عامر الحنتولي من الكويت: أعطت حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح اليوم شارة البداية لإطلاق وتنفيذ مشاريع ضخمة جدا تقدر قيمتها بأكثر من خمسة مليارات دينار كويتي توزعت بين بناء المستشفيات والطرق والجسور والمدينة الجامعية، في جلسة لمجلس الوزراء طلب خلالها الشيخ المحمد التفرغ التام لتنفيذ تلك المشاريع مؤكدا لوزرائه خلال جلسة ساخنة أنه سيتابع تلك المشاريع بنفسه، وأنه لن يكون هنالك عذرا لأحد بتعطل تلك المشاريع التي يأتي تنفيذها وسط أجواء شعبية ناقمة طيلة المرحلة الماضية على الإرتباك والتردد الحكومي في تنفيذ تلك المشاريع التي سيعطي تنفيذها للحكومة زخما شعبيا قويا في وجه تحركات برلمانية لا تزال على إستحياء لمجابهة الحكومة وإضعافها في بدايات دور الإنعقاد المقبل في السابع والعشرين من شهر أكتوبر تشرين المقبل، علما أن الحكومة استفادت بقوة من النتائج الإيجابية لإستجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الصباح قبل نحو أسبوعين.

وبحسب معلومات quot;إيلافquot; فإن إمطار أكثر من نائب في مجلس الأمة الكويتي رئيس الوزراء الشيخ المحمد وبضعة وزراء في حكومته بأسئلة برلمانية حول قضايا جدلية وحساسة، يعني بنظر كثيرين أن تلك الأسئلة تعطي إنطباعا أن هنالك أطرافا برلمانية تحضر الساحة السياسية لصدامات آتية لاريب بين حكومة الشيخ المحمد والبرلمان الكويتي الذي قال أكثر من نائب فيه أن الأغلبية البرلمانية التي وقفت مع الحكومة ضد سحب الثقة من وزير الداخلية لا تعني أنها أغلبية ثابتة في صف الحكومة لأن هنالك الكثير من القضايا التي لم تحسن الحكومة حلها أو التصرف معها، وهو ما يعني الوقوف برلمانيا بقوة مع تلك القضايا في حال إثارتها من قبل أطراف برلمانية في أقرب الآجال، إذ أن كتلة العمل الشعبي البرلمانية المعارضة التي رتبت إستجواب وزير الداخلية، وتجهيز طلب طرح الثقة به، باتت تجهز الملفات، وتهيئ الأجواء أمام إستجواب وزير المالية مصطفى الشمالي على خلفية قضايا مالية واقتصادية عدة، فيما قانون الإستقرار المالي برمته لا يزال رهينة مجلس الأمة إما ردا أو تمريرا في دور الإنعقاد المقبل.

والى جانب الإستجواب المتوقع للوزير الشمالي جراء ضخامة عدد الأسئلة البرلمانية الموجهة إليه فإن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء- وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح مرشحا هو الآخر للصعود الى منصة الإستجواب عبر تصميم من النائب ضيف الله أبورمية، إلا أن الشيخ المبارك قد تصرف بذكاء سياسي يحسب له قبل يومين حين أفلح في نزع فتيل تصادم حكومي برلمان يتعلق بوزارته حين احتج عدد من النواب على تأجيل موعد بدء التسجيل في أحد الكليات العسكرية خلافا لتوصية من اللجنة البرلمانية للشؤون الأمنية والعسكرية، وهو ما قال معه أعضاء في اللجنة أن الحكومة ممثلة بوزير الدفاع لا تتعاون مع المجلس، إلا أن الوزير المبارك ألغى بشكل ذكي قرار رئيس هيئة الأركان العامة للجيوش الكويتية الجنرال فهد الأمير، وأعلن فتح باب التسجيل للإنتساب، وهو الأمر الذي لقي لاحقا الإشادة البرلمانية.
والى جانب الوزيرين المبارك والشمالي فإن وزيرة التربية والتعليم الدكتورة موضي الحمود قد بدأت أسمهما تصعد فجأة لإعتلاء المنصة على خلفية قضايا عدة ومتشعبة أبرزها تسرب أسئلة إمتحان الثانوية العامة الشهر الماضي، وشكوى قدمها النائب محمد هايف المطيري بشأن تقاعس الوزيرة بالتحقيق في فضيحة تحرش جنسي قام بها أحد مسؤولي منطقة تعليمية بحق موظفات في إدارت