أكد إبلاغ إسرائيل بتمسك واشنطن بحل الدولتين وتجميد الاستيطان
ميتشيل يواصل جولته في المنطقة بمحادثات مع أبوالغيط وموسى
نبيل شرف الدين من القاهرة : في ختام اجتماعه مع المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل، صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن الجانب الأميركي مازال يتمسك بالكامل بفكرة quot;حل الدولتينquot; وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، كما يتمسك بالكامل بمطلب تجميد الاستيطان الإسرائيلي، باعتباره المنطلق الرئيسي لدفع جهود السلام، وقال: quot;إنني أقول جهد سلام وليس عملية سلام، لأن عملية السلام اتضح على مدى السنوات الأخيرة أنه بها الكثير من العيوبquot; .

ومضى أبو الغيط قائلاً إنه بحث خلال اجتماعه مع ميتشيل سبل تحريك quot;جهد سلامquot; أميركي حقيقي وجاد بين إسرائيل والفلسطينيين، ودفع جهود السلام على مستوى المنطقة في إطار ما تحدث به الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة .
وتابع قائلاً quot;إن الحديث مع ميتشل تناول أيضا مبادرة السلام العربية وكيفية تفعيلها وتنفيذها في إطار جهد سلام كامل، والمبادرة تنادي بالأرض في مقابل السلام ..أي تطبيع العلاقات يتم مع انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة والأراضي الفلسطينية.
وذكر وزير الخارجية المصري أنه تحدث مع ميتشل عن الموقف والرؤية المصرية فيما يتعلق بما يسمى quot;نهاية عملية السلامquot; أو quot;نهاية جهد السلامquot;، وتعني أن الأطراف كلها تتفق على أن الدولة الفلسطينية لها هذه الحدود ولها هذه الأوضاع بحيث يجب أن تقوم الحدود على أساس خطوط عام 1967..وأن التفاوض بين الجانبين فيما يتعلق بأي تبادل للأراضي على المستوى نفسه والنسب ذاتها سيكون برضا الفلسطينيين
وأوضح أبوالغيط أن مصر ستمضي في الطريق مع الجانب الأميركي ومع الأطراف العربية الأخرى ومع الفلسطينيين ومع إسرائيل لكي ندفع بهذا الجهد، وأعرب عن أمل مصر في أن ينتهي الأمر سريعا ببدء مفاوضات حقيقية وجادة تكشف عن تنفيذ أمل الشعب الفلسطيني.
وقال:أعطينا السيناتور ميتشل فكرة عامة عما نقوم به على مستوى بناء وحدة الصف الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية التي تعرضت لاهتزاز شديد على مدى العامين الماضيين ، والتي لاحظنا فيها عمليات اقتتال وقتل وتناقضات بين السلطة الفلسطينية وحركة quot;حماسquot;.

وأوضح أبو الغيط أن الجانب المصري استمع إلى رؤية المبعوث الأميركي وما تنوي الولايات المتحدة أن تقوم به، ونأمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب، وأضاف: quot;قمنا بتحليل الموقف سويا، إن هناك إنفتاحا كاملا من قبل القاهرة لأحاديث والجهد الذي يقوم به الجانب الأميركي والاتصالات التي يقومون بها .. حيث تطرقنا لجولة ميتشل الحالية وما قام به في إسرائيل وما ينوي الجانب الأميركي أن يقوم به قريبا .
رؤية أميركية جديدة
من جانبه أكد المبعوث الأميركي جورج ميتشل أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أوضحا بجلاء تام السياسة الأميركية إزاء جهد تحقيق السلام في الشرق الأوسط وهي العمل بكل جد من أجل تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية
تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وأضاف: إن هذه السياسة الأميركية الواضحة تتضمن كذلك تحقيق السلام بين إسرائيل والدول المجاورة لها، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية كلها، كما جاء في مبادرة السلام العربية.
وأكد المبعوث الأميركي أن المبادرة العربية وكما وصفها الرئيس أوباما تعد quot;مجرد بداية مهمةquot; يجب إدماجها في جهد السلام،ويتعين أن يتبعها خطوات وأعمال ملموسة للمساهمة في تحقيق هدف السلام المنشود .

وأكد المبعوث الأميركي أن على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مسئوليات بالوفاء بما عليهم من التزامات وفقا لخطة quot;خريطة الطريقquot;،خاصة وأن ذلك إنما يحقق أيضا مصالح الجانبين كليهما ، فضلا عن كونه يصب في مصلحة السلام في المنطقة ومصلحة كل الأطراف الساعية لتحقيق السلام،سواء في ذلك الولايات المتحدة أو الإسرائيليين أو الفلسطينيين أو العرب ككل..مشيرا إلى أن على الجميع تأكيد هذا الجهد من خلال خطوات ملموسة .

وردا على سؤال حول ما ذكره المبعوث الأميركي من أن الدول العربية عليها مسئوليات إضافية بالنسبة للعلاقات مع إسرائيل؟، قال أبوالغيط: إنني أري أن إسرائيل إذا ما تحركت باتجاه الفلسطينيين وفي اتجاه استيفاء ما هو مطلوب منها في ما يتعلق بوقف الاستيطان بالكامل وتجميده على الأراضي الفلسطينية والعودة إلى الأوضاع التي كانت موجودة قبل الانتفاضة أي قبل سبتمبر عام 2000..إذا ما رأينا عملا إسرائيليا جادا وحقيقيا وبما يعكس الرغبة الحقيقية في تنفيذ تسوية تتيح للشعب الفلسطيني الحصول على دولته فإننا نتصور أن الأطراف العربية تستطيع هي الأخرى أن تعود إلى الوضع السابق عما كانت عليه الأمور عام 2000 .

