طهران: سيطرت الحرب الكلامية بين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وخصومه في الانتخابات الرئاسية الايرانية، مع تبادل المتنافسين الاتهامات والاتهامات المضادة، مع اقتراب يوم الاقتراع، في وقت اتهم مسؤول كبير في الحرس الثوري الايراني معارضي الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد مؤيدي الاصلاح بتدبير quot;ثورة مخمليةquot; في ذروة حملة لانتخابات الرئاسة تحتدم فيها المنافسة.

وقد استمر الرئيس الايراني في تحديه لخصومه، اذ وجه هجومه ضد خصمه الرئيسي والاخطر مير حسين موسوي، وحليفه السياسي الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني. وقال احمدي نجاد ان الحملات الانتخابية ركزت بجملتها على شخص واحد، في اشارة الى انها كانت تستهدفه شخصيا.

واضاف انه، على غير خصومه السياسيين، مستعد للوقوف مع مصالح الشعب الايراني، وانه استمر في انتهاج سياسة تطوير البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ على الرغم من المعارضة الغربية.

من جانبه طلب رفسنجاني، وهو ايضا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، من المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي quot;وقف احمدي نجاد عند حدهquot;.واتهم رفسنجاني الرئيس نجاد بـ quot;الكذبquot; خلال المناظرة التلفزيونية الانتخابية التي جرت بين المتنافسين الرئاسيين.

وكان احمدي نجاد قد قال في مناظرة تلفزيونية الأسبوع الماضي ان رفسنجاني والسياسيين الآخرين quot;فاسدونquot;، واتهم خصومه بالكذب حول وضع الاقتصاد الإيراني.

من جهة اخرى نفى مهدي كروبي بشدة التقارير التي ذكرت انه يفكر في الانسحاب من السباق الانتخابي بهدف اعطاء دفعة للمرشح الاصلاحي، مير حسين موسوي. وكانت تقارير اولية ذكرت ان كروبي قد يعلق حملته الانتخابية بهدف زيادة حظوظ فوز المرشح الإصلاحي موسوي.

وينتمي كروبي وموسوي إلى المعسكر الإصلاحي في حين أن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد والمرشح محسن رضائي يحسبان على التيار المحافظ.

ونقلت وكالة فارس عن كروبي قوله الثلاثاء quot;هناك تقارير بأنني قد أنسحب لكن هذه اشاعات لا قيمة لها وهي تكتيك قبيح يستخدمه البعضquot;.

واضاف كروبي قائلا quot;اعتقد ان ايا من المرشحين (الأربعة) لا ينبغي ان ينسحب من السباق لأنه اذا تخلى أحدنا عن برنامجه الرئاسي، فليس من الواضح لمن ستذهب اصوات انصارهquot;. وسبق لكروبي أن تراس البرلمان الإيراني وترشح للانتخابات الرئاسية السابقة.

وكان كروبي احد اقرب مساعدي مرشد الثورة الاسلامية في ايران آية الله الخميني.

واشتهر اثناء الحملة الانتخابية لعام 2005 بتعهده بمنح شيك بـ55 دولار لكل مواطن ايراني إذا ما فاز بالانتخابات.

وبعد الاقتراع أسس حزب quot;اعتماد ملليquot; (الثقة القومية)، وعلى الرغم من القواسم المشتركة مع التيار الإصلاحي فإنه رفض الانضمام إلى تكتل الإصلاحيين بزعامة الرئيس السابق محمد خاتمي أثناء الانتخابات النيابية لهذه السنة.

ومن جهة أخرى، نفى محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، ومستشار المرشح الإصلاحي مهدي كروبي وجود أي انقسام في جبهة الإصلاحيين في إيران. وأوضح في مقابلة خاصة مع موفد بي بي سي إلى طهران أن التيار الاصلاحي يراهن على فوز أحد مرشحيه في الدورة الاولى أو في الدورة الثانية حال فشل أحد المرشحين في الفوز بأكثر من نصف أصوات المقترعين في الدورة الاولى.

وكانت قد وقعت اشتباكات متفرقة في العاصمة ولكن حملة الدعاية في الانتخابات التي ستجرى يوم الجمعة كانت هادئة الى حد كبير.وغالبا ما تتهم ايران القوى الغربية بالسعي الى تقويض الدولة الاسلامية من خلال ثورة quot;لينةquot; أو quot;مخمليةquot; بمساعدة مثقفين واخرين داخل البلاد.

وقال التلفزيون الايراني ان كل أشكال الدعاية الانتخابية يجب أن تتوقف من صباح الخميس وان جميع السيارات التي تحمل ملصقات وصور المرشحين ومواد دعائية ستمنع من الحركة وستصادر.

ولن تغير انتخابات الجمعة سياسة طهران النووية التي يقررها الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي لكن فوز موسوي قد يمهد الطريق امام علاقات تقوم على قدر اقل من المواجهة مع الغرب.

وحصل موسوي البعيد عن دائرة الضوء السياسي منذ عمل رئيسا للوزراء أثناء فترة الحرب العراقية الايرانية فيما بين 1980 و1988 على تأييد قوي في الانتخابات ويعتقد مؤيدوه على نحو متزايد أنه قد يفوز في الانتخابات.

ولا يزال من الصعب التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات. وكان أحمدي نجاد غير المعروف نسبيا فاجأ الجميع بفوزه قبل أربعة أعوام وتمتع بتأييد من الزعيم الاعلى الايراني أثناء رئاسته.

ويقول محللون انه من غير المرجح أن يحصل أي من المرشحين على نسبة 50 في المئة المطلوبة لحسم الانتخابات في الجولة الاولى مما سيؤدي الى جولة ثانية بين المرشحين اللذين يتقدمان السباق بعد أسبوع.

ويقولون انه حتى لو فاز موسوي على أحمدي نجاد فلن يكون هناك تغيير مفاجئ في العلاقات مع الغرب.

وقال علي الانصاري من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا quot;الامور في ايران تتحرك ببطء انها تنبئ بتغير ذي مغزى لكنها لن تعبر عن تغير في النظام.quot;