ربط التنظيم الدولي بخلية حزب الله وثمن التصعيد ضد نجل الرئيس
معركة كسر العظام بين الإخوان والنظام تتفاعل في مصر

محمد حميدة من القاهرة: تصاعدت وتيرة الأزمة بين الإخوان والنظام في الأيام الأخيرة... حملة اعتقالات مكثفة استهدفت قيادات وكوادر الجماعة وتشهد تطورًا يومًا بعد يوم... ثمة ملاحقات قضائية ومحاولات للتضييق على الجماعة في نقابات مختلفة كما يحدث في نقابة المحامين للإطاحة بالإخوان من هيئة المكتب. وعلى الجانب المقابل بدت محاولات تصعيد من جانب نواب الجماعة ضد جمال مبارك أمين لجنة السياسات ونجل الرئيس .

وتأتي عملية التصعيد المتبادلة وسط تسريبات عن حل مجلس الشعب المصري، فعلى الرغم من محاولات التطمين بين الفينة والأخرى من جانب رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور ورموز الحزب الوطني الكبار بأن المجلس لن يحلquot; اطمئنوا مفيش حل quot; كما جاء على لسان الدكتور سرور في إجابته على أسئلة النواب في هذا الصدد،إلا ان ذلك ليس كافيًا لزرع الطمأنينة في نفوس نواب المعارضة والمستقلين عن حل المجلس. وخاصة أن الذي يملك قرار الحل هو رئيس الجمهورية الرئيس مبارك، وتزيد درجة الإحساس بهذا الشعور وسط جماعة المسلمين على اعتبار ان هذه الخطوة من شأنها- وفق تقديرات الخبراء- اقصاء الاخوان من على الساحة السياسية ,العقبة الرئيسة او اكبر قوى معارضة ضد التوريث .

عزز هذا المبرر خبراءمؤكدين ان السبب من وراء حل المجلس ربما تكرار ما حدث للإخوان المسلمين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى 2007 وانتخابات المحليات، في انتخابات الشعب القادمة . ورجح الدكتور ضياء رشوان الخبير السياسي المعروف ارتباط الحل المباشر للمجلس بصورة مباشرة quot;برغبة النظام في إقصاء الإخوان المسلمين عن المشهد البرلماني والسياسي المصري بصورة شبه كاملة وبفترة كافية قبل الانتخابات الرئاسية التي يمكن ان تشهد مفاجآت في شخصية مرشح الحزب الحاكمquot;.

وتؤكد المؤشرات ان طرح جمال مبارك عاد بقوة. وفي الوقت نفسه زاد التصاعد ضده من قبل نواب الإخوان ووصل الأمر الى درجة انتقاده علنًا على الرغم من انه نادرًا ما هاجم نواب اخوان الرئيس او نجله في أدواتهم البرلمانية. وقد وضح هذا التصاعد مؤخرًا فى اتهام النائب ياسر محمود لجمال مبارك بالتدخل فى شئون البرلمان بمنعه لجنة الشباب في مجلس الشعب من عقد اجتماع لمحاسبة المسؤولين عن هزيمة منتحب مصر امام أميركا بنتيجة 3 صفر في مونديال القارات. وتبعه موقف آخر من جانب النائب عبد الفتاح حسن وطالب ايضا نجل الرئيس بالتوقف عن التدخل في شؤون الجامعات عندما أشار السيد جمال مبارك خلال لقائه مع خريجي الجامعات بأن التدخل الحزبي في شؤون الجامعات يؤدي الى إفساد العملية التعليمية وحدوث انشقاقات بين الطلاب وهيئة التدريس .

التصعيد ضد جمال من جانب نواب الإخوان تزامن مع حملة شرسة من جانب الأمن ضد قيادات الجماعة وأعضاء فى مكتب الإرشاد بالقبض على الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح رئيس اتحاد الاطباء العرب والدكتور أسامة نصر والدكتور محمود حسين أعضاء المكتب، إضافة الى فتح التحقيق في قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي استأنفت فيه نيابة امن الدولة العليا تحقيقاتها أمس السبت بعد توقف يومي الخميس والجمعة. وعلمت quot;إيلافquot; من مصادرها ان هناك نية لرفع الحصانة عن نواب الإخوان في الايام القليلة المقبلة بتهمة تورطهم في هذا التنظيم .

