طهران: تضاربت الأنباء حول عودة الهدوء إلى إيران، ففي الوقت الذي قال شهود عيان إن طلقات نارية سمعت في ضاحتين شمال غرب طهران وفقاً لما ذكرته قناة العربية الإخبارية، فإن مسؤولاً أمنياً إيرانياً أعلن قبل قليلأن الأوضاع في العاصمة طهران كانت هادئة اليوم الأحد، بعدما عمتها تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما أُفيد عن إطلاق سراحخمسة من أقارب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام النظام هاشمي رفسنجاني، ومن بينهم إبنته فائزة التي اتهمت بالتحريض وإثارة الشغب.

هذا وأعلن مير حسين موسوي الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام منافسه الرئيس محمود أحمدي نجاد، أن الاحتجاج على quot;التزويرquot; هو quot;حق للشعبquot;، داعياً أنصاره إلى quot;ضبط النفسquot;، وذلك في بيان نشر على موقعه الالكتروني.

وكتب رئيس الوزراء الإيراني السابق في النص الذي نشر على الموقع الالكتروني لنشرته quot;بصفتي شخصاً أصابه الحزنquot; على القتلى الذين سقطوا في التظاهرة السبت quot;أدعو شعبي العزيز إلى ضبط النفسquot;.

وأضاف إن quot;الاحتجاج على الاكاذيب والتزوير هو حقكمquot;. وتابع يقول quot;تأملوا الحصول على حقوقكم، ولا تسمحوا للذين يريدون إغضابكم بتحقيق النجاحquot;.

أما مجلة نيوزويك فأفادت بأن السلطات الإيرانية اعتقلت اليوم صحافياً كندياً يعمل لحسابها في إيران هو مزيار بهاري، ولم تتلق أخباراً عنه منذ ذلك الحين. وأوضحت المجلة التي تتخذ من نيويورك مركزاً لها في بيان أن quot;نيوزويك تدين بشدة هذا الاعتقال غير القانوني، وتدعو الحكومة الإيرانية إلى إطلاق سراحه على الفورquot;.

وذكرت أن quot;السلطات الإيرانية اعتقلت (بهاري) بدون توجيه أي تهمة إليهquot;، وأن المجلة quot;لم تتلق أخباراً عنه منذ ذلك الحينquot;. وكان بهاري يقيم في إيران، ويغطّي الأخبار في هذا البلد منذ عشر سنوات.

من جهتها، نقلت وكالة quot;مهرquot; الإيرانية شبه الرسمية عن قائد شرطة العاصمة العميد عزيزالله رجب زاده قوله للصحافيين إن الأوضاع كانت هادئة اليوم في طهران، مشيراً إلى اعتقال عدد من quot;مثيري أعمال الشغبquot; خلال الأيام الماضية. وقال رجب زاده quot; أمس ونظراً إلى عدم صدور أي ترخيص للتظاهر، فإن المواطنين لم يشاركوا في هذه التظاهرة احتراماً للقانون، وإن قلة من مثيري أعمال الشغب والانتهازيين تواجدوا في بعض مناطق طهران، وفي ضوء التصدي الحازم لقوات الشرطة فإن طهران شهدت اليوم أوضاعاً هادئةquot;.

واضاف quot;اليوم لم تصل أية تقارير عن أعمال شغب أو اشتباكات لحد الآن، وأن الافراد الذين تم اعتقالهم أمس سيتم إحالتهم إلى الجهات القضائية بعد اتخاذ الإجراءات القانونيةquot;. وأكد رجب زاده أن قوات الشرطة ستتصدى بشكل قاطع لأعمال الشغب والفوضى.

وكان نقل تلفزيون quot;برس تي فيquot; الرسمي الناطق باللغة الإنلكيزية عن مسؤولين قولهم إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا أمس السبت وجرح أكثر من 20 آخرين في طهران في أعمال العنف التي تشهدها إيران منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.

وذكرت المحطة أن الإصابات وقعت بعدما تسلّل quot;عناصر إرهابيونquot; إلى المظاهرات، وقام المسلحون بإضرام النار في مسجد وفي محطتي وقود ومهاجمة موقع عسكري. واستخدمت الشرطة الإيرانية الهراوات والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذي احتشدوا بالقرب من ميدان quot;انقلابquot;، حيث شهدت المنطقة بعض الصدامات بين المتظاهرين والشرطة.

وأضافت المحطة أنه تم توقيف أقارب رفسنجاني الخمسة ليل أمس السبت بتهمة المشاركة في تظاهرة quot;غير مرخصةquot; في ميدان quot;آزاديquot; بطهران، والتحريض والتشجيع على أعمال الشغب. والمعتقلون الخمسة هم ابنة رفسنجاني فائزة وابنتها، وزوجة ابن عم رفسنجاني حسين مرآشي وابنته وشقيقة زوجته.

