القدس: يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلقاء خطاب سياسي يوم الاحد يهدف للتصدي لمطالب الولايات المتحدة الخاصة بتجميد الاستيطان والموافقة على التفاوض على اقامة دولة فلسطينية. وقد يكون من بين العوامل التي ستساهم في رسم صورة الخطاب المحادثات مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل الذي سيجتمع مع نتنياهو يوم الثلاثاء ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء. وفيما يلي قائمة بالامور الذي يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما من نتنياهو القيام بها والردود التي يحتمل ان يرد بها نتنياهو:

قبول هدف إقامة دولة فلسطينية..

يريد أوباما من نتنياهو الاعتراف quot;بحق فلسطين في الوجودquot; كدولة. وأدلى أوباما بتصريحات بهذا المعنى في خطاب ألقاه الاسبوع الماضي ووصف بأنه بداية لاصلاح علاقات الولايات المتحدة مع العرب والمسلمين. وتفادى نتنياهو هذه القضية منذ توليه منصبه في مارس اذار ولم يستخدم كلمة quot;دولةquot; لكنه قال ان اسرائيل ملتزمة بالاتفاقات السابقة بما في ذلك quot; خارطة الطريقquot; التي تم التوصل اليها عام 2003 وتحظى بدعم الولايات المتحدة. واسم الخطة الكامل هو quot;خارطة طريق تستند الى الاداء للتوصل الى حل دائم للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يقوم على وجود دولتين.quot;

ويقول مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيون غربيون ان بمقدور نتنياهو وضع حد لهذا الخلاف من خلال تأييد قيام quot;دولةquot; للفلسطينيين صراحة كهدف للمفاوضات وان بمقدوره ان يفعل ذلك دون رد فعل خطير داخل ائتلافه ذي التوجهات اليمينية.

استئناف quot;الحوارquot; الاسرائيلي الفلسطيني..

يريد أوباما من نتنياهو وعباس استئناف quot;الحوارquot; لكن من غير الواضح ما الذي يريد أوباما أن يتناوله هذا الحوار. وعرض نتنياهو استئناف سلسلة المحادثات التي عقدها رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت مع عباس. وقال عباس انه لن يفعل ذلك الى ان يقبل نتنياهو بحل الدولتين ويوقف التوسع الاستيطاني بكل اشكاله.

ومن القضايا الرئيسية الان هي كيفية وفاء نتنياهو بشروط اوباما الخاصة بالمحادثات الجديدة بمعنى انه ماذا سيكون محتواها. واقترح نتنياهو نهجا ذا ثلاث شعب تركز فيه المحادثات على ما وصفه بالقضايا الاقتصادية والامنية والسياسية. واذا كان نتنياهو يعني quot; بالسياسيةquot; بحث هيكل الهيئة الحالية المؤقتة وهي السلطة الفلسطينية فان دبلوماسيين يقولون ان ذلك قد لا يحقق الامال الأميركية بالنسبة للمفاوضات على الوضع النهائي لدولة فلسطينية وحدودها مع اسرائيل ووضع القدس ومصير اللاجئين. وقد تدمر محادثات من هذا القبيل ائتلاف نتنياهو.

وقف الاستيطان..

يريد اوباما ان يوقف نتنياهو البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة كما تدعو quot;خارطة الطريقquot;. وتمسك نتنياهو برأيه في قضية quot;النمو الطبيعيquot; قائلا ان المستوطنات الحالية يجب ان تستوعب الاسر التي تزداد عددا. ويتمتع بتأييد معارضيه الوسطيين بشأن تلك المسألة. وسار على خطى اسلافه في تفادي الضغط الأميركي بالتعهد بعدم بناء مستوطنات جديدة او الاستيلاء على ارض اخرى من الفلسطينيين.

البناء في القدس..

انضم اوباما الى الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في الاحتجاج على هدم اسرائيل لمنازل في القدس الشرقية العربية. ولم يتضح بعد هامش المناورة الذي يتمتع به نتنياهو في هذه القضية. وكان قد تعهد علنا بالا يقبل بفرض قيود على بناء مناطق يهودية فيما تعرفه اسرائيل بعاصمتها وهي بلدية القدس التي تشمل القدس الشرقية العربية واجزاء من الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967.

تخفيف حصار غزة..

يريد اوباما من نتنياهو ان يخفف الحصار على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). لكن تزايد التوتر عند الحدود بما في ذلك قتال دار يوم الاثنين اسفر عن مقتل ثلاثة نشطاء فلسطينيين قد يعرض اي تغييرات للتأجيل. واعرب نتنياهو شأنه في ذلك شأن سلفه الوسطي ايهود اولمرت عن التزامه باحتواء واضعاف حماس في قطاع غزة.

لكن فيما قد يمثل بادرة تجاه واشنطن والدول العربية يفكر في تخفيف الحصار على القطاع الساحلي بفتح المعابر التي تسيطر عليها اسرائيل امام بعض مواد البناء مثل الحديد والاسمنت لاصلاح الضرر الذي سببه الهجوم الاسرائيلي في غزة عند نهاية العام الماضي. ولايزال الطريق طويلا فيما يبدو امام فتح كامل للمعابر الحدودية كما تطالب الامم المتحدة وقوى غربية لدعم اقتصاد غزة الضعيف طالما بقي الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط في ايدي النشطاء.

إزالة الحواجز بالضفة الغربية..

يعتزم نتنياهو ازالة مزيد من الحواجز ونقاط التفتيش في الضفة الغربية المحتلة. وكانت اسرائيل ازالت عددا صغيرا منها في الاسابيع الاخيرة كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين. ويتطلع المسؤولون الأميركيون لمزيد من التغييرات الجذرية لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني.

المواقع الاستيطانية غير المرخصة..

لطالما قطع القادة الاسرائيليون وعودا بازالة المواقع الاستيطانية غير المصرح ببنائها والمقامة فوق التلال بالضفة الغربية كما تطالب quot;خارطة الطريقquot; لكنهم لم يفعلوا ذلك. وتعهد نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك زعيم حزب العمل بالتحرك على هذا الصعيد.

وكان باراك تعهد بازالة ما يصل الى 20 موقعا استيطانيا. ويقول دبلوماسيون غربيون ان باراك يعمل على وضع جدول زمني للمفاوضات مع زعماء المستوطنين لاقناعهم بترك المواقع الاستيطانية دون مقاومة. ومن غير الواضح ما اذا كانت اسرائيل ستمنع اعادة بناء تلك المواقع بعد ازالتها. وتعتبر محكمة العدل الدولية جميع المستوطنات غير شرعية. وتراها اسرائيل شرعية جميعها باستثناء تلك التي اقيمت دون تصريح رسمي.

الاصلاح الامني الفلسطيني..

ابدى نتنياهو دعمه لخطط أميركية لتوسيع برنامج يهدف الى دعم قوات الامن التابعة لعباس في الضفة الغربية. وتعتزم واشنطن بموافقة اسرائيلية على ارسال ثلاث كتائب اخرى الى الاردن للتدريب ابتداء من هذا الصيف. كما سمح نتنياهو بتوسيع انتشار قوات عباس في شمال ووسط الضفة الغربية. وترى اسرائيل البرنامج اختبارا لقدرة عباس على لجم النشطاء وهو المطلب الاساسي الذي وضعته خارطة الطريق للفلسطينيين من اجل اقامة دولة لهم.