قمة مجموعة quot;G-8quot; قد تنتقل من أكويلا الى روما

باريس: فقدت مجموعة الثماني شيئا فشيئا القيادة الاقتصادية للعالم لصالح مجموعة العشرين وبات التشكيك في شرعيتها يأتي من كل حدب وصوب بل ان العديد من الخبراء يدعون لتفكيكها. واكتفت مجموعة الثماني، وهي نادي الدول السبع الصناعية الكبرى مضافا اليها روسيا، منذ بدء الازمة المالية في ايلول/سبتمبر الماضي باصدار تصريحات مبدئية وتركت القرارات الفعلية الى مجموعة العشرين التي تكرست هيمنتها الاقتصادية خلال قمة لندن في مطلع نيسان/ابريل.

ويقول الباحث في لندن بيزنس سكول ريتشارد بورتس انه quot;لم تحقق مجموعة الثماني اي انجاز جوهري خلال السنوات الماضيةquot;. ويوضح ان هذا المنتدى غير الرسمي الذي تأسس في العام 1975 quot;لم يعد ملائما لمعظم القضايا الكبرى، فلم يعد بالامكان التحدث في البيئة او القضايا المالية او التجارة من دون وجود الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقياquot; وهي دول اعضاء في مجموعة ال 20.

ويضيف باري ايشنغرين من جامعة بركلي في الولايات المتحدة انه quot;ضرب من الوهم ان نتصور اصلاحا دائما للنظام المالي من دون اشراك الدولة التي تمتلك اكبر احتياطي من العملات، اي الصينquot;. وتعتقد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان quot;صيغة مجموعة الثماني لم تعد كافيةquot;. وقالت الخميس الماضي quot;ان المشكلات التي نواجهها لم يعد من الممكن حلها في اطار الدول الصناعية الكبرى فقطquot;.

ويعتبر جون كيرتون من جامعة تورونتو ان مجموعة الثماني تلعب مع ذلك quot;دورا اساسياquot; في تحديد quot;توجهاتquot; مجموعة ال 20. وفيما يجتمع قاددة مجموعة الثماني في لاكويلا بايطاليا من الثامن الى العاشر من تموز/يوليو الجاري، يعتقد معظم الخبراء ان هذا المنتدى ينبغي ببساطة ان يختفي. ويقول راجيف كزمار من المجلس الهندي لابحاث العلاقات الاقتصادية الدولية في نيودلهي ان quot;مجموعة الثماني يجب ان تعلن حل نفسها (..) لو كنا نريد لمجموعة العشرين ان تبقى او ان تكون فاعلةquot;.

ويعتقد تشارلز وايبلوتش من معهد الدراسات الدولية العليا في جنيف ان quot;ينبغي الاعداد لنهاية مجموعة الثماني، فهناك تناقض جوهري بين الابقاء على هذه المجموعة الصغيرة في حين انها اوكلت بنفسها القضايا الكبرى في العالم الى مجموعة العشرينquot;. وتبدو مسألة خلافة مجموعة الثماني مطروحة وتطمح مجموعة العشرين التي تجتمع نهاية ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة الى لعب هذا الدور.

ويشير اسوار براساد من جامعة كورنال في الولايات المتحدة الى ان quot;مجموعة الثماني تلعب بشكل متنامي دور المحرك في تحديد الاولويات الدوليةquot;. ولكن هناك تحفظات كذلك على مجموعة ال 20. ويعتقد براساد انه مازال للدول الصناعية ثقل اكبر مما ينبغي داخلها وينبغي اجراء عملية اصلاح من اجل quot;ان تتأكد الدول الصاعدة من ان صوتها مسموعquot;. ويشير الاجتماع الاول لمجموعة بريك (البرازيل وروسيا والهند والصين) الذي عقد في منتصف حزيران/يونيو في روسيا الى ان الدول الصاعدة الكبرى لن تظل متفرجة.

ويرى جون كيرتون ان مجموعة ال 20 تعاني بسبب quot;تنوعها فالصين والسعودية لديهما رؤى للديموقراطية مختلفة تماما عن بقية دول المجموعة وهو امر جوهري عند مناقشة تنظيم السوق الماليةquot;. ويعتقد راجيف كومار ان quot;مجموعة العشرين متسعة اكبر مما يجب وينبغي تشكيل مجموعة اصغرquot; ويدعو الى انشاء مجموعة ال 4 على ان تضم اليابان والصين والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

في المقابل، يتبنى جوزف ستيغليتس الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد دعوة لانشاء quot;مجموعة ال 192quot; لتضم كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة ولكن هذا الاقتراح لا يلقى تأييدا كبيرا. بدأ اذن الجدل حول ادارة العالم ولكنه قد يتوقف سريعا.ويقول اسوار براساد ان quot;هناك توترات كبيرةquot; بين الدول الصاعدة والدول الصناعية وفي حالة عودة معدلات النمو الى طبيعتها فان هناك احتمال ان تتخلى الدول عن quot;توجهها نحو التوحدquot; الذي تولد مع الازمة المالية العالمية العام الماضي. ويضيف quot;من غير المؤكد ان تتمكن مجموعة ال20 من البقاء اذا تحسنت الاحوالquot;.