quot;شرعية الثورة الإيرانية على المحكquot;
اتهامات أحمدي نجاد بالفساد تخلق أزمة شرعية في إيران

تضارب بأعداد الناخبين واجتماعات سرية في وزارة الداخلية
فتوى دينية تقضي بتزوير نتائج الانتخابات الإيرانية

أحمدي نجاد.. معبود المساكين والضعفاء

الانتخابات الإيرانية: رافسنجاني يقود حملة سرية لإسقاط نجاد

هل تطيح زوجة مير حسين موسوي بأحمدي نجاد؟

غدا يوم الحسم الإيراني .. الصور تتحدث


القذافي رجل طائش وإستهداف للهولوكوست في الصحف البريطانية

إنتخابات الرئاسة الإيرانية غدًا: هل تشهد البلاد تحولاً إلى الدولة؟

إيران: كروبي ورضائي مرشحان لا يحظيان بفرصة الفوز

أفشين مولافي- واشنطن: إن اتهامات محمود أحمدي نجاد المستمرة ضد أعضاء بارزين في الجمهورية الإسلامية بدءً بالرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني مروراً بالمنافس مهدي كروبي، إلى اللاعب السياسي المحافظ في الحكم علي أكبر ناطق نوري، ووصفهم بالأفراد الفاسدين المهتمين بجمع الأموال أكثر من خدمة الناس، هذه الاتهامات أرسلت ضربات قاصمة إلى صالونات الحكم في الجمهورية الإسلامية, كما شوهت سمعة بعض من رموز الثـورة .

فقد أجبر محمود أحمدي نجاد مهدي كروبي، على الاعتراف في مناظرة تلفزيونية بأنه قد حصل على هبة بلغت 300 ألف دولار من رجل الأعمال شهرام جزائري، المشهور، وعلى نطاق واسع، بالفساد. كما اتهم موسوي بالفساد من خلال ارتباطاته بعلاقات وثيقة مع هاشمي رفسنجاني وعائلته، الذين يصفهم أحمدي نجاد كلاعبين أساسيين في المافيات الاقتصادية التي تهيمن على قطاع الأعمال . حتى أنه وجه ضربة قوية لناطق نوري، الحليف المقرب من أية الله الخامنئي مطالبا إياه بالإجابة علناً على سؤال كيف تدبر أمر الحصول على quot;هذا المنزل الكبيرquot; من مجرد راتب حكومي ؟

وإن مزاعم أحمدي نجاد هذه سو ف تبقى ماثلة لعهد طويل، وبغض النظر عمن سوف يفوز بالسباق الرئاسي . وفي أحد وجوه هذا السجال، فلقد خلق احمدي نجاد أزمة ثقة بالثورة الإسلامية واضعاً تحت دائرة الشك كل الحكومات السابقة، كحكومات فاسدة وغير كفؤ.

ولهذا السبب كان هاشمي رفسنجاني قد كتب رسالة مفتوحة إلى الخامنئي ونشرت يوم الأربعاء، اشتكى فيها من أن التصريحات الكاذبة، وغير المسؤولة للسيد أحمدي نجاد، وقال بأنها ذكرته بالمنافقين، ( في إشارة إلى مجاهدي خلق )، والجماعات المعادية للثورة، بما قالوه وما فعلوه، في الأيام الأولى بعد الثورة .

وقال في الرسالة بأن اتهامات احمدي نجاد قد وضعت التاريخ الكامل للثورة الإسلامية برمته موضع التساؤل، من تضحيات وجهود الشعب الإيراني، ورجال الدين، وحتى الزعامة الخاصة لأية الله الخميني ومن خلال جميع المراكز المختلفة التي تولى مسؤوليتها .

وتوقظ الرسالة في ذاكرته كيف عمل أية الله الخميني، والسيد رفسنجاني، وأية الله محمد حسين بهشتي، الشخصية البارزة في الثورة، على الإطاحة بالسيد أبي الحسن بني الصدر، أول رئيس للجمهورية الإسلامية في العام 1981، وذلك طبقا لأوامر من آية الله الخميني، وقال: quot;أنا لا أقول أن الحكومة الحالية تشبه حكومة بني صدر، ولست أتبنى مصيرا مشابهاً لها، ولكن رغبتي تكمن في منع تكرار نفس النمط من المشاكلquot;.

