ايران تتجه للانتقام من المعارضة وإحالتها إلى القضاء

لاريجاني يتوجه إلى قطر لبحث قضايا الأمة

طهران: قالت جماعة ايرانية مؤيدة للاصلاح من رجال الدين يوم الاحد إن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي quot;باطلةquot; وذلك على الرغم من أن الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي أقر هذه النتيجة، وطالبت جمعية الدارسين والباحثين بحوزة قم العلمية باطلاق سراح الايرانيين الذين اعتقلوا في أعقاب اعلان فوز الرئيس الايراني المتشدد في 12 يونيو حزيران وهي علامة على تزايد الشقاق بين رجال الدين الشيعة.

وقال البيان الذي نشر على موقع الجمعية quot;تم تجاهل شكاوى المرشحين الاخرين وأدلة قوية على تزوير الانتخابات...وجرى قمع المظاهرات السلمية التي قام بها الايرانيون بعنف...وقتل العشرات من الايرانيين واعتقل المئات منهم بشكل غير قانوني... النتيجة باطلة.quot;

ورغم ضعف التأثير السياسي لجمعية الدارسين والباحثين يكتسب بيانها أهمية كخطوة تحد لان قم هي مركز قوة مؤسسة رجال الدين، ويأتي هذا البيان بعد مطالبة رجال دين متشددين بمحاكمة قادة الاحتجاجات التي كانت اقوى مظهر للمعارضة في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979، واتهم الحرس الثوري الايراني قادة المعارضة بأنهم quot;يحاولون الاطاحة بالمؤسسة الاسلاميةquot;.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الجنرال يد الله جاواني قوله quot;تنبأنا بثورة مخملية. لكن تم تحييدها بيقظتناquot;، وقال قائد الشرطة الايرانية يوم الاربعاء ان 1032 شخصا احتجزوا خلال الاحتجاجات في طهران لكن أغلبهم أفرج عنه. ويقول ناشطون حقوقيون ان ما يقرب من 2000 شخص من بينهم قادة معارضة وأساتذة جامعيون وصحفيون وطلاب ربما لايزالون رهن الاحتجاز في أنحاء البلاد.

وقالت ايران يوم الاحد انها أطلقت سراح صحفي يوناني كان يغطي الانتخابات لصحيفة واشنطن تايمز بينما قال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني ان ايران ستفرج في وقت لاحق من يوم الاحد عن واحد من اثنين من موظفي السفارة البريطانية الايرانيين لا يزالا محتجزين. الا انه يصدر تعليق فوري من وزارة الخارجية الايرانية بشأن موظفي السفارة الذين أدى احتجازهم الى استدعاء السفراء الايرانيين في دول الاتحاد الاوروبي.

وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الايرانية للتلفزيون الايراني quot;بسبب الجهود الانسانية التي قام بها السفير الايراني الى اليونان...أفرج اليوم عن الصحفي اليونانيquot;، وينفي المسؤولون الايرانيون أن تكون الانتخابات قد زورت وقالوا انها كانت الانتخابات quot;الاكثر نزاهةquot; في تاريخ الامة الايرانية منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وشنت السلطات الايرانية حملة اجراءات مشددة على المحتجين لكن المعارضة قالت انها لن تستسلم.

وبينما يتحالف بعض رجال الدين مثل اية الله محمد مصباح يزدي مع الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد انتقد ما لا يقل عن اثنين من كبار رجال الدين هما اية الله العظمى حسين علي منتظري واية الله العظمى يوسف الصانعي السلطات الايرانية، وقال بيان جمعية الدارسين والباحثين بحوزة قم العلمية quot;مع كل هذه المشاكل كيف يمكن اقرار النتيجة بوصفها شرعية.. وكيف يمكن اعتبار الحكومة شرعية.quot;

وكان المرشحان الاصلاحيان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي قالا أيضا ان حكومة أحمدي نجاد القادمة ستكون غير شرعية، وقال مهدي كروبي في بيان نشر يوم الاحد على موقعه على الانترنت quot;الحكومة التي تفتقر الى دعم الشعب لا تتمتع بالشرعية...ستستمر معركتنا.quot;

وقالت صحيفة كيهان المتشددة في مقال quot;موسوي وأنصاره معارضون خطرون على المؤسسةquot;، وطالب حسين شريعة مداري أحد أبرز مساعدي الزعيم الايراني الاعلى يوم السبت بمحاكمة موسوي والرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي لارتكابهما quot; جرائم بشعةquot;.

وتتهم ايران القوى الاجنبية وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة بالتحريض على الاحتجاجات المعارضة للحكومة للقيام بثورة quot;مخمليةquot; بهدف تقويض الجمهورية الاسلامية.
واعتقلت طهران تسعة من العاملين الايرانيين بالسفارة البريطانية لكنها أفرجت عن سبعة منهم فيما بعد.

وقال رجل الدين المتشدد أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور الذي أقر نتيجة الانتخابات ان موظفي السفارة البريطانية اعترفوا بالتحريض على مظاهرات الشوارع وسيواجهون المحاكمة، وردا على احتجاز موظفي السفارة البريطانية استدعت الدول أعضاء الاتحاد الاوروبي السفراء الايرانيين وتعهدت برد جماعي وقوي على أي ترهيب ايراني للعاملين في السفارات الاوروبية لدى طهران.