وذكرت المحطة أن أنباء أشارت إلى مشاركة واحد من أبناء رفسنجاني في احتجاج في ميدان quot;توحيدquot;، وأنه فرّ من المكان بعدما تم التعرّف إليه.

وكان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي دعا إلى تشكيل هيئة حيادية ومنصفة تكون محل ثقة المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية ويقبلون بحكمها لتسوية الأزمة الناشئة بسبب هذه النتائج، فيما أُعلن أن المواجهات بين متظاهرين من التيار الإصلاحي وقوات الأمن أمس السبت أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً و20 جريحاً وتوقيف ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني و4 من أقربائه.

وذكرت وكالة quot;مهرquot; الايرانية شبه الرسمية أن خاتمي قال في بيان، إن تعيين quot;هيئة منصفة، حيادية، وشجاعة تكون محل ثقة بالأخص لدى المعترضين (على نتائج الانتخابات) والقبول بالحكم المنصف لهذه الهيئة، هو الحل لتجاوز المرحلة الحالية وخطوة على طريق تعزيز النظام وتسوية الأمر في هذه البرهة الحساسة بما يخدم مصالح الشعب ومبادئ الثورةquot;.

ورأى خاتمي اليوم أن المجال لازال مفتوحاً أمام تسوية الوضع الانتخابي quot;المتأزمquot;، مؤكداً أن الحل لا يتمثل في إحالة الأمر إلى مرجع أو مراجع quot;هي عينها محل انتقاد وشكوى، في حين ينبغي عليها أن تحافظ على حقوق الشعب وتجري الانتخابات بنزاهة وحرية وعبر آلية مراقبةquot;.

واتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اليوم الأحد بريطانيا بالتدخل في الشأن الداخلي لبلاده وبتدريب عناصر في العراق لتنفيذ تفجيرات في إيران، وهاجم فرنسا محذراً quot;الأقزامquot; الذين يحكمون فيها من الاستمرار في التدخل في شؤون بلاده ومن عواقب ذلك.

كما حذر رئيس مجلس الشوري الإسلامي في إيران (البرلمان) علي لاريجاني اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء بريطانيا غوردن براون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.

إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الخارجية البلجيكية أن سفارة بلجيكا في طهران quot;لن تفتح أبوابها أمام المتظاهرين من المعارضة للجوء إليهاquot;. وأضاف المتحدث quot;نفى سفير بلجيكا في اتصال معه في طهران أن تكون البعثة البلجيكية في وضع يخولها استقبال متظاهرين إيرانيينquot;.

وتسري على الإنترنت لائحة بأسماء سفارات وافقت على استقبال لاجئين جرحى في طهران، وتشمل خصوصاً ألمانيا وأستراليا وبلجيكا وفنلندا وفرنسا والمكسيك.

وأفادت مصادر دبلوماسية أن سفارات عدة في إيران تلقت رسائل الكترونية تطلب منها فتح أبوابها أمام المتظاهرين من المعارضة ليتمكنوا من اللجوء إليها، لكن أي طلب فعلي باللجوء لم يتاكد.

من جانبها، أعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطية دايان فينستاين أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لا تملك نفوذاً كبيراً على ما يجري في إيران، وأن قدرتها على quot;تغيير مجرى الأحداث ضعيفة جداًquot;.

وقالت متحدثة لشبكة quot;سي إن إنquot; إن اللجنة استجوبت هذا الأسبوع المسؤولين الأميركيين الضالعين في عمليات سرية.
واضافت quot;يمكنني القول إنه على حد علمي، لم يحصل أي تدخل في الانتخاباتquot; الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12 يونيو وأثارت نتائجها حركة التظاهرات والاحتجاجات الجارية في هذا البلد.

وقالت فينستاين إنه quot;بالتعرض للولايات المتحدة وبريطانيا، فإنهم (القادة الإيرانيون) يحاولون التهرب من مسؤولياتهمquot; في الأزمة المستمرة منذ الانتخابات والتي تعرض خلالها المتظاهرون لقمع شديد.

وأقرت فينستاين عضو مجلس النواب عن كاليفورنيا أن المعلومات التي جمعتها الاستخبارات الأميركية في إيران ليست ذي قيمة.

وتابعت quot;اعتقد أنه من الصعب للغاية حالياً الحصول على معلومات في هذا البلد. وأرى بالتالي بكل صراحة أن قدرتنا على الذهاب إلى هناك وتغيير مجرى الأحداث محدودة للغايةquot;.