ومن خلال مقارنة أحمدي نجاد بالمجاهدين والجماعات المعادية، للثورة واستحضار ذكرى هزيمة أبي الحسن بني الصدر من قبل النخبة الثورية عام 1981 فإن رفسنجاني، قد مضى بالمعركة إلى أفاق أرحب.

ولكن، وبالطبع، فإن أحمدي نجاد ليس بني صدر . فهو يحظى، اليوم، بدعم الخامينئي، وله حلفاء أقوياء ضمن نخبة الحرس الثوري، والقوات الخاصة المعروفة بالباسيج. كما يتمتع أحمدي نجاد، أيضاً، بشعبية خاصة، ويحظى بدعم من إيرانيين في الأرياف، والطبقة العاملة، رغم أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد كانت في ظل حكمه.

ويمثل أحمدي نجاد الجيل الثاني من النخب الثورية التي صنعت أسمائها وشهرتها في أثناء الحرب ضد العراق، أكثر من النضال ضد الشاه. وكنتيجة لذلك، فإن المعركة بين هاشمي رفسنجاني، وأحمدي نجاد، هي بين الجيل الأول من النخب الثورية، والجيل الثاني. وإن بروز الحرس الثوري، كلاعب سياسي رئيسي، داخل السياسات الإيرانية الداخلية، يمثل انتصاراً للجيل الثاني.

وأحمدي نجاد ينطق باسم الطبقة الإيرانية المسحوقة، لكن الدعم الأساسي لموسوي يأتي من مجتمعات الطبقة الوسطى الحداثية في المدن، ونتيجة لذلك، فإن هناك حرباً طبقية تتبدى ملامحها من خلال هذه الانتخابات. فلقد استدعى رفسنجاني المجتمع في هذه الرسالة عندما قال: quot;إن المجتمع، وعلى الأخص، جيل الشباب، يريد أن يعلم الحقيقة, الحقيقة التي تتصل مباشرة بالشرعية وهيبة وسمعة نظامنا وأمتنا. ولو كان هذا الأمر يتعلق بعدة أشخاص، لما كنت قد كتبت هذه الرسالة على الإطلاقquot;.

وفي غضون ذلك، فإن مجموعة من آيات الله في قم، كانوا قد وقعوا على عريضة ينحون فيها باللائمة على quot;الجروح التي أصابت نظامناquot;، بسبب من تهم أحمدي نجاد، وربما يبدو الأذى الأكبر بالنسبة للنخبة الدينية الإيرانية، كون الاتهامات قد جاءت من قبل الرئيس أحمدي نجاد نفسه، الرجل الشعبي الذي يستحوذ على تقدير وإعجاب الطبقات الإيرانية العاملة والمستضعفين الذين دعاهم أية الله الخميني للنهوض وخلع الشاه .

وهناك الكثيرون من ضمن الطبقات الإيرانية المتوسطة الجديدة والعلمانية التي شاركت أحمدي نجاد، ولزمن طويل، وجهات نظره حول فساد النخب الحاكمة، ولكن الطبقة العاملة كانت أقل نقداً وتهكماً.

وهكذا، فإن معركة أحمدي نجاد ضد رفسنجاني ليست مجرد معركة بين رجلين, ولكنها من ذاك النوع الذي يعرّض للخطر النخب الثورية من الجيل الأول للحرس القديم، ورجل ذي صلات محافظ، وعلى وشيجة وثقى بالحرس الثوري، وضد أعضاء من النخب التجارية الكهنوتية، وإن هذه المعركة سيتم تلمس عواقبها، ولوقت طويل، بعد أن تنتهي الانتخابات.

*أفشين مولافي، مساهم في إيلاف، وقد قام بتغطية الشأن الإيراني لعدة منشورات من بينها الواشنطون بوست، ورويترز.

ترجمة: نضال نعيسة