وأضاف:أي أن العرب يتجاوبون تدريجيا وبسرعات مختلفة ، وكل حسب طاقاته ورؤيته في تحليل كيف تتحرك الأمور بين الفلسطينيين وإسرائيل، وبين سوريا ولبنان من ناحية وبين إسرائيل من ناحية أخرى .
وتابع قائلاً إنه إذا ما تحركت عملية السلام ، فلا نمانع في مصر أن ترى الوضع الذي كان موجودا في عام 1995،1996 ، 97 ، 98 ، 99 ، أي تحرك عربي يشجع الجانب الإسرائيلي على المزيد من المضي في طريق السلام .

أما إذا توقفت إسرائيل وقررت أنها ترغب في الحصول على تنازلات من الأطراف العربية .. وأن ينفذ العرب المبادرة العربية أولا ، فلا يمكن أن يكون هذا هو الطريق إلى السلام ..لأنه في الحقيقة سوف يؤدي إلى ترك الفلسطينيين بمفردهم في مواجهة إسرائيل بعد أن تكون قد حصلت من العرب على كل ما يمكن أن يعطوها إياه..أي أن خطوة بخطوة وأن كان الأمر يتطلب خطوة إسرائيلية رئيسية تتمثل في الوقف الكامل للاستيطان وإتاحة الفرصة للضفة الغربية لكي تنمو مثلما كانت في منتصف التسعينات .. أي انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المدن وإنهاء الحصار المفروض ، وإلغاء كل مظاهر التواجد العسكري على الأرضي الفلسطينية والعودة للتنفيذ الحرفي لاتفاق أوسلو المنطقة quot;أquot; ، أو المنطقة quot;بquot; وغير ذلك.
الملفات الشائكة
وردا على سؤال عما إذا كان قد تبادل الرأي مع ميتشل بشأن إمكانية تبادل الأراضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار تسوية محتملة؟، قال أبوالغيط: هذا ما نتحدث به مع الجانب الأميركي لأن الإسرائيليين - على الأقل الحكومة السابقة وليس حكومة نتنياهو الذي لم ينشر أي شيء حتى الآن بل على العكس فإننا لا نستطيع أن نأخذ على محمل الجد ما يصدر على مسئولي حكومته في هذا الخصوص - وعلينا أن ننتظر لكي نرى النهج الفعلي لحكومة نتنياهو وما يتحدث به رئيس الوزراء،حيث إن ما يقوله حاليا ليس بالضرورة هو الكلمة الأخيرة .

وأضاف:إن ما نتحدث به هو ما رأيناه من حكومة أولمرت والمفاوضات التي أجرتها على مدى العام ونصف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث كانوا يعرضون مساحات من الأراضي في مقابل مساحات أخرى من الأراضي، لكن عن طريق أخذ المزيد من أراضي الفلسطينيين، وأعلنا بوضوح ضرورة أن تكون النسب متكافئة للتبادل وأن تكون نوعية الأرض من المستوى ذاته وأن يتم ذلك برضا الفلسطينيين أي أن quot;ثقل الغزو والاحتلالquot; يجب ألا يستخدم كوسيلة لتطويع الإدارة الفلسطينية..وشدد أبوالغيط في هذا الخصوص على أن أي عملية سلام تتمثل في أخذ وعطاء .

وردا على سؤال حول كيفية التحرك قدما في عملية السلام باتجاه تحقيق فكرة الدولتين في ضوء وجود انقسام فلسطيني حاد لا أمل في إصلاحه..ذكر أبوالغيط quot;إنني أود في البداية أن أوضح أنه لا يمكننا القول بأن الانقسام لا يمكن إصلاحه، لا نستطيع أن نقول ذلك بل على العكس نقول كلنا أمل في الإصلاح لأنه لا يتصور أن تبقى الحركة الوطنية الفلسطينية منقسمة هكذا..الحركة الوطنية الفلسطينية المنقسمة ستنهي مستقبل القضية الفلسطينية إذا ما بقي هذا التشرذم .
وناشد أبوالغيط حركة حماس والسلطة الفلسطينية العمل سويا ، وأن يستعيدا الوحدة وأن يحققا ما تطرحه مصر من أفكار ومقترحات..لافتا إلى أن هناك جهدا مصريا يبذل في هذا الصدد، وأضاف إننا نلاحظ من خلال المتابعة اللصيقة لهذا الموقف أن هناك تصميما مصريا من ناحية والكثير من التقدم من ناحية أخرى

وردا على سؤال حول تكرار إسرائيل لطرح فكرة quot;يهودية الدولةquot; قال أبوالغيط : quot;إنه سبق القول أن الحديث عما يسمى quot;يهودية الدولةquot; هو منطلق إسرائيلي قد يكون له أبعاد فيما يتعلق بالفلسطينيين المقيمين في إسرائيل..فهناك عرب يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية وهم حوالي 3ر1 مليون عربي ، وهؤلاء لهم حقوق وليس من المتصور أن يقال أن هذه quot;دولة يهوديةquot; وعليكم أن تغادروا الأرض.