متحدثًا عن فرص سانحة لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط
باراك عرض لمبارك رؤيته للقضايا الفلسطينية واللبنانية والإيرانية

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن المحادثات التي أجراها مع مبارك ومعاونيه، تناولت حزمة من القضايا التي ترتبط بالتطورات الجارية بمنطقة الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها quot; تمر الآن بفترة مهمة للغاية تواجه خلالها مجموعة من التحديات من جانب حزب الله وحماس والإرهاب المتطرف وإيران quot;، على حد تعبير الوزير الإسرائيلي. وأضاف باراك قائلاً للصحافيين عقب المباحثات: quot; إن منطقة الشرق الأوسط أمامها في الوقت ذاته فرص مهمة للغاية في تحقيق مبادرات السلام الإقليمية التي طرحها الرئيس الأميركي أوباما، والمضي قدمًا على طريق دفع المسار الفلسطيني وأيضًا الاستعداد لدفع عملية السلام على مسارات أخرى quot;.

وردًا على سؤال حول وجود تناقض بين وجهتي نظر كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: quot;لا أعتقد أن هناك تباينًا كبيرًا في وجهات النظر بينهما حيث إن نتنياهو أكد أنه يساند مبادرة السلام الإقليمية للرئيس أوباما باعتبارها تحقق مصالح المنطقةquot;، على حد قوله.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالقرارات التي اتخذتها حكومات سابقة، بما في ذلك قرارات لها علاقة باتخاذ خطوات إضافية، حتى يمكن التوصل لوضع يسمح للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بالعيش جنبًا إلى جنب في دولتين ضمن أطر سلام واحترام متبادلين، كما أعرب عن اعتقاده بأن هذه ستكون خطوة رئيسة ومهمة نحو الأمام من جانب الحكومة الإسرائيلية خاصة من جانب حكومة نتانياهو.

وأكد باراك أن هذه الخطوة تحظي بقبول من البيت الأبيض ، مشيرا إلى أنه لا تزال بعض الإختلافات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية حول سبل تنفيذ بعض الجوانب العملية من هذه الخطوة ، مضيفا أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة بذل جهود لتمهيد الطريق نحو دفع هذه الخطوة للأمام.

وفي القاهرة قالت مصادر رسمية إن المحادثات تناولت بحث جهود إحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط بعد أن طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي رؤية انتقدتها مصر ودول عربية أخرى، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أيد بشروط صعبة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في خطاب سياسي ألقاه ضمن رؤية وصفتها القاهرة بأنها quot;تشوبها عيوب وينقصها الكثير من العناصرquot;، وقالت مصر إن الدولة الفلسطينية المطروحة في الرؤية الإسرائيلية quot;تفتقر إلى أدنى المقومات للاستمرارquot;.

إيران ولبنان

ومضى الوزير الإسرائيلي قائلاً quot;إننا ناقشنا خلال جلسة المباحثات التطورات الجارية على الساحة الإيرانية في الوقت الحالي بعد إجراء انتخابات الرئاسةquot; مشيرا إلى أنه لا يعلم على وجه التحديد ماذا سوف يحدث بعد هذه التطورات، وقال إن هذه الأحداث الجارية في إيران تعكس مدى التوتر الذي يطفو على السطح في الساحة الإيرانية. وأشار باراك إلى أن المناقشات تطرقت إلى الاحتمالات الناتجة عن مواصلة إيران مساعيها وجهودها الرامية إلى البزوغ كقوة نووية في المنطقة وكذلك الظهور كقوة إقليمية مهيمنة، معربا عن اعتقاده بأن هذه المساعي الإيرانية تمثل تحديا لدول المنطقة والعالم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ، في تصريحاته، إن مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك تناولت أيضا الأوضاع في لبنان بعد الانتخابات الأخيرة وكذلك الأوضاع في غزة وتطورات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي يأتي برعاية مصرية. وأكد باراك على الدور المحوري والمهم الذي تضطلع به مصر في هذا المجال ، ووصفها بأنها أهم دولة رائدة في العالم العربي، ومركز للاعتدال في منطقة الشرق الأوسط حيث تواصل جهودها في طرح الحلول لمشكلات المنطقة.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن المباحثات تناولت قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت وجهود الإفراج عنه ، منوها بالدور الذي تقوم به مصر في هذا الصدد باعتبار أنها تتمتع بعلاقات وثيقة مع الجانب الفلسطيني. وردًا على سؤال حول مصير الجندي شاليت، قال بارك إنه يحبذ عدم التحدث عن جهود الإفراج عنه علنا حيث إن مثل هذه القضايا يجب أن تتم معالجتها بصورة سرية بعيدا عن الإعلام.

وردا على سؤال حول وجهة نظره إزاء الأحداث الجارية في إيران ، قال باراك إنه quot;من السابق لأوانه الحكم على مجريات الأمور في طهران غير أن ما يحدث هناك يدل على أن الشعب الإيراني أصبح على استعداد للخروج للتعبير عن آرائه ، وأنه يرغب في أن يحصل على مجتمع أكثر انفتاحا ، ولكننا سنترك الأمور للمستقبل لكي نعلم كيف ستنتهي هذه الأحداثquot;.

ونقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول إسرائيلي قوله إن زيارة باراك تستهدف البحث عن سبل للتحرك قدماً في محادثات السلام بعد خطاب نتنياهو، والكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي أوباما من القاهرة في الرابع من حزيران (يونيو) الجاري وتطرق فيها لمحادثات السلام في الشرق الأوسط وقضايا أخرى.

وقال نتنياهو الذي تحدث يوم 14 حزيران (يونيو) إن على الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية وأن يتخلوا عن حق عودة اللاجئين، ولم يتعهد بوقف التوسع في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، ورفض القادة الفلسطينيون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية لأنهم يعتقدون أن ذلك يضعف موقف عرب إسرائيل الذين يمثلون 20 في المئة من السكان.