ورجحت المصادر ان يتم استدعاء الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الكتلة بالبرلمان والنائب سعد الحسينى والنائب حسين ابراهيم بعد رفع الحصانة عنهم من خلال قرار هيئة المكتب ورئيس البرلمان فقط لظروف عدم انعقاد المجلس .وتشير المؤشرات وفق ما تسرب عن التحقيقات في القضية ان يتم توسع دائرة الاتهامات الى 40 قياديًا من قيادات الإخوان فى الداخل والخارج . وجاء في مذكرة التحريات ان قيادة التنظيم شرعت في تنفيذ مخطط بدأ منذ حصار غزة واعتمد على محورين الأول تشكل في بؤر تنظيمية إرهابية تضم بعض عناصر الجماعة وتم إخضاعهم لبرنامج عسكري لتنفيذ مهام إرهابية، وقالت ان قيادة التنظيم تسترت على حركة هذه البؤر، مشيرًا الى إرسال بعضهم الى غزة لتلقي تدريبات عسكرية لدى حركة حماس والعودة الى مصر لتنفيذ عمليات ارهابية وربطت التحريات بين قضية التنظيم وخلية حزب الله بعد اعتراف 3 متهمين بالانتماء الى الإخوان , واشارت ان الجماعة استغلت مأساة الشعب الفلسطيني وجمعت اموالاً طائلة استغلت في المؤسسات التنظيمية للجماعة .

ويتزامن مع ذلك محاولات نجحت بالفعل في إقصاء الإخوان من تشكيل هيئة مكتب المحامين حيث خلا التشكيل تمامًا من أنصار الإخوان مقتصرًا على رجال سامح عاشور واحمد عز.

ويبدو واضحًا ان معركة تكسير عظام الإخوان لن تتوقف الا بعد ان يقدم الإخوان التنازلات المطلوبة وخاصة موقفهم من قضية التوريث , وهو ما لا يبدو يلوح في الافق في الوقت القريب ويشير في الوقت ذاته الى احتمال استمرار الحملة وربما بطريقة اكثر شراسة في محاولة لإقصاء الإخوان عن المشهد السياسي برمته. فمن جانبه استبعد د.محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة أن يقدم الإخوان أي تنازلات تحت هذه الصعوبات، مؤكدًا مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة أيا كانت العواقب، وشدد نائب المرشد على موقف الجماعة الرافض لملف التوريث، وقال ان التوريث إهدار لمبدأ المواطنة، كما أنه يصادر حق ملايين المصريين في الترشح في انتخابات نزيهة، مضيفًا أيا كان التصعيد، فموقفنا من التوريث لن يتزعزع. وعن آليات الجماعة في الرد على الحملة الأمنية المتصاعدة ضدها، قال حبيب quot;ما زالت مؤسسات الجماعة تدرس وتناقش الأفكار المطروحة حتى تتخذ قرارها المناسب بالإجماع.

ولا يبدو ان صبر الجماعة سينفذ , فعلى الرغم من مطالبات شباب الجماعة وضغوطهم من اجل الرد على الحملة الأمنية وما يواجه الاخوان من صعاب الا ان المرشد العام مهدى عاكف لا يزال متمسكًا بسياسة الصبر. وأكد ان الجماعة لن ترد في المرحلة الحالية على الحملة الأمنية، التي أسفرت عن اعتقال ثلاثة أعضاء بمكتب الإرشاد فضلاً عن 20 من قياداتها وكوادرها بالاحتجاج، وبرر عاكف عدم التصعيد ضد الحكومة سواء بالاحتجاج أو التظاهر حتى لا يعطي فرصة للأميركيين والصهاينة لأن يشمتوا بمصر على حد تعبيره، وطالب الشعب بأن يتحرك.