعاد الإرهاب عن الموضوع، لكن الخبراء قالوا بأن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن سبب الانفجار كان بسبب حدوث ضغط هائل داخل الطائرة. وإذا حدث هذا النوع من الضغط على ارتفاع عال، فإنه من المؤكد أن الركاب سيكونون قد فقدوا وعيهم بالتأكيد، ولن يكونوا قد أدركوا ما حل بهم من مصير. وأما البروفيسور فيليب جوفين، رئيس قسم الإصابات في مشفى بوجون، غرب باريس، فقد قال: quot;إن ذاك الأمر يحدث بنفس السرعة التي ينام فيها المرءquot;. وفي نفس السياق كانت الغارديان قد كتبت عن نفس الموضوع مضيفة تحذيراً نقل على لسان مسؤولين فرنسيين يقولون فيه بأنه قد لا يمكن، أبداً، معرفة سبب سقوط طائرة الركاب الفرنسية التي هوت في الأطلسي متسببة بوفاة 228 شخصاً، لأنه قد يكون من المستحيل العثور على الصندوق الأسود للطائرة في عمق مياه الأطلسي.

التايمز: اليمين الأوروبي قادم

أما صحيفة التايمز، التي اشتركت، بدورها، أيضاً في معظم العناوين الرئيسية مع الصحف الأخرى فقد اختارت موضوعها الرئيسي للحديث عن زيارة أوباما أيضاً، وظهور ابن لادن مجدداً إلى السطح للهجوم على الرئيس أوباما، غير أنها تناولت موضوعاً رئيسياً آخراً أولته اهتماماً بارزاً، وكان بالحديث عن الانتخابات الأوروبية المقبلة، وتحليلها وتبيان فرص فوز كل حزب في البلدان الأوروبية المختلفة، على حدة، وتبرز فيه بأن اليمين الأوروبي يستشعر النجاح بها، بينما يخفق اليسار في استثمار الأزمة العالمية. وتمضي الصحيفة قائلة: الوحوش الكبيرة، ودائماً حسب الصحيفة، يرتبون أنفسهم لإعلان انتصار اليمين في انتخابات هذا الأسبوع، تاركين اليسار في وضعية التساؤل عن السبب الذي جعله يخفق في الاستفادة من أزمة اقتصادية حادة كهذه. وبعد استعراض حظوظ مختلف الأحزاب المشاركة في تلك الانتخابات ومدى تمتعها بالشعبية على صعيد الناخبين، تقول الصحيفة، إن انتصار اليمين حين إعلان النتائج يوم الأحد سيعني بأنه سيتم إعادة التأكيد على خوسيه مانويل باروسو، رئيس الوزراء المحافظ السابق للبرتغال، كرئيس للمفوضية الأوروبية، وفي إشارة أخرى على تخبط اليسار الأوروبي، في هذا السياق، أيضاً، فإنه يتوجب عليه التوافق على إيجاد مرشح لمنافسة باروسو على ذاك المنصب.
قسم الترجمة - إعداد نضال نعيسة