واشنطن-طهران: أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستئناف المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي، حسب ما أعلنت الأحد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي اعتبرت أن اتهامات الرئيس محمود احمدي نجاد لواشنطن بالتدخل في شؤون بلاده quot;ليس لها مصداقيةquot;.

وقالت رايس في حديث لشبكة CBS التلفزيونية quot;ما زال العرض الذي قدمناه لطهران قبل شهرين، بالتفاوض حول برنامجها النووي مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، قائما . وأضافت أن الأحداث الجارية في إيران تمثل quot;لحظة تغيير قوية في هذا البلدquot;، مضيفة أن تصريحات احمدي نجاد ضد الولايات المتحدة quot;لا تتمتع بمصداقية في الإطار الحاليquot;. ويتهم الرئيس الإيراني واشنطن بالتدخل في الأحداث التي أعقبت الانتخابات المثيرة للجدل في إيران وطلب من الرئيس باراك اوباما quot;الاعتذارquot;.

وقال اوباما الجمعة quot; انه لا يأخذ هذه التصريحات على محمل الجدquot;. وذكرت رايس أيضا أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يبقى صاحب القرار في القضايا الأمنية والسياسة الخارجية وليس احمدي نجاد. وأضافت أن quot;الولايات المتحدة ستواصل العمل للدفاع عن مصالحها الوطنيةquot;. ومضت تقول quot;علينا تحقيق أهم الأهداف بالنسبة لبلادنا، وان احد هذه الأهداف هو منع إيران من المضي في تطوير أسلحة نووية ومنع السباق على التسلح في الشرق الأوسط والتحقق من أن شركاءنا وحلفاءنا في المنطقة وكذلك الولايات المتحدة تضمن أمنهاquot;.

وأضافت رايس quot;الأمر كله يتوقف على إيران. إنهم quot;الإيرانيونquot; يستطيعون اختيار وقف برنامجهم لتطوير أسلحة نووية والتصرف بشكل مسؤول والعودة إلى صفوف مجموعة الأمم او اختيار سبيل آخر سيؤدي إلى عزلهم والى زيادة الضغوط عليهمquot;.

مظاهرة quot;صامتةquot; في طهران

ميدانيا، شارك ما يقرب من خمسة آلاف شخص في أول مظاهرة احتجاجية تسمح بها السلطات الإيرانية، قرب أحد المساجد في العاصمة طهران الأحد، بعد أكثر من أسبوعين من الاضطرابات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت في 12 يوينو/ حزيران الجاري.

تزامن سماح طهران بهذا الاحتجاج مع اتهام منظمة العفو الدولية quot;أمنستيquot; لمليشيات quot;الباسيجquot; بانتهاك القوانين، واختطاف إيرانيين أصيبوا أثناء التظاهرات الاحتجاجية، من المستشفيات، فيما اتهمت تقاري أخرى تلك العناصر بالانخراط في أعمال عنف متفرقة بحق المتظاهرين ونشطاء المعارضة.

وقد خيم الصمت على المحتجين، الذين جابوا ببطء في الشوارع المحيطة بمسجد quot;قبةquot;، الواقع في شمال طهران، حيث وافقت السلطات في وقت سابق، على تنظيم اجتماع تأبيني لـquot;أحد أبطال الثورة الإسلاميةquot;، وهو محمد حسين بهشتي، الذي قُتل في تفجير بنفس المكان عام 1981.

من جانبه، قال بانافشيه أكلاجي، مدير الإقليم الغربي للمنظمة الدوليةquot; لـCNN: quot;يقف الباسيج بالمرصاد لهمquot;، في إشارة للميليشيات شبه النظامية الإيرانية، التي تصدت بالقمع للتظاهرات الشعبية الضخمة المنددة بنتائج انتخابات 12 يونيو/ حزيران الجاري. وأوضح أكلاجي أن المعلومات المستقاة من إيرانيين غادروا البلاد وأجانب، تشير إلى أن مليشيات الباسيج منعت الطواقم الطبية من معرفة هويات المصابين أو السؤال عن كيفية إصابتهم، وتقوم باقتياد الجرحى إلى وجهات مجهولة فور تلقيهم العلاج.

ويشار إلى أن CNN، التي مُنعت، ضمن وسائل إعلام أجنبية أخرى من تغطية أحداث إيران، تلقت تقارير مشابهة عن ترصد الباسيج للمصابين في المستشفيات، وتهيب الجرحى من طلب العلاج بالمستشفيات خوفاً من الاعتقال.

وظهر اتساع مجال الحملة القمعية من أعداد اعتقالات الإصلاحيين السياسيين والمثقفين والصحفيين في شتى أنحاء إيران، والذين بلغوا 70 معتقلاً على الأقل، معظمهم من أعضاء إدارة الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وفق المنظمة المعنية بحقوق الإنسان.

ومن دلائل الحملة القمعية التي تشمل جميع أنحاء إيران، هجمات قوات الأمن وميليشيات الباسيج على مساكن الطلاب الجامعيين، وقطع الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وتقييد التغطية الإعلامية الدولية والمحلية للمظاهرات ضد ما توصف بأنها quot;انتخابات مسروقة.quot;

وفي حين تناقلت الأنباء على نطاق واسع اعتقال العشرات من النشطاء السياسيين في العاصمة، تم إيلاء درجة أقل من الاهتمام بالوضع في البلدات والمدن المنتشرة في الأقاليم.

وفي تبريز بشمال غرب إيران، ورد اعتقال 17 ناشطاً سياسياً، بينهم أطباء وأعضاء في نهضتي أزادي (حركة حرية إيران)، واقتيدوا إلى أماكن غير محددة بعد أن قاموا باحتجاج سلمي في ميدان أبريسان في المدينة. ومن جملة الذين اعتقلوا الطبيب غفاري فرزادي، وهو عضو قيادي في quot;حركة حرية إيرانquot; ومحاضر في جامعة تبريز.

وقد دعت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية إلى ممارسة ضبط النفس في عمليات الحفاظ على الأمن خلال أي مظاهرات أخرى تجري بشأن نتيجة الانتخابات، وإلى وضع حد للهجمات على الطلبة.

ومن جانبها، اتهمت منظمة quot;هيومان رايتس ووتشquot; مليشيات الباسيج بالانخراط في أعمال عنف متفرقة بحق المتظاهرين ونشطاء المعارضة. وهاجمت ميليشيا الباسيج - التي شُكلت أثناء ثورة 1979 والتابعة للحرس الثوري - عدة مرات مساكن الطلاب الجامعيين، وضربت الطلاب وفتشت حجراتهم باستخدام العنف. وتوافدت أعداد كبيرة من ميليشيات الباسيج على المظاهرات، على متن دراجات نارية بالأساس، لمهاجمة المتظاهرين.